انتشرت قبل 30 يونيو لعبة نشر استطلاع رأى حول أداء مؤسسة الرئاسة والرئيس، وحول شعبية قرار التظاهر يوم 30 يونيو لخلع الرئيس، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، والملاحظة الأساسية على هذه الاستطلاعات، هو أنها صبت جميعا فى غير صالح الرئيس والإخوان، واهتمت بإظهار تقلص شعبية الرئيس، وتأييد أغلبية المصريين لقرار التظاهر ضده، وإجراء انتخابات رئاسية. فقد أظهر استطلاع لصفحة «كلنا خالد سعيد» التى يديرها ليبراليون ويساريون، أن بين 130 ألف عضو شاركوا فى الاستطلاع لمعرفة المؤيدين والرافضين لمظاهرات 30 يونيو، أن «أكثر من 62% من أعضاء الصفحة يؤيدون مطلب الانتخابات الرئاسية المبكرة، ويدعمون مظاهرات 30 يونيو، وأن 33% من أعضاء الصفحة يعارضون ذلك، وأن 5% لم يحددوا موقفهم من التظاهرات». كما أظهر استطلاع أجراه المركز المصرى لبحوث الرأى العام "بصيرة" أن 54% من المصريين، يؤيدون إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ورفض 50% ممن شملهم الاستطلاع إعادة انتخاب مرسى، فى حال ترشحه للانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وأظهر استطلاع للرأى أجرته مؤسسة "زغبى" لخدمات الأبحاث أن المصريين لا يثقون بأى من الجماعات السياسية الموجودة على الساحة، وأن 28% فقط يؤيدون الرئيس محمد مرسى حاليا، وهى نسبة تمثل نصف مَن أيدوه فى استطلاع العام الماضى 57%، وأن جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور معها يحظون حاليا بثقة 30% فقط ممن أدلوا بآرائهم فى الاستطلاع، بينما جبهة الإنقاذ الوطنى وحركة شباب 6 إبريل المعارضتان معا يؤيدهما 34% من العينة، بينما 39% (من بين خمسة آلاف شخص شاركوا فى الاستطلاع) لا يثقون بالإخوان أو حزب النور أو جبهة الإنقاذ الوطنى أو حركة شباب 6 إبريل. وهناك معلومات عن اتفاق قناة "الجزيرة" مع مركز استطلاعات "بصيرة" على استطلاع آخر لشعبية الرئيس مرسى سيعلن يوم 27 يونيو الجارى، والخبرة السابقة تشير إلى أن استطلاعات هذا المركز تأتى ضد الإخوان، ومن ثم يتوقع أن يكون على المنوال نفسه. الملاحظات على هذه الاستطلاعات كثيرة؛ لأن أغلب المؤسسات أو الصفحات التى قامت باستطلاعات تعارض الرئيس والتيار الإسلامى، ومن الطبيعى أن يصوت أصحابها وفق توجههم ضد الرئيس، بدليل أن موقع المرشد العام للإخوان أظهر العكس، وهو أن 60% من المستطلعين أيدوا الرئيس محمد مرسى مقابل 20%. ولكن أكثر الاستطلاعات لفت نظرى، هو استطلاع مركز "جيمس زغبى" الأمريكى الذى تثير النتائج التى توصل لها تساؤلات وشكوكا منها: 1- علاقة "جيمس الزغبى" الوطيدة بالإمارات تثير تساؤلات وشكوكا حول الاستطلاع، حيث كان يقدم برنامجا أسبوعيا فى تليفزيون "أبو ظبى" بعنوان (من واشنطون) ولا يخفى علينا موقف الإمارات من الثورة المصرية ومن الإخوان على وجه الخصوص. 2- لم يلتزم الاستطلاع بتوقيت زمنى ثابت فى إجراء الاستطلاع، حيث أجرى استطلاعا مماثلا عقب انتخاب الدكتور مرسى فى العام الماضى، وكان المفترض أن يجرى الاستطلاع بعد مرور عام كامل على الاستطلاع الأول، ولكن التعجيل به ليخرج قبل 30 يونيو مع الدعوة لحملة تمرد، فهذا مثير للشك، خصوصا أنه سار فى خط تمرد والإنقاذ نفسه القائل إن شعبية الرئيس تتآكل وتنخفض! 3- رَأْى "جيمس الزغبى" فى تمرد مجروح؛ لأنه متعاطف مع الحركة، وله تصريحات فى هذا ما يجرح مصداقية مؤسسته، وهو يرى أن الإخوان ليست لديهم رؤية لإدارة الدولة، وأن الإسلاميين وصلوا للسلطة ليس لأن قاعدتهم الجماهيرية عريضة، ولكن لأنهم قادرون على حشد وتعبئة المؤيدين، و"أن حركة تمرد ربما تحدث فَرْقا بالفعل على المدى البعيد بإيجاد مستوى مختلف من التنظيم". 4- الاستطلاع يبدو رسالة إلى الإدارة الأمريكية والحزب الحاكم فى أمريكا (وهو الحزب الذى ينتمى إليه الزغبى) لحثه بصورة غير مباشرة على التخلى عن دعمها للرئيس مرسى، وكأنه يقول إذا كنتم تدعمون خيار الديمقراطية وإرادة الشعوب؛ فإن الاستطلاع يقول: إن غالبية المصريين لا يدعمون الدكتور مرسى، وعليه فلا بد أن تكون رسالتكم واضحة وقوية إبان الأحداث التى ستشهدها مصر فى 30 يونيو بالوقوف مع رغبة الشارع الذى يريد الإطاحة بمرسى.. وبعبارة أخرى هو يريد أن يقول للإدارة الأمريكية الآن: لا تضعوا رهانكم على حصان خاسر فى الشارع المصرى فى أثناء الاحتجاجات. بقى سؤال: لماذا ظهر فيديو للمخلوع مبارك فى هذا التوقيت، نشرته صحيفة الثورة المضادة (الوطن)، يظهر فيه فى صورة الحَمَل الوديع المستعد للعودة للسلطة، ورحّب به فلول الثورة ومدعو الثورة معا؟!