اكتسب شهرة عالميّة طاغية؛ من خلال تميّزه بصوته العذب وأدائه القوي اللافت في الإنشاد الدينيّ، وإتقانه لأحكام التلاوة والتجويد وقراءات القرآن، هو القارئ والمنشد الكويتي مشاري بن راشد العفاسي، لكنه أصبح مسوقا للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتغليف دعوته بفتاوى الشيخين السعوديين عبد العزيز بن باز، ومحمد بن عثيمين، حول جواز الصلح مع اليهود، وأن ذلك من هدي الرسول!. وفيما اعتبره ملاحظون موقفا تحت الطلب، لا يمكن عزله عن موقف التقارب والتطبيع الذي عبر عنه ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بشكل خاص، غرد الأخير عبر حسابه على "تويتر": "الشيخ ابن عثيمين: أنواع الصلح مع الكفار، والرد على المشنعين على تجويز الصلح مع اليهود". ولم تلق تلك التدوينة ترحيبًا من كثيرين من متابعيه على موقع تويتر، بل العكس فقد أثارت ضده الانتقادات، خاصة أن حديثه يفهم منه موافقته على الصلح مع إسرائيل، فرد أحد التعليقات: "تُشبه يهود قريش بالكيان الصهيوني المغتصب وتدعو للصلح! صدق العوضي يوم قال "تدنس المفكرين والعلماء". ورد تعليق آخر يقول: "الصلح النبوي كان في مصلحة المسلمين ولم يكونوا في حالة ضعف، فمن أين جئت بأن المسلمين عند صلح الحديبية كانوا في حالة ضعف؟ ومرة أخرى الصلح النبوي كان لمصلحة المسلمين وليس للكفار، والتطبيع الراهن من قبل دولنا ليس فيه مصلحة للمسلمين بل لدولة الكيان الصهيوني". وأضاف آخر: "نعم الصلح الذي يجر على المسلمين المنافع الدينية والدنيوية هو خير، أما إن كان هذا الصلح سيجعلنا نتنازل عن الأقصى المبارك وعن ديننا وعن إسلامنا وننصهر في هوى الغير فليس هذا بصلح، بل تطبيع يطبع به على قلوب المطبعين.. نسأل الله السلامة والعافية". ماذا فعلت لك حماس؟ وقد سجّل العفاسي متونًا في القراءات والتجويد؛ كمتن الشاطبية وغيرها، وشارك بالتحكيم في العديد من مسابقات القرآن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفرنسا، والشيشان، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية وعدّة بلدان أخرى، كما أن له برامج لتعليم القرآن، وعددًا من المحاضرات حول علم القراءات، والتجويد في القرآن، إلا أنه هاجم حركة «حماس» بعد ردها على القصف الإسرائيلي الأخير. وقال، في تدوينة له عبر حسابه على «تويتر» رصدتها "الحرية والعدالة": «مش جديد! زي كل مرة! أفعال حماسية دون جدوى! بل هي تقوّي العدو الصهيوني وتعطيه المبررات لقصف إخواننا المسلمين في فلسطين!، لكن الجديد هو تحرير الحديدة وصنعاء قريبا وهزيمة الحوثيين حلفاء حماس وإيران»!. وكان «العفاسي» قد هاجم الحركة في تغريدة له منتصف الشهر الجاري، استنكر فيها العدة والأسلحة والاستعدادات التي تظهر بها كتائب «عز الدين القسام» في مؤتمراتها وحشودها الإعلامية. وقال: «لم تظهر هذه القوات الملثّمة والأسلحة والرشاشات للدفاع عن الشعب الفلسطيني المخلص بينما تم استغلال عامة الأبرياء كهذا الطفل (انظر الصورة) أين هم؟ وأين من يدعمهم؟ ضُرب في سوريا وسكت (ويقصد إسماعيل هنية)! ويسكت الآن هو ومن ينادي فقط بالشجب وكان ينتقد الشجب والتنديد قديما». إلى مزبلة التاريخ! وكشف الكاتب والصحفي الفلسطيني عصام النبيه، عن إقدام مسجد في إندونيسيا على إزالة صوت العفاسي من قائمة تسجيل المسجد، بعد علمهم بموقفه المخزي من المقاومة الفلسطينية، وقال "النبيه" في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر" رصدتها "الحرية والعدالة": "شيخ مشاري أقلك شيئء؟ صليت اليوم في مسجد في إندونيسيا، وقد كان صوتك قبل الصلاة يصدح من مئذنة المسجد، سألوني عنك فأخبرتهم أنك بخير وقلت لهم عن موقفك الأخير من المقاومة الفلسطينية، فغضبوا وقاموا بحذف صوتك من جهاز تسجيل المسجد.. لكن لا تقلق أعطيتهم تسجيلات للشيخ المنشاوي". جاءت اللحظة الأبرز لإعلان العفاسي لأول مرة عن آرائه السياسية في 21 أغسطس 2013، وذلك في أعقاب مجزرة السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وفض اعتصامي رابعة والنهضة؛ فأعلن تأييده الانقلاب على الرئيس المنتخب محمّد مرسي في 3 يوليو 2013. ودعا العفاسي إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه، أي إبقاء الانقلاب ضد الرئيس مرسي، والاستمرار في تطبيق خارطة الطريق العسكرية، وهو ما رفضه مؤيّدو الشرعية وأبرزهم جماعة الإخوان المسلمين؛ إذ استنكروا بشدة تصريحات العفاسي التي تساوي بين الضحية والقاتل، مؤكدين أن السفيه السيسي قتل وخطف وعذب واعتقل الآلاف، وبالتالي فلا يمكن المساواة بين القاتل والضحية مثلما فعل مشاري راشد.