من المستغرب أن يستمر صمت قادة الجيش المصري وجنوده على المجازر التي يرتكبها بعض جنود وعساكر السيسي في سيناء، بوابة مصر الشرقية، التي تقول كافة النظريات العسكرية والنظم السياسية إن تعميرها وتنميتها هو خط الدفاع الاستراتيجي الأول عن مصر. ومنذ انقلاب السيسي على الشرعية الشعبية، التي نادت من أول ثورة يناير 2011 بتعمير سيناء وتنميتها وحل مشاكل أبنائها الأوفياء، جاء السيسي ليفرغ سيناء من سكانها عبر وسائل قذرة عدة، سواء ب"تصعيب الحياة" في سيناء أو إثارة الرعب والفزع بوسائل عسكرية قذرة. وتحت مكافحة الإرهاب، الذي يزرعه السيسي يوميا ويديره القائد الفلسطيني المفصول من فتح، محمد دحلان، ونحو 8 آلاف عنصر فلسطيني يتعاونون مع إسرائيل لزعزعة أمن شمال سيناء، وصولا إلى تفريغها عبر الحرب الشاملة التي أعلنها السيسي مؤخرا، تداول نشطاء سيناويون مقطع فيديو أذاعته قناة "الشرق" مؤخرا، يظهر فيه من وصفته القناة بأنه "جندي مصري"، يصفّي طفلاً وسط سيناء. وكتب هيثم غنيم، على صفحته: "فيديو تصفية شاب صغير في وسط #سيناء، دون أي مونتاج، ملخصه: قوة من الجيش تصطحب شابا صغيرا تم اعتقاله، وتجعله ينام على الأرض، وهو مغمى العينين، ويقول له الضابط متخفش مش هنقتلك، والطفل يستغيث بأمه، والضابط يقول له متخافش أبوك هييجي يأخذك، ثم بمنتهى الخسة يطلق رصاصات على رأسه وظهره". وأضاف: "فيديو تصفية طفل في وسط سيناء، على يد ضباط وعساكر الجيش المصري. كمية الغدر اللي في الفيديو ده، بيقولوا للطفل متخافش أبوك هييجي ياخدك، ويغطّوا وجهه، ويروحوا ضاربينه بالنار". وعلق عمرو رودريجز: "بعد ما الواد اتضرب تلات رصاصات طلع في الآخر صوت إنسان رحيم بيقول: "بس بس بس".. تقريبا الرصاص عهدة وهيتحاسب عليه". وكتب أشرف سلمي: "مشهد تصفية طفل في وسط سيناء ستكون أسود سواد أيام مصر القادمة". خبراء ومحللون لم يستغربوا ما فعله الجنود المصريون في الطفل، بعدما غير السيسي عقيدة الجيش المصري من العداء للصهاينة إلى مكافحة الإرهاب، الذي في غالبيته صناعة من دائرة السيسي الجهنمية!. جيش مصر يقتل طفلا في صحراء سيناء عبثا بعد ما أوهموه أن والده سيأتي ليأخذه، فبجانب بشاعة المشهد، فإن العواقب ستكون وخيمة على الجيش المصري في سيناء، إذ من الطبيعي أن ينتقم أهالي الطفل في يوم ما، بل وهو المنطقي!. شاهد الكارثة: https://www.facebook.com/SinaaMedia/videos/800706060127776/ ووصف خبراء سياسيون وإعلاميون ما يقوم به الجيش المصري بإيعاز من الخائن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من تهجير عنيف وإخلاء قسري لأهالي سيناء، بأنها عمليات توريط غير محسوبة، وأن ما يحدث ليس إلا محاولة لإلهاء المصريين عن جرائم العسكر، ولتمرير ما تعرف ب"صفقة القرن". وأجمعوا على أن المخطط الصهيوني وهو إخلاء المناطق الحدودية في سيناء من سكانها نهائيا إرضاء للصهاينة، وينفذه السفيه السيسي باقتدار بدعوى ما قاله في حوار سابق: "نحن لا نسمح بأن أرضنا تشكل خطرا على جيرانها أو تهديدا لأمن إسرائيل"، وهي عملية اسمها الحقيقى الإبادة الشاملة أو التهجير الشامل أو الحرب الشاملة، على حد قول المتحدث العسكري لسكان سيناء لإتمام صفقة القرن لصالح الصهاينة. إعلان حرب على سيناء الكاتب الصحفي سليم عزوز، أكد أن العمليات العسكرية في سيناء تأتي في إطار محاولات السيسي لتمرير ما تعرف ب"صفقة القرن"، وكتب عبر صفحته على فيسبوك: "عملها السيسي.. إعلان الحرب في سيناء. انسى صفقة القرن لن تمر". حرب توريط للجيش واستنكر يحيى القزاز، الأستاذ بجامعة حلوان والقيادي السابق بحملة تمرد المخابراتية، استمرار توريط قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي للجيش المصري في سيناء، معتبرًا العمليات التي تحدث الآن هناك محاولة لإلهاء الشعب المصري. وكتب القزاز، عبر صفحته على فيسبوك: "فجأة اندلع البركان وقطعت الطرق وتدفقت الحشود. ما الذى حدث؟!.. إنها الحرب على الإرهاب فى كل بر مصر.. أطرافها وعمقها. نعم لدينا إرهاب خارجي.. وهل مقاومة الإرهاب تستلزم كل ما يحدث؟!". وأضاف القزاز قائلا: "لا هى حرب تحرير ولا هى حرب تطهير، هى حرب توريط الجيش فى متاهة لا يخرج منها بسهولة، حرب تشغل الشعب والمجتمع الدولى بها، ولا تدعهما يفكران فيما يحدث من بلطجة وقمع وإرهاب وسجن وسحل وإعدامات بالجملة للمعارضين داخل مصر". وتابع قائلا: "السيسى على استعداد أن يهلك الشعب ويدمر الجيش ويفرط فى غالبية أرض مصر مقابل أن يبقى حاكما ولو على قرية كى يحمى نفسه من حبل المشنقة".