ركزت الصحف التركية، المتأثرة بتاريخ تركيا الطويل مع الانقلابات العسكرية، على خطورة القرارات المتتالية التى أصدرها المجلس العسكرى مؤخراً لإحكام قبضته على البلاد. صحيفة «توديز زمان» ركزت على ما وصفته باختطاف المجلس العسكرى للسلطة فى مصر، قائلة: إن الجنرالات الذين ينفون قيامهم بانقلاب ناعم وتجريد الرئيس القادم من صلاحياته سوف يحتفظون بالسلطة التشريعية وسلطة كتابة الدستور واستقلال مالى تام، بعد رفض أى إشراف أو تدخل فى ميزانية الجيش، وذلك حسب الإعلان الدستورى المكمل الذى استبق به الجيش نتائج انتخابات الرئاسة التى قد تسفر عن فوز مرشح الإخوان محمد مرسى. وفى نفس الصحيفة ربط المحلل السياسى «بولانت كناز» بين ما يجرى فى سوريا ومحاولات المجلس العسكرى الأخيرة للانقلاب على مؤسسات ثورة 25 يناير، فقد فهم قادة الجيش فى مصر تراخى المجتمع الدولى -الذى يبدو وكأنه يعطى فسحة من الوقت لبشار الأسد للإجهاز على الانتفاضة الشعبية فى سوريا- على أنه رسالة تشجيع على الانقلاب على الثورة والعملية الديمقراطية فى مصر أيضاً، وهذا التراخى -حسب رأى الكاتب- غذى «الطموحات الشريرة» لدى المجلس العسكرى الذى اتخذ مؤخراً عدة خطوات للاستئثار بالسلطة، وبات من الصعب توقع قيام العسكريين -المنهمكين فى دعم الفريق شفيق- فى تسليم السلطة فعلياً خصوصاً إذا أسفرت الانتخابات عن فوز محمد مرسى. وفى صحيفة «حريات ديلى نيوز» كتب سميح آديز أن فوز مرسى المحتمل لا يعنى أى شىء بعد إحكام الجيش قبضته على سلطات البلد المختلفة بعد حل البرلمان، وتبقى مصر الآن فى حالة من عدم اليقين التام، بعد أن انتهت الثورة المصرية لأحد احتمالين، إما وصول الإسلاميين للسلطة وتشكيل المجتمع حسب آيديولوجيتهم، أو احتفاظ العسكر بالسلطة وقمع الإسلاميين، ويختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن ما يحدث فى مصر مخيب للآمال ولا يقدم أملاً لشعوب المنطقة المتعطشة للديمقراطية، فما جدوى الثورات إذا كانت ستنتهى بحكم عسكرى أو حكومة دينية متسلطة؟