أكدت صحيفة "حريت ديلي نيوز" التركية أن استمرار المظاهرات المؤيدة للرئيس المصري محمد مرسي ضد الانقلاب العسكري، يُعد "مثالا فريدا" للمقاومة المدنية ضد الانقلابات في التاريخ السياسي الحديث. وأشارت الصحيفة إلى بيان الإدارة الأمريكية مؤخرا الذي يقول إن الشعب المصري قال كلمته بجمع 22 مليون توقيع على استمارات مناهضة لحكومة "مرسي" المدعومة من جماعة الإخوان المسلمين؛ وهو ما اتخذته الولاياتالمتحدة مبررا لعدم وصف الانقلاب بأنه انقلاب. لكن الصحيفة التركية قالت إنه ليس هناك شك في أن ذلك التجمع الهائل في ميدان رابعة العدوية الذي يطالب بعودة الرئيس الشرعي إلى منصبه له كلمته أيضا، وقد أصبح من الواضح أنه مستحيل أن يكون هناك استقرار سياسي في مصر من خلال محاولة قمع أو تجاهل الإخوان المسلمين، ويبدو أن الأمر سيستغرق وقتا لاستقرار الأوضاع. وذكرت أن الانقلاب العسكري في مصر له تأثير كبير على التوازنات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وكانت إسرائيل هي الفائزة وتركيا هي الخاسرة من الانقلاب في مصر، وذلك لأن الانقلاب قاد مصر – وهي دولة رائدة في المنطقة- إلى حالة من التوتر وعدم اليقين، في حين أن سوريا تشهد حربا أهلية وحزب الله اللبناني متورط في النزاع السوري بدلا من انشغاله بمضايقة إسرائيل. وأوضحت "حريت ديلي نيوز" أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حصلت على أكبر قدر من المزايا بين دول المنطقة في فرض سياساتها، خاصة فيما يتعلق بمناهضة برنامج إيران النووي، بينما خسرت تركيا مزاياها السياسية بسبب الاضطرابات الداخلية في الدول العربية، وهذا سيؤثر على مصالح تركيا الاقتصادية في المنطقة لاسيما خلال السنوات المقبلة. وأوضحت أن عزل "محمد مرسي" من السلطة بانقلاب عسكري كان بمثابة "ًصفعة" قاسية على وجه جميع الحركات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين في المنطقة مثل حركة حماس في غزة وكذلك الثوار في سوريا.