* "الخرطوم" تفتح ذراعيها للاستثمارات المصرية دون شروط * الحفاظ على أمننا القومى يبدأ من القارة السمراء * استعادة دورنا الطبيعى فى إفريقيا يوقف التوغل الإسرائيلى أكدت دينا زكريا، عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة وعضو الوفد الذى ترأسه د. محمد سعد الكتاتنى -رئيس الحزب- فى زيارته الأخيرة للسودان، على أن هذه الزيارة تفتح الباب أمام استثمارات جديدة وكبيرة بين البلدين، مشيرة إلى أنهم وجدوا تفاعلا كبيرا من الجانب السودانى ورغبة حقيقية فى الاستثمار المصرى بها. وقالت زكريا -فى حوارها ل"الحرية والعدالة"-: إن القيادة السودانية تسخّر كل إمكانياتها للاستثمار المصرى وتفتح ذراعيها للمصريين دون شروط، مشددة على أن البروتوكول الذى تم توقيعه سيكون بداية لسلسلة من المشروعات والاستثمارات التى ستعود بالنفع على البلدين. وأكدت أهمية أن يكون لمصر امتداد داخل القارة الإفريقية، لوقف التمدد الإسرائيلى ووقف تهديد الأمن القومى المصرى فى عمق القارة السمراء.. وإلى نص الحوار: بداية.. هل كانت الزيارة مبادرة من حزب الحرية والعدالة، أم أنها جاءت بدعوة من حزب المؤتمر السودانى؟ حزب المؤتمر تواصل مع الحرية والعدالة منذ فترة طويلة، وكانت لديه رغبة فى زيارة مصرية للسودان لتعزيز العلاقات المشتركة وزيادة التفاعل والتنسيق على جميع الأصعدة، كما أنهم وجهوا دعوة مباشرة إلى الرئيس محمد مرسى لزيارة السودان. وجاءت الاستجابة الآن من حزب الحرية والعدالة ورئيسه د. محمد سعد الكتاتنى، على الرغم من كل ما تمر به البلاد من أزمات، وهو ما وضحناه لقيادات الدولة بالسودان، أن تأخير الحزب ليس منه، وإنما لما تمر به البلاد من أزمات، خاصة أننا على قناعة أن مصر مع السودان يمثلان ببوابة لإفريقيا تستطيع إقامة مشروعات مشتركة ضخمة تخدم البلدين، وتخدم القارة كلها. ولكن د. الكتاتنى أعلن أن الرئيس سيزور السودان فى إبريل المقبل؟ نعم، فالأشقاء فى السودان طلبوا من الرئيس مرسى زيارتهم منذ فترة طويلة، ود. الكتاتنى شرح لهم أسباب تأخر الرئيس، ووعدهم أن الزيارة سيتم الترتيب لها الشهر المقبل، مؤكدا رغبة الرئيس مرسى أيضا فى زيارة السودان. هل الحزب أولى الزيارة أهمية خاصة؟ بالفعل، فقد ترأس وفد الحزب د. سعد الكتاتنى -رئيس الحزب- ود. عمرو دراج -عضو المكتب التنفيذى ورئيس لجنة العلاقات الخارجية- ووليد الحداد -منسق اللجنة- وسامى عطية -أحد المسئولين عن ملف التعاون الدولى- وفاطمة الزمر -أمينة المرأة بالجيزة- بالإضافة إلى شخصى كعضوة فى لجنة العلاقات الخارجية. وماذا عن صدى الزيارة لدى رموز الدولة بالسودان؟ جاء استقبالهم لنا استقبال رؤساء، وجدنا حبا كبيرا من كل قيادى قابلناه، ولم نشعر أننا فى بلد غريبة، وجدنا فيهم تقديرا كبيرا لحزب الحرية والعدالة ودوره بعد الثورة، ووجدنا منهم اهتماما بالتعاون المشترك والمطلق فى كل المجالات. كما أنهم أبدوا قبولا لأى شىء نتوصل إليه، ولم نجد منهم أى اعتراض، وكان ما يهمهم هو أن نضع أيدينا فى أيديهم، كونهم مؤمنين ومقتنعين أن مصر فى قوتها تجعل السودان قوية. كما أننا قابلنا الرئيس عمر البشير ونائبه، والمسئولين فى الحكومة والحزب الحاكم بالسودان، فى اللجان المختلفة، ووجدنا احتفاء رسميا وإعلاميا كبيرا. هل كانت الدعوة للحرية والعدالة باعتباره الحزب الحاكم فى مصر؟ بالعكس، فهم قدموا هذه الدعوة لحزبى الوفد نظرا لتاريخه الكبير فى الحياة المصرية، والبناء والتنمية الذى يمثل أحد أجنحة الأحزاب الإسلامية فى مصر، ووجدوا منهم أيضا تفاعلا فى التعاون المشترك. فالأشقاء السودانيون معنيون بالتعاون مع الأحزاب المصرية ويريدون التواصل معهم، مما دفعهم إلى تدشين فكرة مؤتمر الأحزاب؛ حيث يتم دعوة عدد من الأحزاب فى دول إفريقية مختلفة، وتم الاتفاق مع 92 حزبا، ومن المقرر أن يكون المؤتمر فى نهاية إبريل المقبل. ولماذا مصر بالذات؟ السودانيون يرون أن آية من آيات الله حدثت لهم، ففى الوقت الذى كانت جنوب السودان تنفصل عنهم، قامت الثورة فى مصر، وعدوا هذا أكبر دليل على أن السودان لن تضيع، وأن التقسيم سيكون فى صالح السودان والمنطقة، وليس فى صالح العدو الإسرائيلى. زيارة للكتاتنى بالسودان وأخرى لهشام قنديل بالجنوب، هل هى مصادفة أم بترتيب مسبق؟ أذكر لك أمرا ثالثا، أن وزير البترول والتعدين السودانى كان يستقبل فى نفس اليوم نظيريه المصرى والليبى، للاتفاق على أمور تخص استخراج الذهب فى الدول الثلاثة المتجاورة. لا أستطيع أن أقول إنها مصادفة، بقدر ما هى ذكاء شديد من حزب المؤتمر الوطنى، فبقيت مصر تهتم بالسودان كلها دون تحيز للشمال أو الجنوب، وإنما إثبات رغبة مصرية حقيقية فى التعاون مع الجميع، خاصة أن السودان لديها من الموارد الكثير التى من الممكن أن تستثمرها مع الجانب المصرى. ما أهم بنود بروتوكول التعاون الذى تم توقيعه والذى وصفه د. الكتاتنى أنه على الأصعدة كافة؟ البروتوكول بالفعل كان على مستوى الحزبين فى الأصعدة كافة، ولكن تم التركيز على ما يتعلق بالشباب والطلاب والمرأة، بالتعاون بين الحزبين لتفعيل العلاقات فى هذه المجالات، عن طريق تبادل الزيارات والمؤتمرات، من أجل إيجاد نوع من التفاعل على الأرض فى البذرة التى تعد الأمل والمستقبل، كما تضمن البروتوكول تفعيل كل الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة بين البلدين، وتذليل العقبات أمام تنفيذها. وهل تم الاتفاق على مواعيد أو خريطة للتواصل خلال الفترة المقبلة؟ الزيارة كانت خطوة البداية، وستتبعها خطوات قادمة، وجار التواصل، ومتوقعة أن تكون هناك زيارات قريبة بين الطرفين، خاصة أن الجانب السودانى يمتاز أنه يجيد العلاقات الخارجية والتبادل مع باقى الدول. ولكن قيل إن هذا التوافق تم لما يحمله الحزبان من مرجعية مشتركة؟ هذا سبب من الأسباب، فالمرجعيات المتشابهة والبرامج القريبة يسهل مثل هذه البرتوكولات، وتهدم العقبات والحساسيات، ولكن هذا ليس السبب الرئيسى، خاصة أن حزب المؤتمر تواصل مع أحزاب تخالفه فى المرجعية كالوفد أو البناء والتنمية. وما أهم المشروعات التى تم عرضها على الحزب لإقامتها فى السودان؟ عرضوا علينا مشروع زراعة مليون وربع فدان، دون أى مقابل، ودون رسوم للمياه أو الكهرباء أو أى مرافق أخرى، وهذا رائع؛ حيث إن السودانيين يشترطون على أى مستثمر شراكة تجعلهم يتحكمون فى أكثر من 50% للسودانيين، ولكن مع مصر لا يضعون شروطا. هل السودان بوابة للعبور إلى العمق الإفريقى؟ بالتأكيد، وهذا هو نهج حزب الحرية والعدالة منذ تأسيس لجنة العلاقات الخارجية على يد د. عصام الحداد، فقد كنا نلتقى مسئولين وسفراء من دول إفريقيا، بوصفه أحد أهم الملفات المهمة والأبعاد الإستراتيجية الواجب التركيز عليها. وأذكر أنه فى بعض الأوقات كان التحرير مفعما بالمشاكل، والخلافات السياسية محتدمة بين القوى والأحزاب، ولكن د. الحداد دأب على فتح الملف الإفريقى وبحث كيفية التواصل مع الدول المختلفة، وعلى رأسهم السودان وجنوب إفريقيا. هذا يعنى أن الحرية والعدالة يهدف إلى زيادة تفعيل الدور المصرى فى إفريقيا؟ نعم، فالامتداد الطبيعى للحرية والعدالة يكون لإفريقيا، مع مراعاة الوطن العربى وآسيا والدول الإسلامية، حتى لا نكون تحت رحمة أحد، خاصة أن كثيرا من الدول تسعى للاستثمار فى إفريقيا. كما أننا نهدف بهذا الامتداد إلى وقف التمدد الإسرائيلى داخل إفريقيا، لأننا لن نسمح أن تكون إفريقيا مرتعا لإسرائيل، بما يهدد الأمن القومى المصرى، ووجدنا من السودان وجنوب إفريقيا ترحيبا بهذا الامتداد، من أجل المشروعات المنتظرة والاستثمارات المتوقعة. وماذا عن باقى دول حوض النيل؟ نتوقع تواصلا كبيرا مع كل الأحزاب والحكومات فى إفريقيا، ونتوقع تواصلا يكون له مردود جيد على مصر ودول إفريقيا، يبدأ هذا التواصل مع مؤتمر الأحزاب فى إبريل المقبل بالخرطوم. كما نهدف إلى التعاون مع تركيا التى بدأت بالفعل الاستثمار فى دول جنوب إفريقيا، وفطنت للعمق الإفريقى منذ مدة. وهل هناك تعاون قريب مع دول شمال إفريقيا؟ التعاون بين مصر والسودان وليبيا وتونس والمغرب والجزائر يفتح الباب أمام عمق كبير فى إفريقيا، ومأمول الكشف عن تعاون مثمر خلال الفترة القادمة مع هذه البلدان.