في رد فعل سريع من المعتصمين بميدان رابعة على أنباء استعدادات وزارة داخلية الانقلاب لفض الاعتصام السلمي ظهرت عدة مشاهد بالاعتصام، صباح اليوم، تؤكد أن المعتصمين صامدون لحين تحقيق مطالبهم بعودة الشرعية والرئيس المنتخب والمؤسسات الدستورية المنتخبة. وشرع المعتصمون في تجهيز أنفسهم للتكيف مع الوضع في حال عدم الاستجابة السريعة لمطالبهم، وقاموا بتجهيز خيام خشبية من طابقين مجهزة بمختلف وسائل المعيشة ودورات المياه ومطابخ، وذهب عدد من المعتصمين إلى أبعد من ذلك بالتجهيز لإنشاء طابق خشبي ثالث بالخيام. وعن فكرة الخيام متعددة الطوابق والمجهزة بشكل جيد للمعيشة يقول المهندس عمرو محمد، صاحب الفكرة وأحد معتصمي ميدان رابعة العدوية، إن الفكرة بدأت حينما وجد أن الميدان امتلأ عن آخره بخيام المعتصمين في الوقت الذي يتوافد إلى رابعة يوميا الآلاف من المتظاهرون المؤيدين للشرعية الذين يريدون الانضمام إلى الاعتصام، لافتا إلى أنه لهذا السبب طرأت تلك الفكرة إلى ذهنه وهي أن يتم بناء مبان خشبية بشكل رأسي تتكون من عدة طوابق بحيث تستوعب أعدادا أكبر من المعتصمين، موضحا أنهم بدءوا بالخيمة التي يجلسون بها بتحويلها إلى خشبية مكونة من ثلاث طوابق. وأضاف أن الطابق الثالث كثيرا ما يتم تمكين المصورين الصحفيين من اعتلائه؛ لالتقاط صور للميدان من أعلى خاصة في فترات الليل، فضلاً عن أنهم في أوقات كثيرة يتركوا الطابق الأرضي للسيدات ويصعد رجال الخيمة في الطابق الثاني أو الثالث. وأشار عمرو بأن الهدف الرئيسي أيضا من بناء تلك الخيام بهذه الصورة، هو توصيل رسالة إلى السيسي بأنهم سيُكيِّفون أنفسهم بكافة السبل وصامدون في الميادين أيا كانت المدة لحين عودة الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي والقصاص للشهداء. وأكد منفذ الفكرة ويدعى الباشا أنهم لن يكتفوا بهذا بل إنهم يخططون لتصميم مكان لمطبخ وآخر لدورة مياه داخل هذه المباني الخشبية، لافتا إلى أن مهمته الأساسية هي توفير الأخشاب، مشيرا إلى أن هذا ليس بالأمر الصعب بالنسبة له لأنه مرتبط بطبيعة عمله، وأنه على استعداد لتوفير مزيد من الأخشاب أيضا لمن يريد من المعتصمين لتنفيذ الفكرة. وأوضح أنهم لا يتلقون تمويلاً وإنما كل معتصم يرى في مقدرته تقديم شيء فإنه لا يتأخر، وأشار إلى عربة محملة بالأخشاب بالميدان. وظهر بميدان رابعة العدوية عدد من مشاهد الأخرى التي تبعث برسالة حول إصرار المعتصمين على الصمود بالميدان لحين عودة الشرعية ومنها إحضار الكثير من المعتصمين للتلفاز معهم؛ حيث جلست مجموعة من الأطفال المعتصمين مع ذويهم في الميدان يتابعون إحدى برامج الكارتون في حين جلس مجموعة الرجال يتسامرون ويضحكون غير عابئين بالتهديدات بفض الاعتصام، واجتمع آخرون وسط الميدان يلعبون كرة القدم.