استخدم مجموعة من الشباب السلاح الالكتروني لمحاربة إسرائيل بدلا من السلاح المعتاد، ولقنوها درسا لن تنساه بشن أكبر عملية قرصنة في العالم على مواقع الكترونية إسرائيلية حساسة، تبنت مسئوليتها مجموعة "أنونيموس" الدولية، بالتعاون مع ناشطين مؤيدين للفلسطينيين احتجاجا على السياسات الإسرائيلية. ونشر الهاكرز الذين أطلقوا على أنفسهم أسماء مثل "الجيش الإلكتروني" ومجموعات "هاكرز كوسوفا الذهبيين" صور الأسير المضرب عن الطعام سامر العيساوي والأسير المصاب بالسرطان معتصم رداد وصور شهداء من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق ما نقلته الجزيرة نت.
كما بث قراصنة آخرون رسائل للحكومة الإسرائيلية تهدد بتفجير الوضع بالمنطقة إذا توفي أحد الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام وخاصة العيساوي، وهددوا بإسقاط التهدئة بين فصائل المقاومة وإسرائيل.
واخترق قراصنة مواقع إعلامية مثل "يديعوت حيفا" ووضعوا عليه صور الشهيد الأسير أبو حمدية والأسير المضرب العيساوي. وكتبوا "إسرائيل وجيشها تتحمل المسؤولية إذا استشهد الأسير العيساوي أو الأسرى المضربون عن الطعام"، وقالوا "الرد ما ترون لا ما تسمعون, فلتثكلنا أمهاتنا إن لم ننتصر لأسرانا".
وشارك في الهجوم نشطاء إنترنت من مصر وآخرون أطلقوا على أنفسهم "جيش القسام الإلكتروني"، ومجموعات إلكترونية قالت إنها تابعة لحزب الله اللبناني واحتلت صورة الشهيد عماد مغنية -الذي اغتالته إسرائيل قبل سنوات- المواقع التي اخترقتها.
ويعد الهاكر الجزائري والسعودي والتونسي والسوري والأردني الفلسطيني أبرز المشاركين في اقتحام المواقع الإسرائيلية.
صفارات الإنذار ونقلت مواقع إسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في بعض المناطق الإسرائيلية بعد سيطرة قراصنة على نظام التشغيل.
وتحدث البعض لموقع "وطن للأنباء" أن الشعب الإسرائيلي أصبح يعيش في حالة ذعر في ظل معلومات تتحدث عن تعطيل بعض أنظمة القبة الحديدية الإسرائيلية وتخوف إسرائيلي من التحكم بمفاعل ديمونا النووي عن طريق الانترنت.
كما نشر الموقع الالكتروني لصحيفة "معاريف" العبرية أمس، صورة لطفل اندونيسي يبلغ من العمر تسعة أعوام زعمت أنه أحد المشاركين في الهجوم الإلكتروني المتواصل الذي تتعرض له المواقع الالكترونية الصهيونة على شبكة الانترنت. وفي أحد المواقع الالكترونية الاسرائيلية التي اقتحمها الطفل القرصان بحسب مزاعم الصحيفة كتب الطفل:" نحن مسلمون نحن جنود الله". وعلى جانب أخر تداول عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" رسالة عن مجموعة القراصنة الذين هاجموا مواقع اسرائيلية تؤكد عزمهم استهداف قطر باعتبارها الحظيرة الخلفية لإسرائيل.
وجاء في رسالة القراصنة "نحن مجموعة أنونيموس الذين أسقطنا إسرائيل في العالم الالكتروني نعلن عن هدفنا الثاني قطر وهي الحظيرة الخلفية لإسرائيل.. كما نعلن أيضا عن استهدافنا لأحد المواقع الحكومية الأردنية، رداً على اعتقال بعض الهاكرز من مجموعتنا في حال لم يتم إطلاق سراحهم خلال الساعات القادمة".
هجوم تاريخي وتصدر هجوم "الهاكرز" الذي تعرض له إسرائيل يوم السبت اهتمامات الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية والذي أجمعت على أن هذا الهجوم هو الأقوى والأخطر في تاريخ البشرية ، حيث أنه أصاب العديد من مواقع وأجهزة الكيان الصهيوني الحكومية.
ووفقا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية والتي حاولت التخفيف من حدة وتأثير الهجوم الإلكتروني على أجهزة الكيان المحتل، إلا أنها في الوقت ذاته لم تستطع إنكار تعرض مواقع حكومية للهجوم على رأسها مكتب نتنياهو ووزارة التعليم وبعض المواقع الأمنية شديدة الحساسية.
وأكدت الصحيفة العبرية على أن الهجوم طال أيضا منتدى التسعة العسكري وهو من أبرز الدوائر الصهيونية في صناعة القرار على المستويين السياسي والعسكري ، مشيرة إلى أن الهجوم مازال مستمرا ولم ينتهي بعد.
وأكدت القناة "الثانية" الإسرائيلية على أن القرصنة التي تعرضت لها مواقع الحكومة الاسرائيلية هي الأقوى في التاريخ البشري، موضحة أن الكيان الصهيوني لم يشهد عملية اختراق موسعة شبيهه بتلك العملية من قبل.
من جانبها قالت القناة السابعة الإسرائيلية :"إن هجوم "الهاكرز" أصاب العديد من المواقع الحكومية وأن مجموعة "أنونيموس" استطاعت اختراق العديد من المواقع الأمنية، الأمرالذي يزيد من الكوارث المحتمل وقوعها على إثر هذا الهجوم".
وأضافت القناة "السابعة" أن الاحتياطات والحذر الذي اتخذته أجهزة الدولة العبرية لم تنجح في إفشال هذا الهجوم ، مشيرة إلى أنه على الرغم من علم الكيان الصهيوني المسبق بالهجوم إلا أنه فشل وبدون شك في التصدي له.
وتمكن القراصنة من اختراق مواقع مؤسسات إسرائيلية عدة، بما فيها موقع رئيس الوزراء ووزارة التربية والتعليم وموقع الجيش الإسرائيلي وموقع مكتب الإحصاء المركزي.
وتوقف أمس موقع وزارة الخارجية "لوقت قصير قبل أن يستأنف عمله بشكل طبيعي" وفق بيان لوزارة المال التي لم تستبعد حصول "تباطؤ أو انقطاع محدود لبعض المواقع الرسمية".
وأعلن القراصنة أنهم تمكنوا أيضاً من الحصول على أرقام بطاقات الائتمان واختراق حسابات البريد الإلكتروني لآلاف الإسرائيليين.
هجوم مضاد وأعلنت مجموعة من القراصنة الإسرائيليين من جهتها أنها تمكنت من شن هجوم الكتروني مضاد واختراق موقع مجموعة "انونيموس"، التي سبق وأعلنت عزمها شنّ أكبر عملية قرصنة معلوماتية ضد إسرائيل في 7 أبريل الجاري، وأُطلق عليها "أوب إسرائيل" وهدفها محو إسرائيل عن الإنترنت.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن قرابة 19 ألف حساب "فايسبوك" لإسرائيليين، تم اختراقها من قبل قراصنة حول العالم، تابعين لمجموعة "أنونيموس".
وعلى الفور، استخدمت إسرائيل قراصنة للرد من دون جدوى، وان كان قراصنة إسرائيل اسقطوا عدة مواقع إخبارية باكستانية ومواقع إسلامية أخرى.
وقالت صحيفة "معاريف" أن من بين المواقع الحساسة التي استهدفها الهجوم، موقع وزارة الدفاع الإسرائيلية، وجهاز "الموساد" ووزارة التربية والتعليم، وموقع وزارة البيئة، وموقع الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وموقع مكتب الإحصاء، وموقع مكافحة السرطان، وعشرات المواقع السيادية إلى جانب عشرات الآلاف من المواقع الصغيرة، ومئات آلاف الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وان إسرائيل لم تتمكن من إعادة تشغيلها إلا بعد ساعات عدة.
وكشفت "معاريف" عن أن هناك مواقع مصرفية وأخرى حساسة جداً، جرى اختراقها، وأن الجيش الإسرائيلي واستخباراته المختلفة تداعوا لوضع خطة حماية.
وفي وقت لاحق، استنجد الجيش الإسرائيلي بشركات حماية أمنية وطلب منها إخفاء ملفاتها، ولكن من دون جدوى، حيث تسربت معلومات خطيرة وأسماء لعشرات آلاف العاملين في أجهزة الأمن الإسرائيلية وعناوينهم الالكترونية وبياناتهم الذاتية.
وتقدر شركات الحماية السيبرية في إسرائيل أن "الهاكرز" تمكنوا حتى الآن من إسقاط 2700 موقع إسرائيلي بشكل كامل.
ترحيب فلسطيني إلى ذلك، رحبت جهات فلسطينية بهجمات مجموعة "انونيموس"، وأشادت وزارة الداخلية في غزة باختراق المواقع الالكترونية الإسرائيلية وأثنت على هذه الحملة ودورها في محاربة إسرائيل افتراضيا، محذرة من رد فعل إسرائيلي وضرورة أخذ المواطنين الفلسطينيين الحيطة خصوصا المؤسسات العامة والخاصة من أي محاولة إسرائيلية للانتقام بشن حملة مضادة.
ونبهت داخلية "حماس" المواطنين ومتصفحي الانترنت ومستخدمي الحواسيب بضرورة الحذر والتعامل مع هذا الموضوع بجدية كاملة، مضيفة "أننا جزء من منظومة الانترنت الخاص بالاحتلال، لذلك يمكن أن تتعرض بعض مواقع المؤسسات الفلسطينية والحواسيب الشخصية للمواطنين بشكل خاطئ لمثل هذه الهجمات الخارجية".
ومن جانبه قال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، في تصريح، مساء الأحد، "الهجوم الإلكتروني يؤكد من جديد صواب طريق المقاومة والجهاد والنضال لنيل حقوق الشعب الفلسطيني"، مضيفًا أن "المزيد من المقاومة والصمود ستتحطم من خلاله أحلام الاحتلال ويزول كيانهم الهش بإذن الله".
ووجه "الرشق" التحية لكل من شارك في هذا الهجوم الإلكتروني، كما حيَّا المقاومة بكل أسلحتها الإلكترونية والإعلامية وفي مقدمتها العسكرية، والاستشهاد في سبيل الله حتى النصر والتحرير.
كما رحبت حركة الأحرار الفلسطينية بالهجوم الإلكتروني وقالت انه "تعبير واضح على تضامن هؤلاء مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال".
ورحبت حركة الأحرار ب"الهاكرز" ووصفتهم بالجنود الذين يعملون بجانب الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وفق نوع جديد من المقاومة الإلكترونية والقرصنة العالمية، وطالبتهم بالمزيد من هذه الهجمات لشل المواقع الإسرائيلية.