أكد استطلاع رأى أجراه معهد (جالوب) للأبحاث أن معظم الأمريكيين يرفضون تدخل بلادهم عسكريا فى سوريا. وأشار الاستطلاع الذى نشرت نتائجه يوم الجمعة الماضى إلى أن 68 بالمائة من الأمريكيين يقولون إنه لا ينبغى على الولاياتالمتحدة أن تستخدم القوة العسكرية فى محاولة إنهاء الحرب الأهلية فى سوريا إن باءت الجهود الدبلوماسية والاقتصادية بالفشل. من جانب آخر، طالب 24 بالمائة من المشاركين فى الاستطلاع بتدخل بلادهم عسكريا. وأوضحت نتائج الاستطلاع أن الأمريكيين غير متفائلين بوجود حل دبلوماسى أو اقتصادى للصراع الدائر فى سوريا. وقال 58 بالمائة إنهم لا يعتقدون أن تلك الوسائل ستحل الصراع؛ بينما قال 27 بالمائة إنها ستنهيه. ورغم عدم توقعهم نجاح الجهود الدبلوماسية والعلاقات الاقتصادية، إلا أن الأمريكيين يفضلون إبقاء العسكرية الأمريكية بعيدا عن الصراع السورى. وحول طبيعة التعامل الأمريكى مع الوضع الحالى فى سوريا قال (جالوب) إن تحركات إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما انحصرت فى الدخول كطرف ثالث فى محادثات السلام، مع إمداد الثوار بالطعام والدواء؛ رغم تصريحات الإدارة بأن الخيارات مفتوحة. وأشارت نتائج الاستطلاع إلى تراجع اهتمام الأمريكيين بالصراع السورى؛ حيث وصلت نسبة المتابعين له بشكل جيد إلى 49 بالمائة فقط من المستطلعة آراؤهم، رغم أن النسبة كانت فى السابق 60 بالمائة. يشار إلى أن هذا الاتجاه الشعبى يتوافق مع التحركات الرسمية الأمريكية التى تنأى بنفسها عن التدخل العسكرى، رغم سقوط قرابة المائة ألف سورى فى الصراع خلال عامين. ويرجع التردد الأمريكى الرسمى لأسباب، منها أن واشنطن تفضل الإبقاء على صراع ظاهرى محدود مع طرف يمكن احتواؤه أفضل من سلام مع طرف لا قدرة على التحكم فى خياراته إن جاءت حكومة سورية وطنية مستقلة؛ خاصة مع موجة الربيع العربى التى أتت بإسلاميين لا ترغب أمريكا فى وجودهم على الساحة العالمية. وترى واشنطن أن المشهد فى سوريا الآن مفيد لها؛ حيث تستنزف إيران وحلفاءها وميليشياتها؛ وكذلك تستنزف الأطراف السنّية التى تحارب فى سوريا؛ وتتوقع أن يكون ناتج المشهد ضعف كل تلك القوى. كما أن ذلك يشغل إيران عن برنامجها النووى وعن تهديد جيرانها الخليجيين. كما أن الصراع فى سوريا يساعد فى القضاء على الجيش السورى وأسلحته، كما حدث للجيش العراقى. هذا الاتجاه الرسمى والشعبى لم يمنع من حدوث استثناءات؛ فقد توجهت الأمريكية "نيكول لين مانسفيلد" بعد إشهار إسلامها وارتدائها الحجاب، إلى سوريا للقتال فى صفوف الثوار غير عابئة بخطر المواجهة، لكنها قتلت هناك على يد قوات النظام إلى جانب بريطانيين لم يكشف عن هويتهما بعد. وكانت عائلة نيكول ذات ال33 عاما قد أعلنت مؤخرا أنها قتلت فى سوريا فى أثناء قتالها فى صفوف قوات المعارضة. وذكرت القناة السورية الرسمية أن مانسفيلد قتلت بينما كانت تقاتل فى إدلب مع قوات المعارضة، وعرضت صورة قالت إنها رخصة قيادة خاصة بها. وأظهرت القناة مانسفيلد وهى ترتدى الحجاب.