أعلنت كوريا الشمالية إعادة فتح الخط الهاتفى العاجل مع نظيرتها الجنوبية، الذى قطعته "بيونج يانج" مارس الماضى، واقترحت إجراء الاتصالات الدولية بين البلدين على أراضيها، تزامنا مع استعداد الدولتين لإجراء محادثات لأول مرة منذ فبراير 2011؛ مما يؤشر إلى بداية عودة الدفء للعلاقات بين الجارتين. ووافقت كوريا الجنوبية من جانبها على إجراء محادثات عمل مع الشمالية هذا الأسبوع، لكنها ترغب فى إجرائها فى "بانمونجوم"، التى يطلق عليها اسم "قرية السلام" الحدودية التى يمر فيها الخط الهاتفى الذى يربط البلدين فى حالات الطوارئ، الذى أعيد تشغيله بعد ثلاثة أشهر من التوقف تقريبا. ورحبت صحيفة "تشوسان ايلبو" الكورية الجنوبية -فى عددها الصادر أمس الأول- بسياسة "اليد الممدودة" من كوريا الشمالية التى تشير إلى وجود إرادة حقيقية لبدء حوار جاد بين البلدين، كما أنها تُعد بمنزلة خطوة واعدة نحو تطبيع العلاقات وبناء الثقة التى ستقود إلى تنمية شاملة بالنسبة للكوريتين. وكانت كوريا الشمالية قد ظلت طوال الأشهر الماضية توجّه وابلا من التهديدات لكوريا الجنوبية وحليفتها الولاياتالمتحدة بمهاجمتهما بالأسلحة النووية، وبلغ التوتر فى شبه الجزيرة الكورية مدى لم يصل إليه منذ عقود، إلا أن لجنة "من أجل المصالحة السلمية فى كوريا" أكدت أن كوريا الشمالية أعادت وصل الخط الأحمر الذى كان آخر اتصال مباشر بين الجارتين. وقال متحدث باسم اللجنة: "نحن نعتبر أن إجراء اتصالات بين السلطات فى الشمال والجنوب أمر ضرورى قبل عقد لقاء وزارى اقترحه الجنوب يوم 12 يونيو الجارى". وأوضحت الصحيفة أن اللقاء الوزارى المُقترح يتيح استئناف الحوار بعد أشهر من التوتر العسكرى بين البلدين؛ حيث يستهدف الحوار بحث قضايا خلافية عديدة تجارية وإنسانية، من بينها إعادة الوضع إلى طبيعته فى مشاريع تجارية مشتركة مثل منطقة كايسونج الصناعية التى أغلقت فى ذروة التوتر بين الجانبين، والأسر التى فرقتها الحرب الكورية التى استمرت من 1950 إلى 1953. كما أنه من المقرر أن تناقش المحادثات المشتركة استئناف الرحلات السياحية إلى منتجع جبلى، ومسألة لمّ شمل الأسر، وإقامة احتفالات فى ذكرى القمة التى عقدت بين زعيمى الكوريتين عام 2000، التى فتحت الطريق أمام علاقات أكثر دفئا على مدى عقد من الزمن. يُذكر أن آخر محادثات عمل بين الكوريتين تعود إلى فبراير 2011، ويعود آخر اجتماع وزارى بينهما إلى 2007. من جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، فى بيان، بالتقارب بين الكوريتين الذى رأى فيه "تقدما مشجعا على طريق خفض التوترات ومن أجل السلام والاستقرار فى شبه الجزيرة الكورية"، لكن محللين ما زالوا حذرين تجاه العلاقات بين الكوريتين، مشيرين إلى أن مضمون المفاوضات وجدولها الزمنى سيبرزان نقاط خلاف عميقة، قد يكون من الصعب تجاوزها.