نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرًا سلطت فيه الضوء على النظرة الخارجية للأوضاع في مصر نقلاً عن محللين بالعديد من المراكز البحثية، قالت فيه إن الغرب يراقب عن كثب التطورات في مصر وخاصة ما يتعلق بملف حقوق الإنسان، مضيفة أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ انقلابه على الدكتور محمد مرسي، على كافة مستويات المجتمع المدني. وقال المحلل أمير مجدي الباحث لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان إن القمع غير مسبوق وأسوأ مما كان عليه في عهد مبارك مع محاكمات غير عادلة والتعذيب والاختفاء القسري، الأمر أشبه بالوضع في سوريا في عهد حافظ الأسد. وقال لفرانس برس: "يجب أن يكون ذلك اشارة مقلقة جدا لحلفاء مصر الغربيين في ضوء ما يحصل اليوم في سوريا". ولفتت الوكالة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كان قلقا من هذا التسلط، حيث علق في 2014 جزءا من المساعدة العسكرية الأمريكية التي كانت تمنح تقليديا لمصر (1.5 مليار دولار سنويا). وأضافت الوكالة أنه في واشنطن فإن المشكلة الوحيدة تتعلق بشراء مصر بصورة غير مشروعة لمعدات عسكرية كورية شمالية في انتهاك للعقوبات الدولية، كما قال مركز صوفان الأمريكي في مذكرة تحليل تعود إلى 13 مارس الجاري. وفي أغسطس 2017 علقت الولاياتالمتحدة مجددا مساعدة عسكرية لمصر بقيمة 291 مليون دولار للاشتباه بأن السفارة الكورية الشمالية في القاهرة تستخدم في عمليات تهريب الأسلحة بحسب مركز صوفان. وقال دوني بوشار الخبير في شؤون المنطقة لدى المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إن السيسي يواجه مشاكل داخلية كبرى خصوصا اقتصادية، وفي هذا الإطار انتهاج سياسة قمع بدون تمييز سيأتي على الأرجح بنتائج عكسية لأنها تساهم في تشدد قسم من المعارضة. ولفتت الوكالة إلى أنه يوم الاثنين الماضي أخذ إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي علما بإعادة انتخاب فلاديمير بوتين بدون أن يقوم بتهنئته رسميا، مشددا على الطريق الذي لا يزال على روسيا سلوكه نحو الديموقراطية، وتساءل مجدي: "هل سيتخذ الموقف نفسه مع السيسي؟". الجواب في اليوم التالي من مسرحية الانتخابات الرئاسية المصرية في 29 مارس.