تنسيق الشهادات الفنية 2025.. رابط التقديم لاختبارات معادلة كليات الحقوق وجدول الامتحانات    7 كليات وتخصصات جديدة.. تفاصيل المصروفات والتقديم بجامعة بورسعيد الأهلية 2025-2026    سعر الدولار اليوم الخميس 31-7-2025 أمام الجنيه المصرى الآن بالبنوك المصرية    1.6 مليار دولار صادرات الملابس بالنصف الأول من 2025 بنمو 25%    محافظ الدقهلية يتفقد المركز التكنولوجى بحى غرب المنصورة.. ويؤكد: رضا المواطن أولويتنا    من بينها توفير الأسمدة الكيماوية.. الفشن الزراعية ببنى سويف تناقش توفير نواقص الزراعة للفلاحين    خريطة الأسعار اليوم: ارتفاع الحديد والبيض والذهب    بعد طرحها رسميًا.. دونج فينج shine تنضم إلى قائمة أرخص السيارات في مصر    رئيس هيئة الأوقاف يوجّه مديري المناطق بالحفاظ على ممتلكات الهيئة وتعظيم الاستفادة منها    الرئيس الإيرانى: لا يمكن لأى قوة أن تقف فى وجه شعبنا الموحد    الصحف العالمية.. ترامب يصعد حربه التجارية ضد كندا بسبب "الدولة الفلسطينية".. إيران تطالب الرئيس الأمريكي بتعويضات عن خسائر حرب ال12 يوم ..والرسوم الجمركية الأمريكية تهدد سلال الغذاء من القهوة إلى اللحوم    رويترز: أنباء عن اندلاع حريق كبير قرب "مستشفى القائم" فى مدينة مشهد الإيرانية    لأول مرة.. وزير خارجية ألمانيا يتحدث عن إمكانية اعتراف بلاده بدولة فلسطين    بعد يوم واحد من زيارة الشيباني.. وزير الدفاع السوري يصل موسكو    أموريم: مستقبل هويلوند؟ لا أعلم ماذا سيحدث في نهاية سوق الانتقالات    عمرو ناصر: كنت أتمنى اللحاق بشيكابالا.. وجاهزون للدوري الأصعب    رودريجو يدخل دائرة اهتمامات مانشستر سيتي    صفقة تبادلية تلوح في الأفق بين الزمالك والمصري    مخدر اغتصاب الفتيات.. رفض استئناف البلوجر داليا فؤاد على حبسها سنة    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص على طريق "دشلوط – الفرافرة"    صور الأقمار الصناعية تشير إلى تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة على مناطق متفرقة    مصدر بالسياحة والآثار ينفى تعرض لنش سياحى للغرق بمدينة الغردقة    تهريب ومخالفات وأحكام.. جهود أمن المنافذ 24 ساعة    إصابة عامل بحروق خطيرة إثر انفجار أسطوانة غاز داخل مطعم بقرية في الفيوم    ننشر حركة تنقلات ضباط المباحث بمراكز مديرية أمن قنا    رئيس منطقة سوهاج الأزهرية يبحث الاستعدادات لانطلاق امتحانات الدور الثانى    بالصور| أسامة منير وبشرى يشاركان في تشييع جنازة لطفي لبيب    محلل فلسطينى: من يشكك فى الدور المصرى فضحته مشاهد دخول شاحنات المساعدات إلى غزة    غدا.. قصور الثقافة تطلق الموسم الخامس من مهرجان صيف بلدنا برأس البر ودمياط الجديدة    هل انقطاع الطمث يسبب الكبد الدهني؟    يديعوت أحرونوت: نتنياهو يوجه الموساد للتفاهم مع خمس دول لاستيعاب أهالي غزة    ماذا يتضمن مشروع القانون في الكونجرس لتمويل تسليح أوكرانيا بأموال أوروبية؟    رد مثير من إمام عاشور بشأن أزمته مع الأهلي.. شوبير يكشف    البابا تواضروس أمام ممثلي 44 دولة: مصر الدولة الوحيدة التي لديها عِلم باسمها    فيديو.. طارق الشناوي ينعى لطفي لبيب: اقرأوا له الفاتحة وادعوا له بالجنة    محمد رياض يكشف أسباب إلغاء ندوة محيي إسماعيل ب المهرجان القومي للمسرح    حرام أم حلال؟.. ما حكم شراء شقة ب التمويل العقاري؟    «الطفولة والأمومة» يعقد اجتماع اللجنة التيسيرية للمبادرة الوطنية لتمكين الفتيات «دوَي»    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدّمت 23 مليونا و504 آلاف خدمة طبية مجانية خلال 15 يوما    استحداث عيادات متخصصة للأمراض الجلدية والكبد بمستشفيات جامعة القاهرة    محافظ الدقهلية يواصل جولاته المفاجئة ويتفقد المركز التكنولوجي بحي غرب المنصورة    الشيخ أحمد خليل: من اتُّهم زورا فليبشر فالله يدافع عنه    مواعيد مباريات الخميس 31 يوليو 2025.. برشلونة ودربي لندني والسوبر البرتغالي    طريقة عمل الشاورما بالفراخ، أحلى من الجاهزة    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الخميس بالأسواق (موقع رسمي)    الزمالك يواجه غزل المحلة وديًا اليوم    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    خلال زيارته لواشنطن.. وزير الخارجية يشارك في فعالية رفيعة المستوى بمعهد "أمريكا أولًا للسياسات"    اليوم.. بدء الصمت الانتخابي بماراثون الشيوخ وغرامة 100 ألف جنيه للمخالفين    خالد جلال يرثي أخاه: رحل الناصح والراقي والمخلص ذو الهيبة.. والأب الذي لا يعوض    استعدادا لإطلاق «التأمين الشامل».. رئيس الرعاية الصحية يوجه باستكمال أعمال «البنية التحتية» بمطروح    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر ويؤكد: المهم هو التحصن لا معرفة من قام به    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    اليوم.. المصري يلاقي هلال مساكن في ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‏لطفية النادي أم الفيزياء النووية والليزر‏:‏
عبدالناصر فكر في استخدام النووي سلميا
نشر في الأهرام اليومي يوم 19 - 08 - 2011

تكمن قوة أي دولة في علمائها والذين يفنون حياتهم من أجل نهضة أمتهم و خدمة الإنسانية‏,‏ ورغم ما عانته مصر علي مديسنوات طويلة من تأخر علي مستوي البحث العلمي والتعليم‏,إلا أنه ظل بيننا من يجاهد لرفع اسم مصر ونهضتها علميا. ومنهم الدكتورة لطفية النادي أستاذة الأجيال وواحدة من أهم علماء الفيزياء النووية والليزر علي مستوي المنطقة العربية والعالم. لكل ما سبق كان من المهم إجراء حوار مع الدكتور لطفية والتي عاصرت ثورتي يوليو1952 ويناير2011 كي تقص تجربتها الحياتيه في محراب البحث العلمي باعتبارها من أهم وأوائل العلماء الذين شاركوا في أبحاث هيئة الطاقة الذرية في أوائل الستينات كما أنها من أهم العلماء الذين أدخلوا تطبيقات علم الليزر لمصر والمنطقة العربية. في السطور التالية تتحدث لطفية عن وضع البحث العلمي في مصر ومشروع مدينة زويل للعلوم التكنولوجية وكيف يمكننا أن نحقق النهضة المأمولة.
لنعد الي البدايات, ما الذي دفعك للتخصص في مجال الفيزياء النووية ؟
أنا من أسرة اهتمت بالعلم فإخوتي الخمسة جميعهم مهندسون وأطباء كما أن والدي كان رجلا تربويا وترقي في عمله حتي تبوأ منصب وكيل وزارة التربية والتعليم. من أول الأشخاص الذي شجعني لدراسة العلوم أستاذي في المدرسة الأستاذ معوض والذي كان يحببنا في العلوم وخاصة مادة الفيزياء كان حريصا علي أن يشرح لنا المادة العلمية بشكل شيق وأن يقوم بفك الأجهزة العلمية أمامنا ويشرح لنا كيف تنبعث أشعة إكس وأشعة جاما كان حريصا علي بث روح التجربة والسؤال عند الطلبة. الي جانب ذلك, لم يكن التليفزيون قد ظهر في ذلك وكانت الصحف والمجلات تحتفي بالعلماء وتنشر أحاديث معهم مثل الدكتور مصطفي مشرفة عميد كلية العلوم والدكتور مصطفي النادي أستاذ الفيزياء النووية وغيرهم الكثيرون من كبار الأطباء والمهندسين المصريين مثل الدكتور مورو والدكتور محرز وغيرهم الكثيرين. إضافة لذلك كانت وزارة التربية والتعليم تقرر علينا في مادة اللغة العربية قصص عن أبرز العلماء الحاصلين علي جوائز نوبل. كل هذه الأمور وغيرها شكلت وجداني في مرحلة مبكرة من العمر ودفعتني للبحث عن التخصص في مجال علمي جديد وغير مسبوق مثل الفيزياء النووية
كيف كانت مقومات التعليم الجامعي في ذلك الوقت؟
كان هناك تعليم جامعي بمعني الكلمة وأستاذة يشار لهم بالبنان وأذكر جيدا أنني برغم سكن أسرتي في مصر الجديدة حرصت علي الالتحاق بكلية العلوم جامعة القاهرة وليس جامعة عين شمس حتي أحظي بفرصة التعلم علي يد كبار أساتذة الفيزياء والرياضيات مثل الدكتور عطية عاشور والدكتور أحمد مرسي والدكتور يوسف ليتو. كانت كلية العلوم في ذلك الوقت تحظي بمكانة دولية وكنا ندرس نفس التخصصات البحثية التي تدرس في الخارج وننشر أبحاثا لها صدي دولي. وللأسف فلقد سبقنا العالم بعد ذلك بمئات السنين بعدما انتهوا من الحرب العالمية الثانية بينما تأخرنا نحن كثيرا بعدما انخرطنا في العديد في حروب اليمن وتحرير الدول العربية وحروبنا مع إسرائيل.
الي أي مدي دعمت ثورة يوليو العلم والبحث العلمي ؟
علي مدي السنوات الأولي لثورة يوليو كان هناك حماس كبير لتمويل ودعم البحث العلمي في مصر من خلال إنشاء المركز القومي للبحوث وهيئة الطاقة الذرية ومراكز البحوث الزراعية والصناعية والإنشائية. واذكر جيدا أنه بعد تخرجي في قسم الفيزياء بكلية العلوم تقدمت للعمل بمفاعل أنشاص التابع لهيئة الطاقة الذرية أنا وعدد كبير من الباحثين منهم الدكتور علي الصعيدي وزير الكهرباء السابق. في ذلك الوقت كانت مصر من الدول السباقة علي مستوي المنطقة في أبحاث الطاقة الذرية قبل إسرائيل والهند وباكستان وكل الدول التي تفوقت علينا لاحقا وكنا كباحثين حريصين علي التعلم وخدمة وطننا, كما دعمتنا الدولة كثيرا حيث تم إرسالي ضمن وفد من12 باحثا الي مفاعل سوكل بروسيا للتدرب علي تشغيل وإدارة المفاعل. كما زارنا في مفاعل أنشاص كبار العلماء منهم البروفيسور أوبنهايمر رئيس هيئة الطاقة الذرية الأمريكية.
تجمعك بالرئيس عبد الناصر عدة صور, متي وأين كانت هذه الصور؟
هذه الصورة كانت عام1963 أثناء زيارة الرئيس عبد الناصر لمفاعل أنشاص وكان معنا في الصورة الدكتور محمد النادي رئيس فريق البحوث النووية بهيئة الطاقة الذرية, كانت هيئة الطاقة الذرية من المؤسسات التابعة مباشرة لرئاسة الجمهورية وكان الحلم في ذلك الوقت أن نسهم في فصل البلوتونيوم محليا وأن ننشئ مفاعلا خاصا بنا بما يتيح لنا الاعتماد علي أنفسنا في المشاريع النووية في المجالات السلمية مثل إنتاج الطاقة الكهربية أو العلاجات الطبية وأن نمتلك قوة رادعة في المجال العسكري.
علي الرغم من كل هذه المشروعات العلمية الطموحة ما الذي أدي لتراجع مصر دوليا؟
دخلنا في سلسلة من الحروب استنفذت مواردنا القومية بدءا من حرب اليمن ودعم حركات الاستقلال في العديد من الدول إضافة الي حروبنا مع إسرائيل كما كان لدينا مشروع بناء السد العالي كل ذلك أدي لخفض الدعم الموجه للبحث العلمي وتحديدا للعلوم الأساسية مثل الفيزياء والكيمياء. كنا حين نطلب قطع غيار لتشغيل المفاعل لا تصلنا لقلة التمويل. وبدأنا في مصر نحيد عن الفكر العلمي وتدهور الأمر الي الحد لدرجة أننا توقفنا عن إنتاج بحوث علمية وإجراء تجارب, هذا الوضع دفعني بعد9 سنوات الي ترك العمل بهيئة الطاقة الذرية والتقدم للالتحاق بكلية العلوم كأستاذ مساعد للفيزياء نووية.
تقلدتي منصب رئيس قسم الفيزياء لعدة دورات ما هي أهم إنجازاتك خلال هذه الفترة ؟وكيف ترين إمكانية انتخاب رؤساء الأقسام في هذه المرحلة؟
رأست قسم الفيزياء3 دورات مرتين في الثمانينات ومرة في التسعينات وحرصت خلال هذه الفترة علي تطوير المناهج وتعديل مقررات الدراسات العليا لتشمل أكثر من تخصص في مجال الفيزياء. في تلك الفترة كان عدد أساتذة الفيزياء قليل وكان يتم الانتخاب بناء علي الأقدمية. أما اليوم فإن قسم الفيزياء به أكثر من50 أستاذا وأعتقد أنه يجب فتح باب الترشح لرئاسة القسم بين الأساتذة وأن يشارك في الانتخاب كل أعضاء هيئة التدريس.
بعد مرور17 عاما علي تأسيسك للمعهد القومي لعلوم الليزر, الي أي مدي تحققت الأهداف التي وضعتيها عند إنشاء المعهد؟
الليزر من العلوم التي اكتشفت في الستينات, ولقد بدأت الاهتمام بهذا المجال في أواخر الثمانينات بإنشاء مركز لأبحاث الليزر ملحق بقسم الفيزياء, وحرصت علي التواصل مع العديد من الأساتذة المصريين بالخارج مثل الدكتور أحمد زويل والدكتور مصطفي السيد لتدريب الباحثين الذين أصبحوا اليوم أستاذة في بحوث الليزر, كما تمكنت من الحصول علي دعم خارجي بعيدا عن ميزانية الجامعة لإنشاء المعهد القومي لعلوم الليزر كأول معهد في مصر والشرق الأوسط لبحوث وتطبيقات الليزر. في ذلك الوقت كنت قد وصلت لسن المعاش وفضل الدكتور مفيد شهاب رئيس الجامعة تولي طبيب رئاسة المعهد واستبعادي بعد أن وضعت إستراتيجية عمل المعهد. وللأسف فإن المسئول الذي جاء لم يكن مشاركا في المشروع أو لديه فكرة عنه من قبل, وهو ما أدي الي تغير خطة عمل المعهد كما أمتنع عدد من الأساتذة ومنهم الدكتور زويل عن التعاون مع المعهد مع هذا التغير في توجهات المعهد. في تلك الفترة, تلقيت دعوة من جامعة قطر لإنشاء وحدة أبحاث الليزر كما قدمت مشروعا لشركة الاتصالات لنقل المعلومات عبر الليزر والألياف الضوئية ومكثت هناك منذ عام1996 حتي عام.2001
وبمرور الوقت, تغيرت القيادات وطلب مني العودة لتدعيم معهد الليزر بجامعة القاهرة, فقمت بإبرام عدة اتفاقيات دولية لنقل التكنولوجيا وتدريب شباب الباحثين منها إتفاقية مع أحد المراكز البحثية في كوريا الجنوبية والتي مازالت سارية حتي عام.2012
خلال الشهور التالية لثورة يناير وقعت عدة اعتصامات مثل اعتصام حملة الماجستير والدكتوراه والباحثين بالمركز القومي وغيرهم ما هو تعليقك علي هذه الأحداث؟
(تتحدث بانفعال): المعتصمون من العلماء والباحثين لديهم كل الحق في التعبير عن حقوقهم لأن ما يتم هو ذبح للمجتمع المصري, هل لك أن تتخيل أن باحث شابا خريجا بتقدير امتياز أو جيد جدا مكافأته الشهرية نظير إجراء رسالة الماجستير20 جنيها في الشهر ما هذا الإذلال لشاب في مقتبل العمر مطلوب منه أن ينفق علي بحثه وأن يعيش بصورة كريمة وكيف يقبل الأستاذ المشرف عليه أن يضع تلميذه في هذا الوضع المهين, عيب, كل هؤلاء الشباب يجب أن يعينوا ويحصلوا علي مرتب لائق. لقد فوجئت بعد الثورة بمرتبات رؤساء الجامعات والتي تتعدي مئات الألوف من الجنيهات والتي يحصلون عليها من نسبهم في الصناديق الخاصة مثل صندوق التعليم المفتوح الذي يدر علي الجامعة الأموال وغيرها. ما الذي سيضيرهم لو تبرعوا بهذه النسب لشباب الباحثين, لذلك لا عجب أن يتشبث رؤساء الجامعات بمقاعدهم.
ألا يمثل تعيين المزيد من الباحثين عبئا علي وزارة البحث العلمي والجهاز الإداري للدولة ؟
هؤلاء الشباب ينتجون أبحاثا لخدمة مصر ونهضتها ولديهم الحماس والرغبة في العمل. الدولة تحصل علي كم هائل من المعونات والمساعدات الأجنبية لدعم البحث العلمي فأين تذهب هذه النقود. هل تعلم أن بالجهاز الإداري للدولة أفراد تقديرهم عند التخرج مقبول ويعملون بالسكرتارية ويحصلون علي مرتبات تصل الي50 ألف جنيه في الشهر. أين المعايير التي نقيم بها الكفاءات العلمية والمهنية التي يمكن أن تفيد الوطن. هل يعقل أن تقام وزارة للبحث العلمي كي تشرف علي عدد محدود جدا من المراكز البحثية, المفروض والمنطقي لنهضة هذا الوطن أن تقام في كل محافظة مركزا للبحوث لعلاج المشكلات الصناعية والزراعية ووضع الخطط والمشروعات وتشغيل الآلاف من الباحثين والذين يهجرون محافظاتهم سعيا للعمل بالقاهرة.
هل من المعقول أن تمتلك الدولة هذا الكم من الطاقات البشرية والموارد ويتم إهدار كل ذلك في التراب ثم نلجأ بعد ذلك للخبرات الأجنبية لعلاج مشكلاتنا المحلية؟
تشاركين مع عدد من العلماء في لجنة أمناء مدينة زويل للأبحاث العلمية والتكنولوجية... ما هي آخر التطورات بالنسبة للمشروع ؟
لقد تشرفت بترشيحي ضمن لجنة الأمناء من العلماء المصريين والعرب في هذا المشروع المهم حيث عقدنا في اوائل يوليو اجتماعا مع الدكتور زويل شارك فيه جراح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب والدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي والدكتور محمد غنيم والدكتور فاروق الباز والدكتور مصطفي السيد والدكتور أحمد جلال الخبير الاقتصادي والدكتور فتحي سعود من مؤسسة قطر للعلوم والتكنولوجيا والمحامية مني ذو الفقار حيث عرض علينا الدكتور زويل المشروع ورؤيته في أن يصبح المشروع قاطرة لدفع عجلة البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر وأن توضع الأولوية لدراسة الجديد في مجال الطاقة والمواد الجديدة والعلوم الطبية وغيرها من العلوم والتكنولوجيات المتقدمة. ومن المقرر أن نعقد اجتماعا آخر خلال شهر ديسمبر بحضور باقي أعضاء لجنة الأمناء من العلماء الحاصلين علي جائزة نوبل وكبار العلماء بالخارج, ومن المقرر أن يبدأ العمل في المدينة العلمية خلال شهر يناير المقبل.
أثير كلام حول إمكانية الاستفادة من تطوير المراكز العلمية الموجودة فعليا بدلا من الانتظار حتي تنتهي مراحل الإنشاء بمدينة زويل؟
هذه المدينة لن تزاحم المراكز البحثية الموجودة بالفعل ولها مشاريعها وسياستها ولن تمثل عبئا ماليا جديدا علي الدولة. فمدينة زويل لها قانونها الخاص المختلف عن باقي المؤسسات البحثية في مصر كما أنها عبارة عن مشروع بحثي متكامل من جامعة للتعليم وتخريج الكوادر البحثية الي مراكز للعلوم المتخصصة والتكنولوجيات المتقدمة الي حضانات لتحويل الأبحاث الي منتجات صناعية. ويمثل وجود اسم الدكتور زويل علي المدينة عامل جذب هام لتشجيع الشركات العالمية والمؤسسات البحثية الدولية للمساهمة في هذا المشروع الهام لمصر.
ألن يؤدي استقطاب العلماء المصريين إلي إفراغ الجامعات والمراكز البحثية من علمائها النوابغ؟
لا يجب النظر للأمر بهذا المنظور الضيق فالمدينة ستعمل علي استقطاب العلماء الأكفاء من كافة دول العالم والانضمام للمدينة سيكون قائما علي معايير علمية محددة. وحتي لو افترضنا ما تقول فإن هذا الأمر يمثل فرصة للتخلص من حالة التكدس في الجامعات والمراكز البحثية المصرية بما يتيح لهم الاستفادة بشكل أمثل من مواردهم وإتاحة الفرصة لشباب الباحثين للظهور وتقديم إنتاجهم البحثي.
هل أنت متفاءلة أم متشاءمة من الأوضاع الراهنة بعد ثورة يناير؟
متفاءلة ومتأكدة أن الله أتاح للثورة أن تنجح, كل ما أتمناه أن تكون هناك مثابرة من قبل المجتمع والدولة وألا نفقد الحماس أو تجرفنا أمور أخري عن نهضة بلدنا. علينا أن نتعلم من الدول المحيطة بنا فالهند مثلا بالرغم من انتشار الفقر والمرض والزيادة السكانية الرهيبة والتي تقدر بمليار نسمة إلا أنها تسير بخطي ثابتة في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا والذي يعد المنقذ الوحيد لها من كل مشاكلها. باكستان بالرغم من كل مشاكلها السياسية ووجود تنظيم القاعدة علي أرضها وانتشار أعمال العنف إلا أن إنتاجها البحثي يفوقنا بمراحل, حتي إسرائيل والتي طرقت مجال البحوث العلمية في الستينات أي بعدنا بسنوات ولديها صداع مزمن هو المقاومة الفلسطينية إضافة إلي صراعاتها مع الدول العربية, وبالرغم من كل ذلك تنتج أبحاثا علمية وابتكارات تكنولوجية أفضل منا.
ما هي الروشته التي تنصحين بها لتجنب الفشل؟
أن يكون هناك إخلاص وجدية في العمل البحثي, وأن نبدأ من حيث انتهي الآخرون, للأسف نحن في نعمل بشكل هلامي ونفرح بما يكتب في الصحف دون أن يكون هناك إنتاج وتطبيق عملي يفيد الناس. أنا أتعجب من الكم الهائل من كليات الإعلام والدراسات الأدبية التي يتم افتتاحها في الجامعات الخاصة في حين لا توجد ولا كلية واحدة للعلوم في هذه الجامعات الجديدة. إذا أردنا أن ننهض تكنولوجيا فنحن بحاجة لدعم العلوم الأساسية وأن نوجه اهتمامنا للعلوم الجديدة التي تفيد الناس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.