الاستراتيجيات الصهيونية والغربية ليست قرآنا من السماء، والحديث عن المخططات التي تستهدف مصر والأمة الإسلامية كلها هدفها وقف الخطر، ونشر مراقبون خريطة نادرة لمصر من مجلة إنجليزية قديمة توضح حدود مصر الحقيقية، قبل أن تتنازل إنجلترا عن واحة جغبوب الليبية حاليا إلى إيطاليا لضمها إلى ليبيا سنة 1922، وقبل أن تنفصل السودان عن مصر في عهد أبو الانقلاب العسكري جمال عبد الناصر، وقبل أن يبيع السفيه قائد الانقلاب الثاني عبد الفتاح السيسي تيران وصنافير إلى السعودية. هذه الخريطة لمصر تحت الاحتلال البريطاني وكانت السودان كلها جزءا أصيلا من القُطر المصري، وبعض مساحات الأراضي الليبية والتشادية ثم غزة لاحقا، هذه كانت مصر منذ 150 سنة وكانت سلة غذاء العالم، صارت حاليا 5 دول وحتى السودان تحولت لدولتين، قارنوا بينها و بين خريطة مصر السيسي، مصر الآن مساحتها 40% من مساحتها الأصلية. الرئيس الوحيد الذي فكر في وقف مسلسل تقسيم مصر، ووضع خططا وشرع في توزيع أراضي الصحراء على المصريين كان الرئيس المنتخب محمد مرسي، لقد شكل لجنة لبحث توزيع الأراضي، ولكن الظروف السياسية لم تمهله حتى ينجز، حيث دارت عجلة الانقلاب، قبل أن ينفذ المشروع وتم الانقلاب ووضع في السجن. فهل يفعلها السفيه السيسي وينجح مخططه؟، وهل يقف 60 ألف معتقل أو أكثر أمام مخططه ويواصلون صمودهم من أجل أن يستيقظ الشعب، أو تستيقظ ضمائر الوطنيين في الجيش ويحفظون البلاد، وينحازون لجماهير شعب مصر، وهل يدرك الجميع مصر قبل فوات الوقت؟ مصر للأجانب! عندما وصل المصريون إلى المؤتمر الاقتصادي الذي عقد مؤخرا في شرم الشيخ أعلنت حكومة الانقلاب عن طرح مليون فدان للاستصلاح ولكن كما هو المتوقع السير في إطار الفيتو الأمريكي، حيث قرروا إعطاء الأراضي للمستثمرين الأجانب والشركات الأجنبية وتكرار تجربة المخلوع مبارك. تقول الناشطة جيلان حسين: "ووزير قلة التربية والتجهيل بقول مافيش خرائط تدرس في المدارس نهائي لمحو فكرة الحدود والمساحات ومعرفة أراضينا وثرواتنا الكل متآمر وخاين للوطن"، في إشارة إلى بيع تيران وصنافير والتنازل عن سيناء فجأة، وطبول الحرب التي تدق بدون أي أسباب أو مقدمات تأتي في سياق تهيئة الأجواء لتنفيذ خطط التقسيم التي وضعتها الدوائر الصهيونية وتبنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية. المستهدف من التصعيد الخليجي والحصار الذي تقوده السعودية ليس قطر وحدها، وإنما الجهات التي دفعت دفعا للتصعيد، بما يشبه ما فعله الرئيس العراقي صدام حسين عندما تمت غوايته بغزو الكويت ليضع رأسه تحت المقصلة وتقديم المبررات لتفكيك العراق وتقسيمه على النحو الذي نراه بأعيننا الآن. خطط التقسيم المرسومة لذبح العرب ليست سرية وإنما منشورة، ويجري تنفيذها الآن في العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان ومصر، ولتنفيذ هذه الخطط تتدفق جيوش دول الغرب إلى المنطقة العربية في أكبر حشد عسكري مسيحي منذ الحروب الصليبية. النقطة الأخيرة يقول الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي عامر عبد المنعم: "مضيق تيران هو النقطة الأخيرة في الحاجز الذي وضعه الغرب المسيحي لشق قلب العالم الإسلامي وفصل المسلمين في إفريقيا عن المسلمين في آسيا. وبتدويل المضيق وإنهاء السيطرة المصرية عليه يكتمل الفصل التام لأول مرة منذ قرون طويلة ويمتد بطول البحر الأحمر وحتى مضيق باب المندب الذي تم تدويله وانتزاعه من قبضة الدول العربية". مضيفا: "لا يمكن النظر إلى بيع تيران وصنافير على أنه مجرد صفقة بين مصر والسعودية، وإنما هو قرار إسرائيلي لإزاحة الدولة المصرية من المضيق وفتح الباب لسيطرة الإسرائيليين على البحر الأحمر، وتغيير الواقع الاستراتيجي من قدرة مصر على حصار الكيان الصهيوني إلى تمكين الصهاينة من حصار مصر والعرب". وتابع: "رغم أن اتفاقيات كامب ديفيد تنص على حرية الملاحة الإسرائيلية في مضيق تيران فإن بقاء الجزيرتين في حوزة الدولة المصرية يشكل تهديدا في حالة نقض الاتفاقية أو تجدد الصراع بين الطرفين، كما أن استمرار ملكية مصر للجزيرتين يهدد المشروعات الإسرائيلية لتحويل طريق التجارة الدولية من قناة السويس إلى ميناء إيلات (أم الرشراش المحتلة)". وأكد عبد المنعم أن "تدويل مضيق تيران هو المرحلة الثالثة في الحاجز الصهيوني الذي بدأ باحتلال فلسطين ثم الاستيلاء على أم الرشراش للوصول إلى خليج العقبة ولكن لم يكن هذا التمدد كافيا لإنهاء السيطرة العربية الإسلامية على البحر الأحمر بدون إبعاد مصر عن جزيرتي تيران وصنافير وإنهاء السيطرة المصرية على مدخل خليج العقبة".