ألقى اقتحام عناصر الحوثيين لمنزل عضو مؤتمر الحوار الوطنى الشيخ محمد عيضة شبيبة، عقب عرضه رؤية حزب "الرشاد" الخاصة بصعدة، الضوء على ما يحدث فى المحافظة الواقعة شمال اليمن من انتهاكات وتجاوزات شملت ترويع الأمنيين واقتحام المساجد وإغلاقها من جانب الحوثيين. ووجه سياسيون من بينهم الشيخ شبيبة دعوات للحوثيين بالتخلى عن السلاح، ووقف الانتهاكات التى تستهدف المواطنين على خلفيات سياسية ومذهبية، واعتماد النهج السلمى والدخول فى العمل السياسى، والسماح للدولة ببسط نفوذها على المناطق كافة التى يسيطرون عليها، سواء فى صعدة، أو الجوف، أو عمران. ووصف شبيبة -فى رؤيته لما يحدث بصعدة- جماعة الحوثيين بأنها جماعة متمردة مسلحة خارج إطار الشرعية تهدف لإقامة كيان سياسى مستقل عن نظام الجمهورية، وجعلت صعدة منطلقا لحركتها، وتهدف لتمديد نفوذها مستفيدة من ضعف الدولة ومؤسساتها ومن الدعم الإقليمى المباشر واللوجستى. وعقب ذلك اقتحمت عناصر الحوثيين منزل الشيخ شبيبة فى صعدة وثلاثة مساجد وهددوا بإغلاقها بالقوة وسط ترديد ما يسمى شعار "الصرخة" داخل المساجد واعتقال عدد من الشباب. من جانبه، يرى الشيخ عبد الوهاب الحميقانى -أمين عام حزب "الرشاد" السلفى، عضو مؤتمر الحوار- أن السبب الجوهرى فى مشكلة صعدة هو التمرد المسلح لجماعة الحوثيين، وبسط سيطرتها بالقوة على مناطق محافظة صعدة، وتوسعها لمحافظات أخرى، سعيا لإقامة كيان دولة داخل الدولة اليمنية. تصرفات ازدواجية ووصف مراقبون تصرفات الحوثيين بالازدواجية، حيث إنهم لا يعترفون بالمبادرة الخليجية ويطالبون بإسقاط النظام، ومع ذلك يشاركون فى مؤتمر الحوار الوطنى الذى دعت إليه المبادرة الخليجية ويحاولون الاستفادة من إمكانات الدولة باسم مشاركتهم فى مؤتمر الحوار. وأشار المراقبون إلى أن جماعة الحوثيين تحاول تثبيت سيطرتها على المحافظة بفتح منافذ حدودية مثل منفذ البقع، ومن ثم يستفيدون من دخل وعائدات المنافذ ومن حركة المسافرين، ويظهرون أن الوضع طبيعى، خاصة فى ظل انعقاد مؤتمر الحوار الوطنى، فى حين أن الحدود مع السعودية شبه مفتوحة ولا يوجد حرس حدود يمنى، ومن يتحكم هم الحوثيون الذين يحاولون تهريب القات والسلاح والمخدرات للسعودية. ولفتوا إلى أن الحوثيين بدءوا بعملية نقل السجون الخاصة وغير القانونية التابعة لها من أماكنها المعروفة إلى أمكان مجهولة، تحسبا للزيارة المرتقبة لفريق عمل صعدة فى مؤتمر الحوار الوطنى، الذى يعتزم زيارة المحافظة خلال الأيام المقبلة، وأنهم يحاولون استباق أى صيغة من شأنها أن تعيد تصميم شكل الدولة اليمنية على أساس لا مركزى، من خلال فرض المنطق الطائفى كأساس لإعادة صياغة شكل الدولة، وتحديد مناطق النفوذ التى يطمح الحوثيون إلى فرض السيطرة عليها فى صعدة والمحافظات المتاخمة.