* بدء التنفيذ عقب سقوط بشار.. تضم قاعدة روسية.. ويحميها 170 ألفا بمعاونة حزب الله كشفت مصادر لبنانية وإسرائيلية وأمريكية عن تفاصيل خطة يعتزم نظام بشار الأسد تنفيذها بالتنسيق مع حزب الله وإيران، لتهجير السنة من مناطق العلويين، تمهيدا لإقامة "دويلة علوية" على الساحل السورى، تضم القاعدة البحرية الروسية الوحيدة فى الشرق الأوسط، التى ستكون بمثابة خط الحماية الأخير لبشار إذا انهارت قواته، حيث تمتد حدود تلك الدويلة من الساحل السورى مرورا بحمص وحتى الحدود العراقية، وذلك لوصل الدولة المزعومة بعراق نورى المالكى ثم طهران. وحسب تقارير إعلامية مقربة من الجيش السورى الحر، فإن بشار الأسد وافق على مقترح حمله إليه قياديان من الصف الأول فى حزب الله اللبنانى، تؤكد معلومات أن أحدهما هو الشيخ نعيم قاسم نائب حسن نصر الله أمين عام الحزب، والآخر مدير الاستخبارات والأمن فى الحزب الجنرال وفيق صفا، وهو عبارة: "عن قبول حزب الله اللبنانى بإرسال نصف قواته المقاتلة إلى سوريا للذود عن النظام، مقابل سماح آل الأسد بنقل صواريخ أرض-جو مضادة للطائرات هى أحدث ما فى الترسانة الروسية من أنظمة دفاعية جوية وصواريخ أرض-أرض". وفى السياق نفسه، كشف البروفسور بجامعة "هرتزيليا" إيلى كارمون المختص فى شئون مكافحة الإرهاب لصحيفة "جيروزالم بوست" العبرية أن إيران وحزب الله يسعيان حاليا -بناء على مقترح موفدى الحزب- لتشكيل جيش علوى شيعى مع بقايا الجيش النظامى، قوامه فى المرحلة الأولى 170 ألفا؛ ليتمكن من رسم حدود دويلته الساحلية وتأمينها، التى تضم القاعدة البحرية الروسية الوحيدة فى الشرق الأوسط. وأكد إيلى كارمون أن الدويلة الساحلية التى يسعى حزب الله وإيران لترسيمها ستضم أيضا 3 قواعد بحرية إيرانية، أشرف على الانتهاء من أولها شمال اللاذقية، فيما العمل مستمر فى إنشاء القاعدتين الأخريين ومطارين قربهما، وتصل فى الجنوب إلى أواخر البقاع اللبنانى المحاذى لحدود دولة الاحتلال الإسرائيلى. وكان الجنرال سليمانى -قائد فيلق القدس- قد زار دمشق فى أواخر فبراير وأوائل مارس الماضيين، لتقديم هذا التصور لبشار الأسد وشقيقه وقادة جيشه وحزبه وقد أسماه "الخطة ب" فى حال سقوط النظام. ويتركز عمل تلك القوات فى مناطق القصير ومحافظة حمص لتهجير السنة، ولفتح الطريق إلى أقصى شمال بانياس وطرطوس واللاذقية، إضافة لجلب عائلات علوية إلى بعض الأحياء الحمصية لتغيير التركيبة الديمغرافية. إستراتيجية المجازر ويؤكد مراقبون للشأن السورى أن إستراتيجية المجازر التى انتهجها بشار مؤخرا فى "حولا، والحفة، والقبير، والتريمسة، وبانياس" إلى جانب دموية حصار حمص -التى تعد عقبة حقيقية أمام الدولة العلوية- ونقل جزء من مخزون المال الاحتياطى لطرطوس، وتخزين وسائل لوجستية وتجهيز مراكز أمنية، يؤكد مخطط الأسد لخلق منطقة علوية تتميز بموقعها الساحلى والجبلى الإستراتيجى. وكان عبد الحليم خدام -نائب الرئيس السورى السابق- كشف لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية -فى وقت سابق- عن أن بشار نقل الصواريخ والأسلحة الإستراتيجية بكاملها لمناطق العلويين، وأنّه خطط لإرسال مقاتلات جوية لمطار اللاذقية، ونقل قسم من الدبابات والمدافع، لافتا إلى أن الأسد يطبق خطة تهدف لإثارة حرب طائفية، وأن القوة فشلت ولم يبق أمامه سوى تطبيق خطة زعزعة الاستقرار وتقسيم سوريا. ويعود سيناريو الدولة العلوية لفترة الانتداب الفرنسى على سوريا؛ حيث حصلت فرنسا على أراضى العلويين بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، لتعلن فى سبتمبر 1923 دولة علوية عاصمتها اللاذقية باتت تعرف فى عام 1930 ب"سنجق اللاذقية". استحالة التطبيق ورغم مساعى الأسد نحو خطته "ب"، إلا أن الواقع يؤكد فشلها فى ضوء رفض المعارضة لقبول أى أفكار تطرحها أمريكا وروسيا لا تشمل إزاحة نظام الأسد كاملا عن سوريا، إلى جانب أن نسبة العلويين لا تتجاوز 40% من إجمالى سكان المناطق العلوية، فيما يشكّل السنّة 60% من سكان تلك المناطق، التى تشمل محافظتى "طرطوس واللاذقية"، وأهم مناطقها طرطوس وبانياس وجبلة واللاذقية وصلنفة التى تضم 75% من السوريين العلويين. ولذلك من المرجح مع تقدم العمل المقاوم والضغوط الدولية ألا يكون أمام الأسد مهرب سوى اللجوء لسراديب بلدته "القرداحة" على غرار الرئيس الليبى الراحل معمّر القذافى.