لا أعتقد أن قناة عربية أو إماراتية -لو كانت هناك قنوات إعلامية إماراتية حقيقية- بمقدروها أن تستضيف معارضا لسياسة الإمارات، خصوصا فى مجال انتهاك حقوق الإنسان والتمييز العنصرى، التى تمارسه ضد المقيمين على أرضها، وهو ما ورد فى تقارير منظمة "هيومان رايتس ووتش"، ولكن الإعلام المصرى الحر بمقدوره أن يستضيف ضاحى خلفان -قائد شرطة دبى- ليتحدث فى الشئون المصرية، ويصول ويجول ويتركه المذيع المصرى الوطنى جدا يتحدث دون مقاطعة وهو يحدثه عن الإخوان السمكرية والنجارين، الإخوان الذين عملوا بالإمارات وادعوا أنهم حملة دكتوراه وماجستير! لا أعرف ما قيمة ضاحى خلفان لكى يسافر إليه المذيعون والسياسيون المصريون ليجروا معه حوارات سياسية، وهو ليس إلا مدير أمن محافظة من المحافظات الإماراتية. هنا يثور سؤال مهم عن القنوات التى تَجرى هذه الحوارات، وعن المذيعين؟، وعن معدى البرامج الذين لم يجرءوا أن يسألوه عن الشأن الداخلى الإماراتى وأتوا به ليقدم وصلة ردح سياسية رخيصة ضد مصر والمصريين، ولم يجد من المذيع إلا هز الرأس وتكرار قوله "تمام تمام!!". ضاحى خلفان الذى تحميه ودولته ونظامه أمريكا والمخابرات الأمريكية تحديدا، لم يتورع عن القول بأن أمريكا تحمى الإخوان والرئيس مرسى، وهو يعلم أن أمريكا تحاصر مرسى، وأنه ودولته وبعض دول مجلس التعاون الخليجى تحاربه أيضا -كما قال لى مصدر واسع الاطلاع فى الخليج قبل أيام-.. "نعم.. لن ندعم النظام المصرى؛ لأنه قد يساعد على الإطاحة بنا". ضاحى خلفان -المحمى من الموساد- يتهم الرئيس والإخوان بحماية "إسرائيل"، بأمارة عدم إطلاق صواريخ عليها منذ وصول مرسى إلى الحكم؟ منتهى الفكاهة السياسية، وكأن المطلوب من حماس أن تشن حربا على "إسرائيل" بمناسبة وصول الإخوان إلى السلطة؟.. والسؤال: لو افترضنا أن حماس ستقوم بهذه الحرب هل ستقف معها الإمارات العربية المتحدة أو أى دولة خليجية أخرى رغم تكدس مخازنهم بالأسلحة الحديثة التى تكلف ميزانيات بلادهم مليارات الدولارات، والتى تكفى لنهضة العالمين العربى والإسلامى معا؟! لا أعرف إذا كان ضاحى خلفان شخصية سياسية مهمة فى المنطقة.. فلماذا لا يتم سؤاله عن الأوضاع الداخلية فى الإمارات؟ وعن علاقة الإمارات بإيران وتحديدا علاقة رئيس الحكومة الإماراتية برجال المال والأعمال فى إيران؟ ولماذا لا يسألهم عن خطة الإمارات لتحرير الجزر الإماراتية؟.. وساعتها سيعرف "خلفان" ومَن استضافه مدى استعداد مصر والإخوان للدفاع عن هذه الجزر، وغيرها من الأراضى العربية المحتلة كما فعلت من قبلُ.