"لا صوت يعلو فوق صوت السياسة" شعار رفعه جميع مسئولى العروض المشاركة فى المهرجان القومى للمسرح، حيث اتخذت من القضايا السياسية التى تشغل بال المصريين فى الوقت الراهن موضوعا لها خاصة العلاقة بين السلطة الحاكمة والمعارضة، وسط انقسام حاد فى المواقف منها وأسلوب معالجتها وطريقة عرضها. ينطبق هذا على جميع العروض المشاركة فى المهرجان سواء فى المسابقة الرسمية أو على الهامش وسواء كانت عروض البيت الفنى للمسرح أو الفرق المستقلة وحتى عروض المسرح الخاص. فمن أبرز عروض مسرح الدولة يشارك عرض"عاشقين ترابك" للمخرج محمد رمضان الشرقاوى وهو يدخل فى إطار الكباريه السياسى، ويناقش الكثير من المشاكل السياسية على الساحة. وكذلك مسرحية "سلقط فى ملقط"، تأليف رأفت الدويرى، وإخراج إيميل شوقى، ويتناول العرض حكاية ”جساس” كبير بلده فى صعيد مصر يتم قتله ويأتى المحقق ليشرف على التحقيق فى الحادث وبسؤال كل أهل البلدة يعترف الجميع بقتله حتى تأتى المفاجأة فى نهاية العرض ليعترف المحقق نفسه بمسئوليته عن قتل جساس. ومسرحية "البيت"، لفرقة الغد للعروض التجريبية، تأليف فريدريكو جارسيا لوركا، وإخراج سعيد سليمان، وهى من روائع المسرح العالمى تدور فى قالب اجتماعى قاسٍ وتحكى عن أم مات زوجها ولم تنجب سوى بنات وقررت أن تعلن عليه الحداد 8 سنوات وفرضت على بناتها سياجا من الانغلاق وقامت بإبعادهن عن الرجال حتى تنتهى فترة الحداد، وتتعلق قلوب الفتيات والأم برجل واحد لا يظهر فى المسرحية ويتصارعن عليه لكن سياسة الأم فى حجب حرية البنات تدفع البنت الصغرى إلى الانتحار، وبعد موتها تكتشف الأسرة براءتها من أى علاقة غير شرعية مع الرجل الذى أحبته جميع نساء البيت. أما على مستوى العروض المستقلة فقد أقيم عرض "عشى ليلى"، لفرقة "سوء تفاهم" من إنتاج آفاق مسرحية لفنانى المسرح الحر، تأليف داريا شتوكر، إخراج محمد مبروك، تدور أحداث العرض حول ليلى الفتاة المراهقة التى يمارس عليها الظلم والقهر المجتمعى، فلا تجد لمعاناتها مهربا سوى اختلاق حياة وأشخاص من نسج خيالها للعيش معهم، يكونون مناسبين لأحلامها فى الحياة لكى تصنع عالمها الخاص بها. وقدم فريق مسرح آداب المنصورة عرض "هاملت"، تأليف وليم شكسبير، إخراج السعيد منسى، العرض عبارة عن محاولة لدمج رائعتى وليم شكسبير "هاملت وماكبث" داخل سياق درامى واحد، مستغلا التشابه فى طموح ماكبث للحكم وكلوديوس عم هاملت للحكم وارتكابهما لجريمة القتل؛ من أجل تحقيق ذلك مع توضيح أن السياق الأساسى للدراما مستمد من هاملت، وتم تطعيمه ببعض المشاهد الملائمة من نص ماكبث لخدمة هذه الفكرة دون إخلال بالبناء الدرامى أو تشتيت ذهن المتلقى. وفى الإطار نفسه قدمت مسرحية "عدو الشعب" للكاتب النرويجى هنريك أبسن وإخراج نورا أمين والتى قامت بإعدادها وإخراجها من خلال فرقتها المسرحية المستقلة "لاموزيكا" إذ تدور أحداثها فى بلدة صغيرة فى النرويج، وفيها تكتشف العلاقات التى تنشأ من تقارب المصالح، وتوجيه العامة لخدمة صراعات السلطة والثروة والإعلام دفعا للتضحية بنبل الأفكار. "عدو الشعب" يقوم ببطولتها فريق موسيقى بقيادة نادر سامى وسالم عسر وتامر عصام وأحمد منتصر، وفريق تمثيلى مكون من طارق الدويرى وأحمد السلكاوى وإبراهيم غريب وعماد الراهب وعماد حسن وسمير فؤاد وأحمد كامل ومصطفى درويش ومحمد أباظة وأحمد جمال والأطفال مجد ويوسف. أما مسرحية "حصريا" فتدخل فى إطار المسرحيات السياسية الكوميدية الساخرة حيث تتناول الأوضاع التى تعيشها مصر وشعبها وقادتها الآن فضلا عن ظاهرة التحرش الجنسى بالمرأة، ولكن الهدف الرئيسى من العرض بعد تناوله لمعظم الأوضاع أنه لابد من التكاتف وعدم الانسحاب واليأس؛ للعبور بمصر إلى وضع أفضل. يؤدى العرض فرقة أكاديمية الفنون بقيادة سامح بسيونى مدير الفرقة ومروان عزب ووليد الفولى ومارتينا عادل ويوسف ممدوح ونورهان أبو سريع ونور طارق وبسام عبد الله، ديكور د. أحمد عبد العزيز وأزياء هبة طنطاوى وإضاءة أبو بكر الشريف ورؤية موسيقية أحمد شرف أشعار أحمد خالد وإخراج المتألق أحمد كشك. بينما تستعرض مسرحية "هى مولد" الصور والسلبيات المجتمعية فى شتى مناحى الحياة كالصحة والسكن والبطالة بجميع أنواعها والتى أدت بشباب مصر إلى القيام بثورته التاريخية فى 25 من يناير2011م . المسرحية من تأليف وسينوغرافيا وإخراج فادى فوكيه، وإنتاج ورشة لتخريج الدفعة الأولى من الدراسات الحرة بأكاديمية الفنون والثقافة التابعة لمطرانية شبرا الخيمة، وتمثيل أيمن سمير، مينا نادر، بولا ألفريد، نعمة عدلى، سهام زكريا، بولس عادل، مريم ناجى، مريم ماهر، يوحنا محروس، جمال المصرى وقد حصلت على جائزة لجنة التحكيم فى مهرجان تطوان الدولى.