تبدو العلاقات المصرية الليبية فى تلك اللحظة التاريخية أقرب ما يكون إلى التكامل، فى ظل التقارب الذى يرعاه ويحرص عليه رئيسا الوزراء فى البلدين الدكتور هشام قنديل وعلى زيدان، رغم ما اعترى المشهد مؤخرا من توترات وما شاب تلك العلاقات من خمول مؤقت، سرعان ما انتهى إلى خطوات عملية لتكريس نمط جديد من العلاقات يقوم على المصلحة المشتركة، ويدعمه عمق تاريخ وجوار جغرافى . وعلى الرغم من تشابه الظروف السياسية فى مصر وليبيا ، كون الحكومتين مؤقتتين ، إلا أن الجانبين يسرعان الخطى لتأسيس قاعدة من العلاقات المستقرة ، يمكن البناء عليها وتوسيع دائرتها مهما تغيرت الأنظمة والحكومات المتعاقبة بفعل الحراك الديمقراطى الذى أنتجته ثورتا الشعبين . يقول السفير الليبى فى مصر محمد فايز جبريل: إن بلاده تسعى حاليا لبناء علاقات قوية مع مصر من الآن، بحيث تجد الحكومات المتعاقبة فيما بعد ركيزة أساسية في التعاون المستدام بين الدولتين والمصالح المشتركة بعيدا عن ما يسمى "صفقات"، فليبيا لا تقل في حرصها على مساعدة مصر عن دول عربية ودول أخرى اتخذت خطوات فعلية في ذلك. وأوضح جبريل أنه تم ترشيح بعض المشروعات الهامة المقترحة للتعاون بين مصر وليبيا بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية، لتغطى خمسة مجالات حيوية يمكن اعتبارها أساسا لأى تعاون مستقبلى، باعتبارها الوعاء الذهبى الذى يستوعب كافة القطاعات الإستراتيجية التى يمكن تبادل الخبرات بشأنها.