"انفصاليون.. متمردون.. يقومون بأعمال إرهابية".. اتهامات جاهزة توجهها السلطات الصينية إلى مسلمى الأيغور الذين يمثلون أكثرية فى إقليم تركستان الشرقية الذى استولت عليه الصين وأطلقت عليها مقاطعة" شنجيانج" (أى المستعمرة الجديدة)، وتقوم عقب هذه الاتهامات بحملات قمعية واعتقال العشرات وفصلهم من عملهم، وحرمان أهل الإقليم من الوظائف الحكومية العليا مع تمكين أقلية "الهان" الصينية من الوظائف الحيوية هناك. وتمارس أقلية "الهان" أعمال عنف وإرهاب ضد المسلمين، وقامت بحرق منازل المسلمين وتدمير محلاتهم تحت مرأى وسمع الحكومة الصينية التى اكتفت بالمشاهدة عن بعد. قتل بحجة الإرهاب واستمرارا للمسلسل القمعى اليومى، أعلنت السلطات الصينية المحلية فى الإقليم الواقع فى أقصى غربى الصين، نهاية الأسبوع الماضى، مقتل 21 شخصا على الأقل فى أعمال عنف اندلعت فى المنطقة، أغلبهم مسلمون. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسئول فى مقاطعة برشوك قوله "سقط أولا 15 قتيلا بينهم شرطة وعناصر من البلدية، وخلال المواجهات قتل ستة مهاجمين بالرصاص"، مضيفا أن الشرطة أوقفت ثمانية أشخاص. وقامت السلطات بتوجيه اتهامات بالإرهاب للقتلى والمعتقلين وزعمت أنهم كانوا يجهزون لأعمال إرهابية. وتعتبر منطقة تركستان الشرقية منطقة اضطرابات مستمرة بسبب الأعمال المستفزة التى تقوم بها عرقية "الهان" الشيوعية ضد الأغلبية المسلمة، مستغلة صمت السلطات المحلية عن أعمال العنف التى يقوم بها الصينيون القادمون من عدة مدن صينية فى خطة سميت سياسيا "تصيين الإقليم". اضطرابات مستمرة كانت أشهر الاضطرابات العرقية التى وقعت بين الأيغور والهان ما حدث فى نهاية عام 2009 والذى أسفر عن مقتل مائتى شخص وإصابة الآلاف أغلبهم من المسلمين، وهو ما نددت به منظمات حقوقية دولية واتهمت السلطات الصينية بقمع الأقلية المسلمة فى الإقليم تحت غطاء مكافحة "الإرهاب". أهمية إستراتيجية وتمثل تركستان الشرقية أهمية كبيرة لاستيعاب التزايد السكانى فى مناطق جنوب وشرق الصين وتهدف الصين لتوطين نحو 200 مليون من الصينيين الهان فى الإقليم، وهو ما أكده عز الدين الوردانى المتخصص فى شئون تركستان. وتبلغ مساحة الإقليم 1.6 مليون كم2 حسب التقديرات الرسمية الصينية، أى نحو سدس مساحة الصين. وهى واحدة من المناطق العسكرية الرئيسية السبع لتمركز الجيش الصينى، ويبلغ طول حدودها مع دول الجوار 5400 كم أى نحو ربع إجمالى طول حدود الصين الخارجية.