* تنظيم الوقت أهم عوامل النجاح فى البحث العلمى والحياة الأسرية * اقتناع الزوج بعمل الزوجة يلعب دورا مهما فى دفعها إلى الأمام لحظة تكريم العالم أو الباحث الذى يمضى سنوات عمره راضيا من أجل خدمة العلم والبشرية دون أن يهتم بالمكاسب المادية تمثل له أجمل اللحظات.. هذا هو ما شعرت به الدكتورة لطفية محمد النادى، فى أثناء تكريمها فى عيد العلم من الرئيس محمد مرسى ضمن كوكبة من علماء مصر الذين فازوا بجوائز الدولة التقديرية وجائزة النيل ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى لهذا العام والأعوام السابقة. الدكتورة لطفية هى أستاذة الفيزياء بكلية العلوم جامعة القاهرة، حصلت على درجة الماجستير فى الطاقة الإشعاعية فى عام 1960، والدكتوراه فى الطاقة النووية عام 1964، انطلقت بعدها لتؤسس مدرسة علمية؛ حيث أشرفت على أكثر من 66 رسالة ماجستير ودكتوراه، وأنتجت أكثر من 110 أبحاث علمية منشورة فى مجلات ودوريات علمية عالمية ومصرية، وحصلت على العديد من الجوائز والميداليات والأوسمة، كان أبرزها الميدالية الفضية من جامعة القاهرة عام 1965، ثم الميدالية الفضية لكلية العلوم عام 1987، والذهبية من جامعة قناة السويس فى العام التالى، ثم حصلت على جائزة "رامل" من الجمعية الفيزيقية الفرنسية عام 1999، وحصلت على لقب فارس من رئيس الحكومة الفرنسية فى عام 2004، ورشحت لجائزة الدولة التقديرية أكثر من مرة منذ عام 2006، لكن كان يتم توجيه الجائزة بسبب بعض الضغوط حتى حصلت عليها فى 2009، كما حصلت على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى هذا العام. تقلدت أستاذة الفيزياء العديد من المناصب العلمية؛ حيث تشغل الآن منصب عضو مجلس أمناء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، ونائب رئيس اللجنة العالمية للأبحاث العلمية، ونائب رئيس اللجنة العالمية لمركز العلوم والدراسات التطبيقية. معهد علوم الليزر تميزت الدكتورة لطفية بحرصها على تعلم الجديد فى مجال تخصصها؛ فبعد أن خصصت رسالة الدكتوراه لدراسة الطاقة النووية، اتجهت فى أبحاثها بعد ذلك إلى مجال طاقة الليزر؛ حيث يعد معهد علوم الليزر من أهم مشروعاتها الذى افتتح فى عام 1994 بعد أن قدمته كمشروع منذ عام 1985 عندما وجدت المستقبل فى دراسة الليزر. واصلت الدكتورة لطفية اهتمامها بدراسة الليزر حتى اليوم؛ حيث كان آخر أعمالها البحثية بحث بعنوان "إنتاج الطاقة الحرارية والكهربائية باستخدام الليزر فائق القدرة"، وهو نفس ما توصلت إليه الأبحاث العلمية فى أمريكا؛ حيث سيتم تطبيقه بعد عامين فى إضاءة بعض المدن الأمريكية بالليزر. وعن تميزها فى هذه المجالات تؤكد الدكتورة لطفية أن احترامها للعلم وتركيزها فى عملها هو سر نجاحها، مؤكدة أن المرأة قادرة على اكتساب التقدير والاحترام ممن حولها رجالاً ونساء من خلال إخلاصها فى عملها وإتقانها. وترى عدم وجود عوائق أمام المرأة المصرية تمنعها من تحقيق النجاح، وتقول: "احترامى لعملى جعل الإحساس نفسه ينتقل إلى زوجى الذى يعمل مهندسا، فهو يقدر عملى ويحترمه؛ مما كان يمثل دعما قويا منه يساعد فى تيسير الحياة". عالمة وزوجة وأم وعن خبرتها فى تحقيق معادلة التوازن الصعبة بين دورها باحثة علمية ودورها كزوجة وأم لمهندسين، أكدت أن السر هو تنظيم الوقت، فوقت العمل للعمل ووقت البيت للبيت، والإجازات نستمتع بها فى قضاء أوقات ممتعة وزيارة الأقارب، إلا أن بعض الاستثناءات التى لا تؤثر قد تشمل بعض السفريات، مشيرة إلى دور زوجها فى تحقيق هذا التوازن؛ حيث شجعها على السفر لروسيا للتدريب على المفاعل النووى، ولم يكن مر على زواجهما ثلاثة أشهر، فأهم شىء أن يقتنع الزوج بعمل زوجته ودورها فى المجتمع. وعن المشكلات التى واجهتها فى رحلتها البحثية والدعم الذى تحتاج إليه المرأة المصرية، فقد أشارت إلى أهمية الدعم المادى للبحث العلمى، فهو مكلف لا سيما فى مجال العلوم؛ لذا يحتاج الباحث فيه إلى دعم مادى كبير، بالإضافة إلى أهمية وجود ثقافة المساعد الفنى للباحث العلمى، وهو الشخص المسئول عن تجهيز المعامل وصيانتها حتى لا يضيع الباحث وقته، مشيرة إلى أهمية الاحتكاك العلمى بين الباحثين لتبادل الخبرات، فضلاً عن أهمية الاهتمام بالعمل بروح الفريق.