أتعجب من "ثوار" يتهمون الرئيس والإخوان بالتعاون مع الأمريكان.. ثم يسارعون هم للقاء أى مبعوث أمريكى لطلب دعم واشنطن السياسى لانقلابهم على الرئيس الشرعى المنتخب، والضغط على بلدهم بطلب وقف المعونات الاقتصادية، والضغط على جيشهم بطلب وقف المعونات العسكرية!. أتعجب من "شيزوفرينيا" قادة جبهة الإنقاذ الذين رفضوا لقاء رئيس بلدهم محمد مرسى لبحث أزمة قومية مثل سد النهضة وأمن مصر المائى أملا فى فشله كى يصعدوا هم مكانه للسلطة، وهرولتهم للقاء مبعوثة أوباما ويندى شيرمان ومن قبلها وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لطلب دعم أمريكا لهم فى ثورتهم على مرسى والإخوان وتقديم أنفسهم بديلا يخدم مصالح أمريكا فى مصر!. الأسبوع الماضى قال سعد الدين إبراهيم فى لقاء على قناة القاهرة والناس: "سألت الأمريكان: متى ستؤيدون الانتفاضة ضد الإخوان؟ فقالوا لى إنه لو شاهدنا انتفاضة مثل الثورة المصرية الأولى فسنعيد نظرنا فى العلاقة مع نظام الإخوان، ولذلك هم ينتظرون أسبوعا من المظاهرات الحاشدة ضد مرسى"!. وزادت مصادر فى المعارضة فكشفت أن دبلوماسيين أمريكيين أبلغوا حركة "تمرد" -التى صنعتها جبهة الإنقاذ كيافطة جديدة لها بعدما أصبحت (الإنقاذ) مكروهة لدى الشعب- بضرورة التمترس بالميادين لمدة 5 أيام وتحمل المواجهة مع القوى الإسلامية والشرطة، بما يقدم فرصة لواشنطن للتدخل والضغط على الرئيس محمد مرسى والجيش للإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة للخروج من الأزمة. مخطط الإنقاذيين هو وقوع أعداد من الضحايا فى دائرة الاشتباكات والعنف التى سيبدءون بها كى تتدخل أمريكا وتقنع الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع بالنزول للشارع عبر "انقلاب عسكرى أبيض" وتولى السلطة بالتنسيق مع مجلس رئاسى مدنى تشكله المعارضة وإجراء انتخابات. هذا المخطط كان لا بد من بحثه مع المبعوث السامى الأمريكى، ولهذا التقى عدد من ممثلى جبهة الإنقاذ الوطنى "ويندى شيرمان" مساعدة وزير الخارجية الأمريكى للشئون السياسية، بأحد فنادق القاهرة لنقل هذه الفكرة لها وبحث ما بعد 30 يونيو، متصورين أن مخططهم سينجح فى إسقاط النظام، واعترف منير فخرى عبد النور، المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى، أن "شيرمان": "لم ترد واكتفت بسماع وجهة نظر الجبهة"، وهو موقف أمريكى متوقع لأنهم يدركون قوة النظام وضعف حجم المعارضة التى تختبئ الآن وراء يافطة "تمرد" مستغلة حنق الكثير من المصريين على تدهور الخدمات بسبب الأزمة الاقتصادية التى أسهموا هم فى خلقها عبر مسلسل الفوضى المتواصل فى الشارع، كما أن واشنطن أخذت درسا عندما راهنت على مبارك ثم فوجئت بانهيار حكمه، وتود إمساك العصا من المنتصف وانتظار ما سيجرى على الأرض. أيضا سيلتقى قادة جبهة الإنقاذ مع كاثرين آشتون -الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمينة بالاتحاد الأوروبى- يوم 19 يونيو الجارى للغرض نفسه، وكشف د. أحمد البرعى، عضو جبهة الإنقاذ، ضمنا، عن أهداف هذه اللقاءات عندما زعم أن الاتحاد الأوروبى سيمارس ضغوطا على الحكومة المصرية، وألمح أن الضغوط الاقتصادية مفروغ منها، وأنهم لن يدعموا مصر اقتصاديا فى ظل انهيار البورصة والاحتياطى النقدى!. وما لا يفهمه هؤلاء الذين يتشبثون بثياب المندوبة السامية الأمريكية أو الأوروبية لقلب نظام حكم بلدهم وقطع المعونات عنه أن الأمريكان والأوروبيين يستغلون ورقة المعارضة الخائبة ليضغطوا على النظام لتحقيق هدف آخر هو عقاب مصر؛ لأنها حاكمت 19 أجنبيا فى قضية التمويل الأجنبى للمنظمات الأهلية وحظرت نشاط خمس منظمات أمريكية وألمانية. ربما لهذا احتج حازم عبد العظيم، عضو جبهة الإنقاذ، على هذه اللقاءات الآن مع الأمريكان قبل 30 يونيو؛ لأنه يدرك أنها ستفضح عمالة الجبهة للأمريكان ودورهم فى التحريض ضد بلدهم لا ضد رئيس مصر فقط، متوهما أنه "عند نجاح 30 يونيو ممكن لقاؤهم من مركز قوة "حسبما قال"!. المبعوثة الأمريكية "شيرمان" فضحتهم عندما قالت إنها تحدثت مع رؤساء الأحزاب وشرحت لهم أن المعونة الأمريكية والمساعدات التى وافقت عليها الخارجية الأمريكية للقوات المسلحة، تأتى فى إطار دعم مصر عسكريا وليست متعلقة بالرئيس والإخوان، وهو ما يعنى ضمنا أنهم طالبوها بوقف هذه المعونات حتى للجيش المصرى؛ عشما فى خلع مرسى بأى شكل والوصول للكرسى مكانه، ومش مهم تحترق مصر أو تنهار اقتصاديا المهم "الكرسى”!.