منذ توليه رئاسة البلاد، يحرص الدكتور محمد مرسى، على الاهتمام بالقارة السمراء وتعزيز العلاقات الثنائية التى يصفها بالعلاقات الأخوية لقرب المنطقة من مصر جغرافيا وتاريخيا واجتماعيا. وحرص الرئيس المصرى على حضور كل القمم الإفريقية، والتقى على هامشها أغلب قادة إفريقيا، وقدم لهم مصر فى صورتها الجديدة وتوجهاتها التعاونية التقاربية، وهو ما استقبله الأفارقة، حكامًا وشعوبا، بترحيب كبير، مطالبين القيادة المصرية بمزيد من الانفتاح والاستثمار. وبعد الزيارات العديدة التى قام بها مرسى ورئيس حكومته هشام قنديل والتى ركزت أكثر على دول حوض النيل ولقاء رؤساء دول مبادرة "نيباد"، ومنتدى رؤساء دول تجمع "بريكس". زيارة السودان واستمرارا لهذا السياسة الجديدة تجاه القارة الإفريقية، يقوم الرئيس مرسى بأول زيارة له إلى دولة السودان الخميس المقبل حيث يلتقى الرئيس السودانى عمر البشير، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى، بالإضافة إلى بحث مشاركة الشركات المصرية فى عملية التنمية بالسودان ومتابعة تنفيذ برامج واتفاقيات التعاون المختلفة-حسبما ذكر المتحدث باسم الرئاسة عمر عامر. ويرى مراقبون أن هذه المشاركات تساهم بشكل كبير فى فتح آفاق جديدة للتعاون مع إفريقيا ودولها بكل مؤسساتها وخاصة البنوك والشركات المصرية التى تعد هذه الزيارات فرصة لدخولها إلى الأسواق الإفريقية والعودة إلى ممارسة دور مصر الرائد من الناحيتين السياسية والاقتصادية فى إفريقيا بعدما تراجع ذلك الدور إلى حد الاختفاء. وأكدت مجموعة من رؤساء البنوك والشركات أن هناك تعليمات رسمية بالتوجه إلى دول إفريقيا وتحديدا دول حوض النيل لما لذلك من فوائد سياسية واقتصادية وتجارية، ومساهمة بشكل كبير فى التقارب والتعاون مع هذه الدول وهو ما يقطع الطريق على التغلغل الغربى والإسرائيلى فى المنطقة وتطويق مصر حدوديا. وكان البنك الأهلى قد قام بتأسيس فرع له فى السودان برأسمال 50 مليون دولار، بينما عزز بنك القاهرة موقعه فى كمبالا بأوغندا واستمراره بعد رفع رأسماله من25 مليون دولار إلى 75 مليون دولار. صفحة جديدة وتعليقا على هذه الزيارة، قال الدكتور عبد الله الأشعل- مساعد وزير الخارجية الأسبق، والمرشح الرئاسى السابق-: نحيى الرئيس مرسى على نشاطاته الخارجية التى تسعى لوضع مصر فى مكانتها المطلوبة، والتى تنعكس أيضا على الوضع الداخلى. وأضاف الأشعل، فى تصريحات ل"الحرية والعدالة" : بالنسبة لزيارة الرئيس المنتظرة لدولة السودان ستساهم بشكل كبير فى توثيق العلاقة مع الجارة السودانية وستعمل على الإسراع فى تنفيذ عدة مشروعات كبيرة ومنها منفذ "قسطل-حلفا" وتنشيط العلاقات الاقتصادية. وتابع: الزيارة تأتى فى توقيت مهم، وتفتح صفحة جديدة مع السودان، وتؤكد أن علاقة مصر بالسودان مصيرية، وأن مصر منفتحة على الجميع فى إطار السلام الإقليمى. وعن مساهمة الزيارة فى توطيد العلاقات مع القارة الإفريقية، إكد الأشعل: أن هذه الزيارات تعطى فرصة كبيرة لعودة العلاقات إلى سابق عهدها قبل أن تفسدها الأنظمة السابقة لكنها ليست كافية، فمصر تحتاج إلى إستراتيجية جديدة للتعامل مع القارة السمراء، مقترحا أن يكون هناك وزير مختص بالعلاقات مع إفريقيا لبحث سبل التعاون أكثر.