شقيقتى تستعد للزواج خلال أيام، وكلنا نستعد معها، ولكنْ لديها توجس وقلق شديدان من الزواج، خاصة أن السكن فى بيت عائلة الزوج الذين تسببوا فى جرح لها فى بداية الارتباط، بسبب إصرارهم على تأجيل الخطوبة عاما كاملا دون إبداء أى أسباب بعد استعداد أسرتنا لحفل الخطوبة؛ بحجة الانتهاء من بعض الأمور الخاصة بتقسيم الميراث، والآن بعد أن تمت الخطوبة مرة أخرى، ولم يبق على الزواج سوى أسبوعين فقط، والأسرتان بصدد الاستعداد لحفلة الزفاف؛ شقيقتى تعانى من القلق من التعامل مع عائلة الزوج، وتخشى الإصرار على السكن بعيدا عن بيت العائلة، خاصة بعدما أصبح الزوج هو الابن الوحيد فى العائلة بعد وفاة والده، مع العلم بتمسك العريس بها، وهذا ما كان واضحا فى أثناء التجهيز لاستعدادات الزفاف؛ حيث كان حريصا على تلبيه رغباتها فى شراء أثاث بيت الزوجية. يجيب عن هذه الاستشارة د. يحيى عثمان، المستشار الأسرى والتربوى، ويقول: أختى الكريمة صاحبة الرسالة.. أهلا وسهلا بك معنا، فى البداية أود أن أوضح لك أن الأصل الشرعى هو حق الزوجة أن يكون لها سكن مستقل لخصوصية العلاقة الزوجية، ووجود الزوجة فى بيت العائلة يجعلها عرضة لإفشاء أسرارها واطلاع أفراد العائلة عليها، لكن فى حالة شقيقتك يكون من الصعب على العروسة أن تصر على السكن بعيدا عن الأسرة فى بداية الارتباط؛ مراعاة لظروف أهل العريس، وحدة المشكلة التى تعانى منها شقيقتك تتوقف على عدة أمور، أولها ثقافة بيت عائلة العريس وحرصهم على تحقيق الاستقلالية لكل فرد داخلها. هل الشائع لدى أفراد العائلة التدخل فى شئون بعضهم البعض أم أنه توجد مساحة من الاستقلالية لكل فرد من أفرادها؟ المعيار الثانى يرتبط بشخصية الزوج واستقلاليته، وهل هو من النوع الذى يحافظ على زوجته وكرامتها وتحقيق الأمان النفسى والعمل على توافر متطلباتها أم أنه أكثر انحيازا إلى أفراد الأسرة، فضلا عن مرونة الزوجة ومدى قدرتها على امتصاص المشكلات واستيعاب الآخرين وعلاقتها بأفراد عائلة الزوج؟ أختى صاحبة الرسالة.. رغم تقديرى لصاحبة المشكلة إلا أننى أدعو زوجة المستقبل إلى عدم الاستغراق فى التفكير فى هذه المشكلة، لما لها من آثار سلبية عليها، فإذا استمرت على حالتها من القلق والخوف فإن هذا -بلا شك- سيؤثر على علاقتها بزوجها، فضلا عن أن قلقها الزائد الذى سيبدو عليها حتما سيؤثر بالطبع على عائلة الزوج، مما يدفعهم إلى معاداتها والتوجس منها، فضلا عن تأثير حالتها النفسية المصابة بالقلق والخوف على علاقتها بزوجها، فمن الخطر أن تبدئى حياتك بهذه الشكوى، خاصة إذا كان زوج المستقبل الابن الوحيد فى العائلة، ووجوده فى بيت العائلة ضرورى وحتمى؛ لذا أنصح أختك بعدة نصائح: أن تتناسى كليا إصرار عائلة الزوج على تأجيل الخطوبة، وتبدئى صفحة جديدة معها، خاصة أننى أرى وجود سبب مقنع ولو على المستوى العقلى من حرص أهل الزوج على تأجيل الخطوبة لحين ترتيب أوضاع العائلة، فتذكرى قول الله تعالى فى سورة فصلت "ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ". أختى الكريمة.. احرصى على الاهتمام بتكوين علاقة طيبة بينك وبين أفراد عائلة الزوج، ولا تنسى تأثير الهدايا فى تحقيق هذا الهدف؛ لأن من شأنها إشاعة المحبة بين الناس، فاعملى بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "تهادوا تحابوا". احرصى أيتها الأخت الكريمة على مساعدة زوجك على الارتقاء ببره بأهله. اهتمى أختى الفاضلة بعدم تدخل أهل الزوج فى الحياة الشخصية من خلال استخدام الأسلوب الهادئ. حاولى دائما كسب زوجك من خلال مدحه وتذكيره دائما بثقتك فى محافظته عليك وعلى خصوصية حياتكما وذكريه بوعده لك بتوفير سكن خاص بعيد عن سكن الأسرة فى حالة حدوث مشاكل. اعملى على تعظيم الجانب الإيجابى لزوج المستقبل، فكررى دائما له بأنك واثقة أنه لن يسمح لأحد من أفراد العائلة التدخل فى حياتهما. وأخيرا الأخت الكريمة حاولى تفادى المشكلات مع أهل الزوج قدر المستطاع.