مساء الأحد الماضى نجح الآلاف من الهاكرز (القراصنة الإلكترونيين) من العرب والمسلمين من دول مختلفة فى أن يدمروا إسرائيل إلكترونيًّا ويخترقوا العشرات من المواقع الحكومية الإسرائيلية وحسابات الآلاف من الإسرائيليين على فيس بوك وتويتر والبريد الإلكترونى.. والأهم اختراق مواقع حيوية مثل الموساد الصهيونى، ومفاعل ديمونة، وحتى موقع منظومة صواريخ القبة الحديدية، ولم يخرج بعضهم إلا وقد وضع روابط لتشغيل القرآن الكريم أو رفع الأذان على هذه المواقع خصوصا موقع الكنيست اليهودى!. الحملة جاءت من مجموعات من الهاكرز المؤيدين للقضية الفلسطينية تحت اسم "محو إسرائيل OpIsrael"، من الفضاء الإلكترونى، التى دعت إلى تدمير بنية شبكة الإنترنت الإسرائيلية عبر عمليات اختراق إلكترونية مكثفة ومنظمة، وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن قرابة 5000 من "الهاكرز" هاجموا المواقع الإلكترونية الإسرائيلية مخلفين أضرارا كبيرة، وذكرت القناة العاشرة فى التليفزيون الإسرائيلى أنه رغم الاحتياطات الكبيرة فى إسرائيل والاستعانة بمبرمجين من أمريكا ودول أوروبية أخرى، فقد نجحت مجموعات قراصنة الإنترنت فى اختراق عشرات المواقع الحكومية الإسرائيلية ومواقع تخص الجيش والاستخبارات!. شركة بيزك -أكبر شركة اتصالات مقدمة لخدمة الإنترنت فى إسرائيل- اضطرت لقطع الإنترنت عن "إسرائيل" كافة بسبب هذه الهجمات، وهذا الحدث المهم كشف العدو الصهيونى وقدراته الإلكترونية العادية بعدما "صدعوا دماغنا" بتفوقهم فى الإلكترونيات، ولكن نجحت هذه المقاومة الإلكترونية فى فتح ملفاتهم السرية لعملاء الموساد وسحب ملفات آلاف العملاء بأسمائهم وألقابهم وأرقامهم السرية ومراسلاتهم، كما اقتحموا موقع ديمونة النووى، الذى يشغل المفاعل ويتحكم بدرجات الحرارة فيه، وتوجهوا نحو موقع القبة الحديدية الذى يتحكم بصواريخ الباتريوت، وقال هاكرز لحزب الله إنهم عطلوا بعضها!!. الأكثر غرابة أن هذه الحملة الشرسة التى أوجعت الصهاينة، التى انطلقت من قطاع غزة والسعودية والمغرب وكوسوفا وألبانيا وتركيا وإندونيسيا وباكستان، تجاهلتها الكثير من وسائل الإعلام فى مصر والعالم العربى.. واندهشت عندما وجدت صحفا مصرية مثل "المصرى اليوم" تقلل من أهميتها، وتزعم أنها فشلت، وصحف أخرى -مثل الرياض السعودية- تصف هذه الحملة المباركة بأنها "إرهابية"!!. ولا أعرف سر هذا التجاهل من صحف مصرية ومواقع إنترنت تابعة لرجال أعمال وسياسيين لهذا الانتصار الإلكترونى الكبير على دولة تعتبر نفسها متقدمة تقنيا بمراحل عن العرب والمسلمين، وهل لهذا علاقة بما ذكره بعض الهاكرز من وجود أسماء لإعلاميين وسياسيين ونشطاء مصريين وردت ضمن عملاء الموساد الذين تم كشف أسمائهم بعد اختراق موقع الموساد؟ هل لهذا التجاهل الإعلامى لهذا الحدث الكبير علاقة بما قيل عن تضمن قوائم الموساد الذى تم الحصول منه على أسماء 35 ألف ضابط وعميل للموساد، أسماء مصرية لأصحاب صحف علمانية ونشطاء وحركات ومنظمات حقوقية مشبوهة، وسبق أن أشارت ويكليكس إلى تمويل أمريكا لبعضهم أيضا!!. هذه العملية البطولية كشفت الدور القوى للداعمين للقضية الفلسطينية فى العالم، وأعطت مؤشرًا زاخرًا بالأمل بالإمكانات غير المحدودة للشباب العربى، وكشفت أيضا عن أن ما جرى من إثخانٍ إلكترونى فى المؤسسة الصهيونية هو بداية ربيع عربى حقيقى، لأن بوصلته كانت قضية فلسطين، وكان تحركا عربيا وإسلاميا موحدا نحو عدو واحد، ما يكشف التوحد العربى حول قضية فلسطين المركزية. هذه العملية هى أيضا مؤشر على التهاوى الإلكترونى للدولة الصهيونية بعد تهاويها العسكرى أمام المقاومة التى باتت قادرة على إيذائها فى العمق الصهيونى وغيرت نظرية الأمن القومى الصهيونية القديمة التى كانت تعتمد على الحرب فى أرض الخصم لا العمق الصهيونى، فإذا بصواريخ المقاومة تصل عقر دارهم، وقراصنة المقاومة يعطلون مواقع وزاراتهم ومواقعهم العسكرية والاستخبارية!.