لا فرق عند رئيس الجمهورية بين شيماء عادل وشيماء محمد مرسى.. فكل المصريات والمصريين فى سن صحفية جريدة "الوطن" شيماء عادل بناته وأبناؤه.. كان على رأس أولويات وجدول أعمال رئيسنا الغالى حين توجه لحضور القمة الإفريقية فى أديس أبابا أن يجتمع مع الرئيس السودانى عمر البشير ليطلب منه أن يفرج فورا عن الصحفية المصرية شيماء عادل، ولم يكتف بذلك بل حملها معه على طائرة الرئاسة ليعيدها إلى أحضان أمها التى تدهورت حالتها الصحية بعد سجن ابنتها فى السودان، هى رسالة لكل الصحفيين بأن رئيس الجمهورية يقدر الصحفيين حق قدرهم، ويقف بجانبهم ويدعمهم، الأمر الذى يجعل الإفراج عن شيماء عادل بمثابة تدشين لعصر جديد يعزز فيه كرامة وقدر الصحفيين، ويحرص فيه رئيس الجمهورية على حماية أرواحهم وحياتهم، فى حين كان النظام البائد يتآمر على حياة الصحفيين، وحكاية اختفاء زميلنا الصحفى بالأهرام على مدى خمس سنوات فى عهد مبارك أبلغ دليل على استهانة رئيس مصر المخلوع بمصائر الصحفيين، ولكن ماذا تنتظر من رئيس كان يعتبر الجورنالجية عالم "لبط" و"هجاصين" كما ذكر الأستاذ محمد حسنين هيكل فى كتابه الأخير عن مبارك، ويحكى هيكل أن موعد لقائه الأول مع مبارك جاء متزامنا مع تقارير صحفية عن تعديل وزارى، ففكر فى أن يطلب تأجيل اللقاء حتى لا يربط الصحفيون بين اللقاء والتعديل الوزارى، فما كان من مبارك إلا أن قال لهيكل: "وماذا يضايقك فى ذلك.. «اتركهم يغلطوا!». ويكمل هيكل: "لم يتضح لى قصده، وسألته، وجاء رده بما لم أفهمه فى البداية حين قال (يقصد الصحفيين): دول عالم «لَبَطْ»، وأبديت أننى لم أفهم المعنى، واستنكر بُطء فهمى فقال: «لا تعرف معنى «لَبَطْ» هل أنت «خواجة»؟!، وأكدت له أننى أبعد ما أكون، وراح يشرح معنى «لَبَطْ»، ثم واصل شرحه: «اتركهم يغلطوا» حتى يتأكد الناس أنهم لا يعرفون شيئا». واستمر مبارك فى إساءته للصحفيين، ليستطرد هيكل: "ومرة ثانية لم يتضح لى قصده، ومرة ثانية سألته، ورد: «إن الصحفيين يدَّعون أنهم يعرفون كل شىء، وأنهم «فالحين قوى»، والأفضل أن ينكشفوا أمام الناس على حقيقتهم، وأنهم «هجاصين» لا يعرفون شيئا». قلت: ولكن سيادة الرئيس هذه صحافتك، أقصد «صحافة البلد»، ومن المفيد أن تحتفظ لها بمصداقيتها، ولا بأس هنا من جهد لإبقاء الصحفيين على صلة بالأخبار ومصادرها، ورد بقوله: «الدكتور «فؤاد» (يقصد رئيس وزارته وقتها «فؤاد محيى الدين») يقابل الصحفيين باستمرار، ويطلعهم على الحقائق، لكن بلا فائدة، هم «يخبطوا على مزاجهم» ولا يسألون أحدا!. وقلت: «إنه ليس هناك صحفى يحترم نفسه تصل إليه أخبار حقيقية ويتردد فى نشرها». وظل على رأيه: «المسألة أنهم لا ينشرون، إما أن لهم مصالح خاصة، وإما أنهم لا يفهمون». أعتقد أن كلنا أدرك الآن الفرق بين رئيس يستخدم كل سلطاته فى أعلى مستوياتها للإفراج عن صحفية ويحملها معه عائدة إلى وطنها على طائرة الرئاسة، ورئيس يرى الصحفيين "هجاصين، كذابين، أغبياء، لا ينشرون إلا ما يحقق مصالحهم الخاصة، يفبركون كل شىء دون أن يسألوا مصادرهم قبل أن يكتبوا. الآن يدرك كل صحفى مصرى أنه لو سجن فى أى بلد فى العالم سيجد رئيسا يسأل عنه ويدافع عنه ويحرره من أسره، ويعيده إلى بلده معززا مكرما، بعد أن كان الصحفى "ملوش" دية عند المخلوع، فلماذا لا تتقوا الله فى الدكتور محمد مرسى وتتوقفوا عن التهجم الوقح عليه؟! ولماذا لا تساعدونه على تحقيق خطة المائة يوم، خاصة أن كل فرد فى المجتمع المصرى مهما قل شأنه أو صغُر وزنه، سيكون من المستفيدين لو تحققت أهداف هذه الخطة بنجاح وعلى خير؟!