في 25 يناير 2011، انتفض الشعب المصري ثائرا بكافة طوائفه، وفي القلب منه كانت المرأة المصرية مشاركة بكل قوة في الثورة، فهي التي عانت من ظلم مبارك ونظامه الفاسد على مدار ثلاثين عاما، حيث تفاقمت مشاكل الفقر والجوع والمرض وغياب الأمن وضياع الحرية والكرامة، لذلك كانت المرأة المصرية من أوائل من لبوا نداء الثورة. ثورة يناير استجابت المرأة المصرية لنداء الثورة، فقد طالتها يد الظلم والقمع، وطالت أسرتها وأحبتها، خرجت المرأة ثائرة ضد ذلك النظام القمعي الفاسد الذي أذاق المصريين الويلات وجعل مصر تترنح في ذيل الأمم، اعتصمت المرأة بميدان التحرير على مدار 18 يومًا، فهي التي تشعل الميدان بهتافها، وهي من تعد الطعام للثوار، وهي الطبيبة التي تداوي الجرحى، وهي الثائرة لأجل حرية وطنها وكرامة شعبها. كان دور المرأة البارز والداعم للثورة هو ما جعل عيون العالم تلتفت نحوها، وتتداول صورها وأخبارها وكالات الأخبار الدولية والصحف والمجلات العالمية. وقد نشرت صحيفة "هيرالد تريبون" الأمريكية تقريرا عن دور المرأة المصرية خلال ثورة يناير والفترة التى تلتها، ونقلت الصحيفة كيف خرجت "حواء المصرية" منتفضة وثائرة، تقف جنبا إلى جنب مع الرجل فى ميدان التحرير. دور المرأة بعد الانقلاب جاء السيسي على ظهر الدبابة ليحكم مصر منقلبا على رئيسها الشرعي الدكتور محمد مرسي وعلى إرادة المصريين جميعا، وهذا ما دعا جموع المصريين للانتفاضة والثورة، معلنين رفضهم للانقلاب العسكري ولحكم العسكر، وكما شاركت المرأة في ثورة يناير، شاركت أيضا في مقاومة ورفض الانقلاب العسكري، وشاركت في الفعاليات المناهضة له والمؤيدة للشرعية، وهذا ما دعا النظام الانقلابي لاستخدام كافة أشكال القمع والعنف بحق المرأة المصرية، وتجاوز كافة الخطوط الحمراء معها. فبداية من الاعتقال والسجن والتعذيب، مرورا بالمحاكمات التي تغيب عنها أبسط مقومات العدالة، وانتهاء بالاغتصاب والقتل، كان ذلك هو العقاب الذي انتهجه نظام السيسي بحق نساء مصر، ولكن لم تفلح كل تلك الوسائل القمعية في ردع المرأة الثائرة أو إخماد صوتها، بل سجلت بالصبر والثبات والتضحية بسنوات العمر ملحمة الصبر والصمود للشعب المصري، وخطت من دمها صفحات مشرقة في تاريخ النضال الوطني، وبقيت أسماء البلتاجي وشهيدات الحرية هن مصابيح الأمل للتبشير بفجر قادم مشرق بإذن الله. ملحمة الصمود واصلت المرأة التضحية على مدار 7 سنوات هي عمر الثورة المصرية، وقدمت سجلا حافلا من الثبات في مواجهة آلة القمع العسكرية، نرصد في هذا التقرير أبرز الانتهاكات بحق المرأة المصرية. قدمت المرأة المصرية ما يزيد على 140 شهيدة في مواقع مختلفة، تنوعت بين شهيدات مجزرتي فض رابعة والنهضة، وشهيدات الاعتداءات على المسيرات المناهضة للانقلاب، وشهيدات مهاجمة الجامعات المصرية، وشهيدات التنكيل بأهلنا في سيناء، وغيرهن الكثيرات. ويقبع في سجون السيسي ما يزيد على 43 فتاة وسيدة مصرية يواجهن أحكاما مختلفة بالسجن، وصلت في بعض الحالات للأشغال الشاقة المؤبدة مثل الحاجة سامية شنن، والدكتورة سارة عبد الله. كما يوجد قرابة 10 سيدات وفتيات مصريات ما زلن رهن الإخفاء القسري في جريمة حقوقية ودولية لا تسقط بالتقادم، حيث إن السيدة رانيا علي عمر مختفية قسريا هي وزوجها منذ أكثر من 4 سنوات، وهناك 6 فتيات وسيدات مصريات يمثلن أمام المحاكم العسكرية، منهن من أخذن أحكاما عسكرية وصلت للسجن المؤبد مثل د.سارة عبد الله، والسجن 18 سنة مثل الطالبة إسراء خالد، والسجن 10 سنوات كالسيدة إيمان مصطفى. استخدم نظام السيسي القضاء كوسيلة لردع المرأة المصرية التي لم تسلم من الأحكام الجائرة، حيث وصلت لأحكام الإعدام كما في حالة الصحفية أسماء الخطيب والسيدة سندس عاصم، وهناك أحكام بالسجن المؤبد، والحاجة سامية شنن، والسجن 10 سنوات كالسيدة فوزية الدسوقي، والسجن 5 سنوات كالسيدة شيماء أحمد سعد، وغيرهن العشرات. ويبلغ عدد السيدات والفتيات اللاتي أُدرجت أسماؤهن على قوائم الإرهاب أكثر من 120سيدة وفتاة، أبرزهن السيدة نجلاء محمود، زوجة الرئيس محمد مرسي، وابنته شيماء، والدكتورة بسمة رفعت المحكوم عليها بالحبس المشدد 15 سنة، ووصل عدد السيدات والفتيات اللاتي صدر قرار بمصادرة أموالهن أكثر من 100 سيدة وفتاة، وبهذه الصورة الحالكة انتهى "عام المرأة" والذي استحق وبجدارة أن يكون "عام قمع المرأة".