أكد الدكتور محمد البلتاجي، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، أن شهداء مجزرة المنصة يترقبون أقرانهم في الميادين الذين لم يلحقوا بهم، وأرواحهم ترفرف على الميدان وتسأل هل سيثبتون حتى يأتي النصر، أم يفرطون في دماء الشهداء، ويتركون ساحة النضال؟. لكن سريعا ما جاء رد عشرات الآلاف من المحتشدين في ميدان رابعة عقب صلاة الفجر، ليشهدوا تأبين شهداء دمياط الذين وافتهم المنية في وقت متأخر من ليلة أمس على إثر إصابتهم في مجزرة المنصة، وهم "عبد الرحمن حسن" –إمام أزهري من الشرقية-، "سالم الشرقاوي"-إمام وخطيب من الشرقية- و"أسامة محمد"-كفر سعد دمياط- مهندس ورجل أعمال-، والمهندس اسلام شبراوي- من محافظ الشرقية. وبشر البلتاجي الميدان بأن الشهيد "أسامة" والذي جاءت زوجته لتأبنه في الميدان، بشر زوجته بالشهادة قبل استشهاده بدقائق في منامها، وقالت إنه أبلغها أنه ارتقي شهيدا، وأنه يتطلع إلى إخوانه مصداقا لقوله تعالي:" ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ....". واسترسل البلتاجي في حديثه عن زوجة الشهيد قائلا: إنها رأته هو ورفاقه يسبحون في جنات الخلد، وينتظرون رفاقهم، الذين سيلحقون بهم عن قريب، مؤكدا على لسانها أنها متمسكة بطريق زوجها، بل وسعيدة أشد السعادة لما صار إليه وأنها ستربي أبنائها على ذات الطريق الذي صار عليه زوجها، وأن النصر سيكون حليف هؤلاء الذين باعوا أرواحهم لله عزوجل. ورد الميدان: بعنا أنفسنا لله..فتقبلها يا الله.. وأردف البلتاجي قائلا: هذا نفس طريق الشهيد سالم الشبراوي، الذي خط طريقه نحو الشهادة منذ أيام حين قال لرفاقه وهو يحلق آخر حلقة له في الميدان قبلها بثلاثة أيام "هذه حلقة الشهادة يا رفاق"؛ سائلا الله عزوجل أن يتقبلها عنده. وأكد البلتاجي أن التاريخ لن يرحم السفاحين الذين يخوضون حربا مع أبناء أوطانهم بالوكالة عن المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة،مشددا على أن محاولة إحباط المشروع الإسلامي في مصر هي محاولة لوأد الحلم الإسلامي في دول الربيع العربي من تونس إلي ليبيا وسوريا واليمن، حيث يراد لتك الدول أن تظل تابعة للسيطرة الصهيونية الأمريكية بعيدا عن تحرر القرار الوطني الذي هو بداية انطلاق حقيقي للمنطقة العربية والأفريقية بأسرها. واختتم البلتاجي حديثه للجماهير المرابطة في ميدان رابعة وميادين الحرية في مصر قائلا: إن العالم ينتظركم، وينتظر مواقفكم، أنتم الآن تصنعون التاريخ في أوسع صفحاته، أنتم تكتبون الصفحات الأخيرة للمشروع الأمريكي في المنطقة، وستنتصرون بعون الله. ورد المتظاهرون "ثوار أحرار..حانكمل المشاور"، و"صامدين في الميادين- صامدين ليوم الين". الجدير بالذكر أنه قد تم نقل جثامين الشهداء إلى محافظاتهم حيث سيتم دفنهم عقب صلاة الظهر كل في محافظته، وتأبينهم هناك.