تقوم محافظة القاهرة على قدم وساق بجهود كبيرة لمحو العشوائيات غير الآمنة المهددة للحياة من خريطتها بحلول عام 2017، لتبدأ بعدها في النظر في العشوائيات غير المخططة؛ وأحدث أعمال التطوير شهدتها أقدم عشوائية في القاهرة وهي عزبة العسال، حيث تفقدها الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة، والمهندس عصام رضوان نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية، احتفالا بالانتهاء من المرحلة الأولى في مشروع تطويرها؛ حيث بدأ التطوير في شهر أغسطس لعام 2012، والمتوقع الانتهاء من مراحله الأربع في عام 2016. ويقول المهندس خليل شعث، رئيس وحدة تطوير العشوائيات بمحافظة القاهرة في تصريح خاص ل (الحرية والعدالة) إن ذلك يأتِي بالتعاون بين الحكومة ممثلة في المحافظة والقطاع الخاص وهي شركة "سوديك" وهنا يكمن النجاح، حيث تم بناء 15 وحدة سكنية جديدة للأهالي"، والذى بدأ فى شارع حياة عبد الدايم، بعدما تم هدمها وبناؤها لهم من جديد، كاملة التشطيبات والمرافق والإنارة. ويشير اللواء نبيل حليم يني- رئيس حي شبرا- إلى أن المهندس عصام رضوان نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية ذلل الكثير من الصعوبات لنجاح التطوير في عزبة جرجس؛ حيث كان هناك الكثير من المديونيات على بعض المنازل فقام بتوفيرها بالجهود الذاتية، كما أدخل المياه لمنازل ظلت طوال ال30 عام الماضية بلا مياه، مشيرًا إلى عقد النائب لاجتماع دوري حتى ينجح ذلك المشروع. من جانبه قال المهندس عصام رضوان- نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية- أن عدد المناطق العشوائية في القاهرة تصل إلى 118 منطقة؛ وهو نوع من التخلف وأرث كبير من الفساد ورثته الحكومة الحالية عن النظام السابق الفاسد والمرتشي، متسائلاً هل يعقل أن يعيش أناس في القاهرة في مبان بهذا الشكل طوال ال 40 عاما الماضية؟! وقال إن هناك رؤية متكاملة لدى المحافظة لمواجهة العشوائيات إلا أنها تريد استقرار وتكاتف من الجميع وكثرة الأيادي البناءة، فمستقبل مصر مشرق جدا، إلا أنه في حاجة إلى تعاون بين رجال الأعمال والدولة حتى ينصلح حالها، مؤكدا أن البلد لها فضل كبير على رجال الأعمال فلا بد من رد الفضل الآن لهذا البلد، وكشف عن وجود إحلال جزئي في عزبة سيدي فرج من خلال بناء 5 بلوكات في نفس المكان، مبيناً أن تصميماتهم الإنشائية والمعمارية جاهزة، وكذلك تمويلهم، معتذرا لكل مواطن لا يحيى حياة كريمة واعدا إياه ببذل أقصى الجهد له ليرتقي في معيشته. أما الدكتور أسامة كمال، محافظ القاهرة، فقال إن خطة المحافظة الجديدة هي تطوير العشوائية داخل المكان نفسه دون تهجير للأهالي، بالإضافة إلى تطوير الأهالي أنفسهم من خلال تعليمهم حرف مختلفة فيتم تطوير الحجر والبشر. العاصمة ومن مشهد تطوير عزبة العسال إلى مشهد أوسع على مستوى عشوائيات العاصمة قال المهندس خالد الجبرتي، الرئيس التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات التابع لمجلس الوزراء، إن عدد المناطق المهددة للحياة في محافظة القاهرة يبلغ 12 منطقة، بالإضافة إلى 64 منطقة غير آمنة، تم تطوير 7 مناطق منها، وجار تنفيذ 15 منطقة، والمتبقي تطويره 42 منطقة، وذلك بإجمالي 924.8 فدان، يعيش عليها 293352 نسمة، وبإجمالي 73338 وحدة سكنية. وبين- في تصريحات خاصة ل(الحرية والعدالة)- أن عدد المناطق الجاري العمل بها من قبل الصندوق في القاهرة هي منطقة النايل تاورز؛ حيث يبلغ عدد الوحدات السكنية فيها 360 وحدة وحجم السكان 1.440 أما مناطق التي سيتم العمل فيها في العاصمة خلال 2013- 2014 هي 4 مناطق: (المنيل القديم) التي يبلغ عدد سكانها 1.800 ويصل عدد الوحدات السكنية فيها 450 وحدة، وكذلك منطقة (رملة بولاق) – أركديا- حيث يلغ عدد قانطيها 1.244، ويصل عدد الوحادت السكنية فيها 311 وحدة، ومنطقة (كابش) التي يلغ عدد سكنها 556، وعدد وحدتها السكنية 139 وحدة، ومنطقة (تل العقارب) يبغ عدد سكنها 4.768، وعدد وحدتها السكنية 1.192. وأرجع الجبرتي رفض أهالي نايل تاورز لخطة تطوير الصندوق كما أعلنوا رغم تحقيقها لكافة مطالبهم؛ إلى وجود فوبيا لديهم من الحكومات السابقة التي كانت تعدهم بالكثير ثم تغدر بهم، مشيرا إلى أن الضامن في صدق تحركات الحكومة الحالية ونيتها الحقيقية في التطوير هو إمضاء الأهالي لعقود التمليك مع محافظ القاهرة الدكتور أسامة كمال، مؤكدا أن العجلة لن تعود للوراء أبدا، والحكومة لن تستخدم أي وسائل إرغام أو إجبار لأي من الأهالي على ترك مسكنه، إلا صاحب منزل مهدد لحياته. وكشف عن أن الدكتور عبد القوي خليفة، وزير المرافق، تعهد بالانتهاء من شبكة المرافق في منطقة الحرفيين في 500 وحدة سكنية، كما جارٍ الآن التنسيق مع محافظة القاهرة والقوات المسلحة والصندوق لنهو أعمال التطوير بمنطقة الشبهة ووادي فرعون؛ حيث أوصت اللجنة العلمية بصلاحية البناء على الهضبة، على أن تتولى الهيئة المصرية للثروة المعدنية مراجعة الجانب العلمي باستمرار. وقال أن مشروع معا الخاص بأهالي الدويقة غير متوقف، كما أشيع، إنما هو في مرحلة اتخاذ موافقات قانونية واستكمال التراخيص والأوراق اللازمة له ليبدأ على الفور التنفيذ الفعلي على الأرض، بعدما تم قطع شوط كبير فيه تم خلالها تسليم الأرض.