هذا زمن صفقة القرن الذي سيرى فيه العرب "عجائب" لم تكن تخطر على بال أحد، في خضم تسلط عملاء الصهاينة في الدول العربية وتغييب بوصلة الوعي، وتعمدهم إهلاك الإنسان ودمار العمران، وتنفيذهم مخطط انحطاط شامل في السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم، وإشعال حروبٍ طائفيةٍ تعمل بقوة على امتداد منطقة الشرق الأوسط، من بغداد إلى بيروت وصنعاء، ومن هذا التسلط ما أكده خبراء ومراقبون أن تبادلا للرسائل بين السعودية وكيان العدو الصهيوني جرى بوساطة قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى القاهرة. من جهته يقول الصحفي والحقوقي حسام بهجت، مؤسس ومدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية: "إن محمد بن سلمان وصل القاهرة في نفس موعد وصول نتنياهو إلى واشنطن، وبعدها بساعة اجتمع ترامب والسيسي على التليفون والضيوف عندهم.. ربنا يحفظ فلسطين". وكشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" الصهيونية، عن وجود ما قالت إنه تنسيق سعودي- إسرائيلي يتعلق بالتعامل مع إيران وملفات أخرى في المنطقة، من بينها القضية الفلسطينية في ظل الحديث عن "صفقة القرن"، ونقلت عن مصدر مصري وصفته ب"الكبير" ولم تسمه، قوله إن تبادلا للرسائل بين السعودية وإسرائيل جرى بوساطة مصرية خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها محمد بن سلمان. آلو نتيناهو! ونقل موقع "i24NEWS" الصهيوني، عن مصدرين مقربين من القيادة الفلسطينية، أن دولتين عربيتين مركزيتين ضغطتا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقبول صفقة سلام عرضتها الولاياتالمتحدة. وأعلن المسئولان عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي قالا لعباس: "إنه لا خيار أمامه إلا أن يكون براجماتيا ويقبل الصفقة التي تعرف باسم صفقة القرن التي يعرضها ترامب، والتي تشمل التنازل عن حق العودة الفلسطيني، وعن إقامة العاصمة الفلسطينية في القدسالشرقية". وذكر الموقع أن الضغط السعودي المصري على القيادة الفلسطينية يشدد على أنه "على عباس عدم تحدي ومواصلة التمسك بمواقفه المتصلبة أمام الولاياتالمتحدة وإسرائيل"، معتبرين أن هذه أفضل فرصة لتحقيق صفقة سلام الآن، وإلا فسيندم على ذلك مستقبلا"!. وذكر الموقع أن "عباس يتعرض لضغوط من عدد من الدول العربية لقبول تنازلات في بعض المسلمات الفلسطينية، ومنها التنازل عن القدسالشرقية كعاصمة لفلسطين، وقبول أبو ديس بدلا منها، والتنازل عن حق العودة للاجئين، على أن يتم توطين اللاجئين في البلدان التي يقطنون فيها، في حين أن الصفقة كما كشفت معالمها تمنح إسرائيل السيادة الكاملة على المواقع المقدسة في البلدية القديمة في القدس". مضمون صفقة آخر الزمان فارس صفقة القرن قادم من جزيرة العرب، اسمه محمد بن سلمان، أميرٌ ليس كبقية أفراد الأسرة السعودية الحاكمة الذين يتجاوز عددهم عشرة آلاف، أميرٌ فتح عينيه فوجد أن والده حضّر له هدية عيد ميلاده الثلاثين مملكة، ليس لها مثيل في الثراء ولا في المساحة، وترك له أن يتصرّف ويتقرب من الصهاينة والأمريكان كما يشاء. وفي يناير الماضي، كشفت القناة الصهيونية العاشرة عن وثيقة وضعها صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين، وصفت بأنها تفاصيل الخطة الأمريكية للحل، وقالت القناة إن الصفقة هندسها صهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، ووافق عليها ولي العهد السعودي والسفيه عبد الفتاح السيسي، ومما جاء في الوثيقة، أن تكون أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية بدلا من القدس، والتنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، على أن يتم توطينهم في البلدان التي يقيمون فيها. وتذهب الشراكة بين السفيه السيسي و"بن سلمان" نحو تدويل البحر الأحمر، ولذلك ينهمكان هذه الأيام من أجل فتح كل الممرات المغلقة أمام كيان العدو الصهيوني، والمفتاح الأساسي لهذا الميدان هو صفقة القرن التي هندسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأوكل إلى "بن سلمان" تنفيذها. البداية والنهاية هي تصفية القضية الفلسطينية والتطبيع مع العدو الصهيوني، ويحاول السيسي و"بن سلمان" تقديم صفقة القرن على شاكلة رحلة سياحية نحو الضفة الأخرى، تبدأ من قبول القيادة الفلسطينية بها، وهذا يعني، عمليا، التنازل عن إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، ومن بعد ذلك يتم فتح الطريق لمشروع نيوم الذي يعتزم تنفيذه في المنطقة البحرية الواقعة بين سواحل مصر الشرقية والأردن والسعودية، ويتضمن أيضاً مشاركة الصهاينة، ليكون بمثابة تطبيع رسمي للعلاقات بين المملكة وكيان محتل غاصب عبر سنترال الانقلاب في مصر.