لا تكاد انتهاكات نظام عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، بحق أهالي سيناء تنقطع حتى تصاعدت مع انطلاق ما يسمى العملية العسكرية الشاملة في سيناء بزعم القضاء على الإرهاب، وتنوعت الانتهاكات ما بين القتل والاعتقال والتعذيب وتدمير المنازل والقصف بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا، ونسف المنازل والمدارس بالديناميت، وقطع الكهرباء والماء والاتصالات. "بوابة الحرية والعدالة" ترصد في هذا التقرير أبرز انتهاكات نظام الانقلاب بحق أهالي سيناء. تعليق حركة السفر والتنقل وشكا عدد من أهالي سيناء من تردي الأوضاع المعيشية ومعاناة أبناء المحافظة من تعليق حركة السفر والتنقل من وإلى منازلهم، وقالت إحدى السيدات إن المحافظة أخطرتهم بالسماح لهم بالسفر، وفور وصولهم إلى المعدية على قناة السويس فوجئوا برفض قوات الجيش مرورهم بزعم عدم وجود تعليمات، وفي مفارقة غريبة طالبت السيدة بمعاملتها معاملة الحيوانات. تدمير المنازل وفي مواجهة التعتيم الإعلامي المفروض من نظام السيسي على الوضع في سيناء، وردًا على مقتل 13 من أهالي سيناء أغلبهم من الأطفال والنساء، جراء قصف مدفعي لقوات الجيش المتمركزة في كمين "الوحشي" جنوب الشيخ زويد، بث تنظيم ولاية سيناء إصدارا مرئيا جديدا ينسف الرواية الأمنية لجيش الانقلاب، ويظهر إعدام جندي أسره التنظيم خلال هجوم على الكتيبة 37 المتمركزة بكمين العبيدات بالشيخ زويد، في الوقت الذي أعلنت فيه سلطات الانقلاب عن موته متأثرا بجراحه. وفي سياق متصل، حصلت الجزيرة على صور خاصة تظهر الدمار الذي لحق بمنازل أهالي شمال سيناء جراء نسف بيوتهم وتهجيرهم قسريًا، ضمن المرحلة الثانية لإقامة منطقة عازلة بين مصر وقطاع غزة. القنابل العنقودية وأظهر تقرير لمنظمة العفو الدولية (أمنستي)، أن الجيش المصري استخدم القنابل العنقودية في مواجهته الأخيرة مع المواطنين في سيناء. واستند التقرير في معلوماته إلى شريط مصور بثه الجيش المصري في 21 فبراير الماضي، زعم فيه العثور على عبوات ناسفة محلية الصنع زرعتها من وصفهم الجيش بالعناصر الإرهابية، غير أن "أمنستي" حللت الشريط وأكدت أنها ذخائر عنقودية أمريكية غير متفجرة من طراز mk118، لا يمكن إلقاؤها إلا بواسطة سلاح الجو في الجيش المصري. نسف المنازل والمدارس بالديناميت وفي سيناء لا صوت يعلو فوق صوت القصف والتفجير، ورغم غبار التعتيم الإعلامي المفروض نشرت الجزيرة صورا تظهر نسف قوات الجيش عشرات المنازل والمدارس بالديناميت وتهجير الأهالي قسريا. وقال الأهالي إن الجيش هدم عشرات المنازل دون إخطار قاطنيها الذين فروا مجبرين، كما لم تسلم المدارس حيث هدم الجيش عددا من المنازل في غرب ووسط رفح، منها مدرسة الرسم والوفاق والإمام علي وغيرها. انقطاع الكهرباء والماء وفي إطار خطتها لتهجير الأهالي، مارست سلطات الانقلاب ضغوطها لإجبارهم على الفرار من بيوتهم، عن طريق قطع الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والاتصالات، كما اشتكى الأهالي من التعتيم الإعلامي المفروض على الأوضاع في سيناء. قتل واعتقال وتعذيب ووثق المرصد المصري للحقوق والحريات جرائم قتل واعتقال وتعذيب وتهجير ارتكبتها سلطات الانقلاب العسكري بحق أهالي سيناء. وقال المرصد، في تقرير له، إن سلطات الانقلاب ارتكبت جرائم قتل واعتقال وتعذيب وتهجير بحق الأهالي تحت مسمى الحرب على الإرهاب، كما اتهم التقرير سلطات الانقلاب بارتكاب جرائم القتل خارج إطار القانون ل1300 شخص، واعتقال 12 ألف آخرين، وتهجير 4 آلاف أسرة، وتدمير أكثر من 2500 منزل بطول 1500 متر. العصا والجزرة وإمعانا في التنكيل، استخدم جيش الانقلاب مبدأ العصا والجزرة، وزعم تقديم مساعدات لأهالي سيناء في الوقت الذي يسلبهم فيه حق الحياة والعيش الكريم، وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات تظهر امتهان الجيش لأهالي سيناء وإذلالهم في مقابل الحصول على كميات صغيرة من الدقيق أو لتر زيت أو كيلو أرز.