أنا مدرسة فى إحدى مدارس الصم والبكم، ورغم تعاطفى مع الطلاب داخل المدرسة الذين أقوم بالتدريس لهم، إلا أننى أعانى معهم، ليس بسبب الإعاقة فقط، ولكن بسبب سوء أخلاقهم للدرجة التى جعلتنى أشكو لمدير المدرسة أكثر من مرة، فهم يشكون بعضهم البعض من إصدار إشارات لا أخلاقية فماذا أفعل معهم؟ هل أتجاهل شكواهم، وإذا لم يكن التجاهل حلا، فكيف أتعامل معهم؟ أفيدونى أعزكم الله.. يجيب عن هذه الاستشارة، معتز شاهين -مستشار تربوى- فيقول: الأخت الكريمة تحية طيبة وبعد، لكى تبدئى فى حل المشكلة التى عرضتها فى سؤالك، لا بد أن تضعى نفسكِ مكان صاحب هذه الإعاقة، وتفهمى طبيعة ما يشعر به، لكى تستوعبى لماذا يتصرف تلك التصرفات الغريبة. بداية صاحب الإعاقة يعانى من شيئين فى حياته (الإعاقة نفسها- ونظرة المجتمع بسبب تلك الإعاقة)، الإعاقة يستطيع أن يتعايش معها المعاق بشكل سلس مع مرور الوقت ووجود العزيمة، ولكن ما يضعفه ويفقده الثقة بنفسه، هى تلك النظرة السلبية من المجتمع له بوصفه معاقا ولإعاقته. لذا أثبتت الدراسات أن الأطفال الصم والبكم يعانون من زيادة فى الطابع العدوانى لديهم، نتيجة لعدم قدرتهم على التعبير عن أنفسهم بشكل يستطيعون الوصول به للمحيطين بهم، والتعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم، فينفسون عن ذلك النقص لديهم من خلال العدوان على الآخرين، أو سوء الخلق. لذا بداية الطريق هى إشعار ذلك الأصم والأبكم أنه إنسان طبيعى أستطيع التعامل معه بكل سهولة، مع ضرورة إجادة لغة الإشارة، حتى يسهل التواصل معهم، ويستطيعوا هم التعبير عما يريدونه. فأى فرد يُكون صورة ذهنية عن نفسه، ولهذه الصورة أهمية كبرى فى بناء شخصيته؛ إذ على أساسها يكون مفهومه عن ذاته، والذى يتأثر سلوكه بها إلى أبعد الحدود، وفى حالة حدوث شعور بالنقص لدى الفرد نتيجة لإعاقته، فإن هذا يكون بالدرجة الأولى نتاجا لأساليب المعاملة من قبل المحيطين به. فأسلوب معاملتك مهم جدًا فى تحسين سلوك هؤلاء الطلاب، فيجب احتواؤهم نفسيًا، وإشعارهم أنهم مقبولون اجتماعيًا من المحيطين بهم، وأن كل واحد منهم يمتلك قدرات ومهارات إبداعية يجب تنميتها، وهذا من شأنه أن يجعل منه طاقة إيجابية. وإليكِ أيتها المعلمة بعض الوسائل لضبط عدوانية طلابك المعاقين وسوء سلوكهم: - ألعاب حركية وتنافسية: تلك التى تتم عادة فى فناء المدرسة وتشمل عددا من المسابقات التى تعتمد على الحركة والسرعة مثل لعبة كرة القدم والجرى والوثب، وغيرها. - الأنشطة الفنية: وتشمل التشكيل بالصلصال، والحل والتركيب، وأنشطة الرسم. وغيرها. - التعلم الاجتماعى (إعادة النمذجة): فكما يتعلم الطفل الأصم السلوك العدوانى عن طريق تقليد الآخرين ومحاكاة سلوكهم، يمكن كذلك استخدام النمذجة فى تعلم السلوك السوى وذلك عن طريق تقديم نماذج حية (زملائه فى الفصل)، ممن يشهد لهم بالسلوك المهذب. - الحرمان أو الإبعاد لبعض الوقت: حيث يحرم الطالب العدوانى لبعض الوقت من المعززات ومن الأشياء المرغوبة التى يميل إليها مثل الخروج فى رحلة، أو غيرها من الأنشطة.