على الرغم من مرور ما يزيد عن شهر على اعتصام أنصار الشرعية الدستورية بميداني النهضة ورابعة العدوية إلا أن تلك المدة لم تفت في عضدهم، بل زادتهم إصرارا وصلابة على إكمال المسيرة حتى تتحقق المطالب كاملة، ويعود الرئيس الشرعي للبلاد الدكتور محمد مرسي لممارسة مهام منصبه التي كفلها له الدستور والقانون. وخلال تلك الفترة لم تتوقف محاولات الانقلابيين لتشويه صورة المعتصمين تارة وتهديدهم وترويعهم تارة، رغبة في فض اعتصامهم بأية صورة من الصور، ولم يخلُ هذا السعي الدءوب للانقلابيين و"صبيانهم" في وسائل الإعلام ومؤسسات الدولة من طرافة وسذاجة كشفت عن ضحالة فكرية واستخفاف بعقول المصريين؛ ما أثار سخرية واسعة في أوساط المعتصمين وعلى صفحات التواصل الاجتماعي. قيام القوات المسلحة بإلقاء المنشورات على المتظاهرين في ميادين دعم الشرعية فضلاً عن إشارته إلى طبيعة نظرة قيادة الانقلاب إلى المعتصمين ومعاملتهم على أنهم أعداء في المعركة وليسوا مصريين لهم نفس الحقوق، فإن صيغة المنشورات التي حملت عبارات من قبيل "انجُ بنفسك"، تعيدنا إلى عصور بعيدة تنتمى لقاموس الاستبداد والتسلط؛ ما يرجح احتمالية تعرض أصحابها لعملية "خطف ذهني" مثل تلك التي تحدثت عنها بيانات وزارة الداخلية المتتالية ولحقتها سخرية واسعة، حيث اتهمت معتصمي رابعة بأنهم يعانون من "خطف ذهني" يحول بينهم وبين الخروج من الميدان؛ ما دفع أحدهم للتعليق متهكما: "كنت معدي من عند منصة رابعة والدنيا زحمة حشد.. لقيتني بتعرض لمحاولة اختطاف ذهني من شخص مريض ذهنيا..الحمد لله كان في حضور ذهني جيد في المكان.. قاومناه ذهنيا لحد ما سيطرنا عليه وفضلنا ندوخه لحد ما مات ذهنيا. اخدناه ودفناه في المقابر الصحية ولا من شاف ولا من دري". وفي التعليق أيضا إشارة إلى تخاريف أحد عملاء أمن الدولة بدرجة مذيع، على إحدى فضائيات الإفك والبهتان التي زعم فيها "مقتل 80 شخصا على أيدى مناهضي الانقلاب ودفنهم في مقابر جماعية بالصرف الصحي في ميدان رابعة، وبعد امتلاء المكان اضطروا إلى دفنهم في الكرة الأرضية تحت الأرض" وهي محض افتراء يأتي في سياق محاولات الشيطنة والتخويف من فصيل وطني يدعم حياة ديمقراطية صحيحة في مواجهة عسكر وبيادة، وفي الوقت نفسه يفضح الجهل المطبق الذي يتمتع به مرتزقة الانقلابيين في وسائل الإعلام وخفة عقولهم. وفي السياق ذاته يمضى مسح الجوخ ولعق البيادة على قدم وساق، فنسمع عن صحفية تتحرش بالسيسي وتعلن عن رغبتها في أن تكون ملك يمين له بغمزة من عينه، وآخر يعلن أن جنرال الانقلاب الدموي صار حلما لفتيات مصر لدرجة أن الصاغة يضعون صوره على طاقم شبكة العروس!!. كل ذلك وغيره يكشف عن ضحالة فكرية وتدنٍّ في الأخلاق يتمتع بها كثير من داعمى الانقلاب ومسوقيه عبر فضائيات يمولها رجال أعمال المخلوع وفلول نظامه، وفي المقابل يؤكد أن الحق منتصر، وأن الباطل زاهق لا محالة؛ لقوله تعالى: "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".