* إبراهيم يسرى: تجميع القمامة أمام المؤسسات جريمة * أحمد خلف: مناكفات سياسية لا يجب الالتفات إليها * أحمد فودة: ابتذال سياسى وسلوك هدام لقيم المجتمع * "المصرى الديمقراطى": تصرف غير حضارى وفعل مشين يسىء لمن فعله * "غد الثورة": الحرية والعدالة يبنى وهؤلاء يخربون انتقد سياسيون ما قامت به حركة شباب 6 إبريل فى محافظتى بنى سويف والدقهلية، بجمع القمامة من أماكن متفرقة وإلقائها أمام مبنى المحافظة بحجة الضغط على المسئولين للقيام بواجبهم، معتبرين أنها "تصرفات غير مسئولة". وأكدوا أن هؤلاء يفتقدون الوعى بالمشاكل والأزمات والتحديات التى نواجهها، موضحين أن "هذه الآلية ليست للضغط على المسئولين، وإنما لتشويه صورة المسئولين الذين تقع عليهم ضغوط وتحديات بسبب قوى الثورة المضادة". وقالوا إن حركة 6 إبريل تهدف للإضرار بالمواطنين ومحاولة إشعال الغضب تجاه السلطة والرئيس، مما يصب فى توجهاتهم التى تقول علنا إنهم يرغبون فى إسقاط الرئيس و"الإخوان"، ومن ثم فهى مصالح ذاتية وسياسية بحتة خاصة بهم، وليست لها أى علاقة بالصالح العام، والاحتجاج لا يكون بهذه الطريقة مطلقا، وكان الأجدى بهم تكوين مجموعات لمساعدة ومساندة المسئولين فى القيام بعملهم وحل مشكلة النظافة، وإن لم يساعدوهم فليتركوا المسئولين فى عملهم، دون أن يعوقوهم أو يعرقلوا مسيرة عملهم". من جانبه، أكد مجدى أحمد حسين -رئيس حزب العمل الجديد- أن ما قامت به حركة 6 إبريل فى بعض المحافظات يعد بمنزلة عمل تخريبى وجزء من مسلسل هدّام تقوم به بعض المعارضة، ونحن نرفضه جملة وتفصيلا، فهذه ليست أساليب للمعارضة والاحتجاج؛ فهذا ليس سلوكا سياسيا، بل هو أسلوب غير سلمى يعد شكلا من أشكال العنف يؤدى للفوضى. ودعا النشطاء كافة فى المحافظات المختلفة بأن يكون دورهم إيجابيا وبنَّاء يسهم فى حل الأزمة لا أن يزيدها، ومن خلال أن تكون هناك مباحثات جادة مع المسئولين التنفيذيين بالمحافظات لإنشاء مصانع لتدوير القمامة، وهكذا تكون الحلول الجذرية لمشكلة القمامة، ويتم تشكيل لجان شعبية لمتابعة ومساعدة الجهات التنفيذية للقيام بدورها ولضرب أى بيروقراطية فى المحافظة. وتابع حسين: "الضغط على المحافظ وكل المسئولين يجب أن يكون إيجابيا، وأن نقترح حلولا ونسهم فى الخروج من الأزمة، لكن هذه الحركة ترفع شعارات لإسقاط النظام، وتحاول إظهاره على أن النظام الحالى فاشل والرئيس عاجز، دون أن تسهم بشكل إيجابى وفعّال فى حل الأزمات، بل تسعى لتأزيم الأوضاع وسكب الزيت على النار لتحقيق مصالح سياسية رخيصة على حساب الوطن". من جانبه، قال أحمد عبد الجواد -القيادى بحزب غد الثورة وأحد المؤسسين الأوائل لحركة 6 إبريل-: "أرفض بشدة مثل هذه التصرفات، التى لا تتسم بالإيجابية أو القبول بأى شكل من الأشكال، تضاف لرصيد الحركة السيئ مؤخرًا، وقد سبق لها أن دعمت وشاركت فى أعمال عنف، وتظاهرات بملابس داخلية أمام منزل وزير الداخلية، فى تصرف غير لائق لا يحترم تقاليد مجتمعنا أو تعاليم ديننا". وأضاف عبد الجواد: "هذا نوع من العبث والإسفاف، ونحن حينما كنا فى الحركة سابقا، كنا ندعو لمظاهرات مبتكرة لكنها فجائية للفت النظر، لكن بشكل محترم لا يخالف تقاليدنا وثوابتنا، ولذلك أغلب الشخصيات المحترمة بدأت تستقيل نهائيا من الحركة التى أصبحت ملفوظة من الشعب وفى استهجان كبير". وأوضح أن الثوار الحقيقيين فى العالم -إذا ما كنا نقتدى بهم- لم يكن احتجاجهم هكذا، وإذا عدنا إلى الدين الإسلامى أو الأديان السماوية، فكلها ترفض ذلك، فالدين الإسلامى يشدّد على احترام الطريق ورفع الأذى عنه، وكذلك احترام حقوق الغير، دون أن يكون هناك ضرر لأى أحد. وقال: إن الاحتجاج يكون بإعلان الرأى وتقديم الحلول، لكن حركة 6 إبريل انحرفت عن مسارها مؤخرًا، فلا تقدم أى حلول، وفقط تبتكر أساليب غير مقبولة، مثلما تظاهروا بالملابس الداخلية أمام منزل وزير الداخلية، وكانت سقطة كبيرة لهم، ويرددون سبابا وشتائم تصب فى خانة تهييج الشعب دون فائدة، وذلك عن عمد، لكن الشعب المصرى يفهم جيدا أن الأوضاع الحالية تحتاج إلى تكاتف الجميع فى سبيل الخروج من الأزمة التى نعيشها". وفى السياق نفسه، استنكر محمد مصطفى -المنسق العام لاتحاد ثوار مصر- بشدة ما فعلته "6 إبريل" فى محافظتى الدقهلية وبنى سويف، قائلا: "هذا أسلوب غير مسئول بأى حال من الأحوال، فهم لا يعون مقدار المشاكل والأزمات التى نمر بها والتحديات التى نواجهها، وهذه الآلية التى يستخدمونها ليست بحجة الضغط على المسئولين، بل لتشويه متعمد لصورة المسئولين الموجودين الذين عليهم ضغوط كبيرة من كثرة المشاكل وتحديات ثقيلة بسبب قوى الثورة المضادة". وأشار "مصطفى" إلى أن الحركة تهدف للإضرار بالمواطنين ومحاولة إشعال الغضب تجاه السلطة والرئيس، مما يصب فى توجهاتهم التى تقول علنا إنهم يرغبون فى إسقاط الرئيس و"الإخوان"، ومن ثم فهى مصالح ذاتية وسياسية بحتة خاصة بهم، وليست لها أى علاقة بالصالح العام، والاحتجاج لا يكون بهذه الطريقة مطلقا، وكان الأجدى بهم تكوين مجموعات لمساعدة ومساندة المسئولين فى القيام بعملهم وحل مشكلة النظافة، وإن لم يساعدوهم فليتركوا المسئولين فى عملهم، دون أن يعوقوهم أو يعرقلوا مسيرة عملهم". وتابع: "إذا ما كانت الحركة تعتبر مثل هذه التصرفات غير اللائقة طرقا جديدة للاحتجاج، فهى بعيدة كل البعد عن التظاهر السلمى الحضارى، وتضرب عرض الحائط بالاحترام والآدمية، ومن ثم فهذا تصرف مرفوض رفضا باتا، ولا يمكن قبوله مطلقا، فعلينا جميعا أن نلتف حول مصالح الوطن وهموم المواطن ولا نحبط الشعب وندعم اليأس، وألا نقف حائلا أمام تنفيذ مطالب الشعب، فليست هذه أعمال تمت للثورة بأى صلة". ومن جهته، أكد المحلل السياسى أحمد فودة -مدير مركز النخبة للدراسات بالقاهرة- أن هذا الفعل ليس اعتراضا، بل ابتذال سياسى، وحركة 6 إبريل منذ فترة لجأت لوسائل صادمة تمثل خروجا عن الأطر الحاكمة للمجتمع والعملية السياسية المقررة بدول العالم المتقدم لم نر نزولا لمثل هذا المستوى المتدنى الهدام الذى يصطدم ويشتبك مع قيم المجتمع واحتياجاته. ويرى فودة أن حركة 6 إبريل انحرفت مؤخرا عن مسارها الذى بدأت به ووصلت لمواقف صادمة، ولو أنها بدلا من إلقاء القامة تجمعها بأماكنها المخصصة لقدمت مشاركة حقيقية فى بناء المجتمع بشكل حضارى. ومن جانبه، يرى السفير إبراهيم يسرى -الأمين العام لجبهة الضمير- أنه أيا كان المسمى وأيا كان الفاعل أو انتماؤه يعد فعل تجميع ونقل القمامة وإلقائها عن عمد أمام مؤسسات الدولة وبالميادين جريمة تستوجب تطبيق القانون وعدم التساهل وفرض القانون والنظام معا؛ حتى لا يتجرأ آخرون على أفعال مشابهة، مع كفالة حق التظاهر السلمى لحل مشكلة القمامة وعمال النظافة، ولكن الأحرى بهؤلاء تنظيف المدينة وليس العكس، مستنكرا مثل هذه الأفعال وغرابتها على شباب حركة 6 إبريل الحقيقية التى أصبحت مقسمة لعشرين جهة. وفى سياق متصل، يرى أحمد خلف -الباحث بمركز الحضارة للدراسات السياسية- أن هذا الفعل من قبل بعض أعضاء حركة 6 إبريل يدخل فى إطار المناكفات السياسية التى لا يجب الالتفات إليها، والناس نفسها لا تلتفت لمثل هذه المواقف اللحظية التى سرعان ما تنتهى وتتلاشى ولن تجد لها أى داعم ولا مؤيد بأى حال، والأهم هو استمرار العمل والإنجاز على الأرض لحل المشكلات جذريا، مما يضعف هذا الفعل وأى دعوات بشأنه ستصبح دون جدوى. يعتبر عبد الشكور السيد عبد المجيد -رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصرى الديمقراطى- أن هذا التصرف هو تصرف غير حضارى ويسىء لمن فعله بشكل كبير، ولا يعد بأى حال من الأحوال نوعا من أنواع التعبير عن الرأى، وغير مقبول بالمرة. وقال عبد الشكور: إن أى إنسان من حقه أن يعبر عن رأيه بقوة وصراحة، وبجميع السبل المتاحة، ولكن يكون ذلك دون التعرض لمؤسسات الدولة، ودون ضرر بمؤسسات الدولة ودون الضرر بالمجتمع ككل، وأضاف أن تلك الأفعال المشينة تؤكد أن المجتمع المصرى يحتاج إلى توعية وتثقيف حول ثقافة وفلسفة التظاهر والتعبير عن الرأى. فى حين قال عبد المنعم التونسى -رئيس الهيئة البرلمانية لحزب غد الثورة- إن هذا تصرف خارج إطار الطبيعة البشرية والإنسانية، ويعد نوعا من أنواع التهريج والبلطجة والإسفاف، من مجموعة من الهمج الذين يرتعون فى المجتمع دون رادع أو وعى. واستغرب التونسى قيام هؤلاء بتلك التصرفات فى الوقت الذى يقوم فيه أعضاء حزب الحرية والعدالة بالتعمير وهم يقومون بالتخريب، فكان من المنطقى عندما يجد شخص أن يدا تعمر وتساعد فى حل أزمة المجتمع أن يقوم بتشمير يده ويساعده، ولكن ما حدث هو لا يمكن وصفه إلا بالهمجية. وأكد أن مثل تلك التصرفات تؤكد ضرورة إصدار قانون التظاهر، وسن قوانين تنظم عملية التعبير عن الرأى لوقف هذا العبث، وقال إن تلك القوانين تعد دعما للحرية على عكس ما يتخيل الآخرون، فالحرية بلا قيود فوضى.