- رضى الله عن عمر بن الخطاب فقد كان كثير الاعتراض على (رسول الله) الذى يوحَى إليه، ومع ذلك كان الرسول القائد -صلى الله عليه وسلم- يستوعب حماسه واعتراضه ويأخذ برأيه أحيانا كثيرة ويصوّبه أحيانا، وقد وافقه القرآن فى مواضع كثيرة حتى إن النبى صلى الله عليه وسلم قال:( لو كان نبى بعدى لكان عمر). - الاعتراض له وجهه الإيجابى فى الحرص على المصلحة وحسن التفاعل والمشاركة، فاقبل الاعتراض بسعة صدر وسعادة، لأن صاحب الاعتراض مهتم بك وأعمالك تلقى اهتمامه وتفكيره. - رحِّب بالاعتراض واجعل المعترض يشعر بهذا الترحيب والاهتمام ليقوم بإهدائك ما قد تستفيد منه فى تطوير نفسك وأدائك لتصل للمزيد من العطاء والجودة، واجعل قدوتك محمدا صلى الله عليه وسلم فى تعامله مع من يختلف معه. - للاعتراض صور مختلفة مثل الإحجام عن المشاركة إلى المشاركة وإبداء الملاحظات إلى التجاوز فى الخلاف، ومهارة كل منا تظهر فى تلقيه كل صورة برد الفعل المناسب لها فى جو من الأخوة والاستيعاب. - لا تهمل ما يأتى إليك من اعتراضات وافحصها وادخل إلى تفاصيلها وقارنها بواقعك لتحصل منها على الفائدة فربما تجد اعتراضا يدق عندك ناقوس خطر أو يدلك على ما ينقلك إلى هدفك بأقصر طريق. - وجود الاعتراض مهم فى حياة الجادين لأنهم به سيعلمون أهمية ما يصنعون عند من حولهم وأثره عليهم وحرصهم على تطويرهم. - وجود المعترضين مهم لتطوير الأعمال وتنقيحها من التجاوزات والشوائب؛ فلا تقمع من يعترض عليك لأنك بحاجة إليه وإلى آرائه، بل اشكره كثيرا. - اعترض بموضوعية تنل الكثير من الاحترام، ولا يكن كل كلامك اعتراضا حتى لا يسخط عليك الحاضرون. الاعتراض يعنى التفاعل والمشاركة والحرص على المصلحة.. ولا يعنى السخط بلا هدف. - مارس حقك فى الاعتراض، ولكن يجب أن تعلم أن للحقيقة وجوها عديدة وهناك آراء ووجهات نظر تحتمل الصواب والخطأ، فلا تظن أن ما تطرحه هو كل الصواب أو كل الحقيقة وإنما قد يكون صوابا وقد يكون خطأ. - شارك وتفاعل واعترض إن وجدت أهمية لاعتراضك وأعطِ للطرف الآخر فرصة لتوضيح رأيه ووجهة نظره؛ فربما تغيب عنك بعض التفاصيل التى قد تجعل اعتراضك فى غير محله. - واجبنا جميعا أن نعتاد الجو التنافسى الشريف، وأن نعتاد التنوع والاختلاف المحمود، وأن أهم إنجازاتنا وأعمالنا العظيمة لن نستطيع القيام بها إلا فى ظل هذا التنافس حتى نصل لأفضل النتائج. وختاما أخى/ أختى: حياتنا مملوءة بالتفاصيل والأحداث، وواجبنا أن نصل نحو أفضل الأحوال بعلاقة طيبة مع من حولنا، وتنافس شريف، وقبول للرأى الآخر.