توقع الرئيس محمد مرسى فى لقائه مع الجالية المصرية فى قطر أن جراب الحاوى الذى تواجهه مصر حاليا لا يخلو من الأعاجيب، فتارة يخرج لنا حمامة وتارة يخرج الثعبان. ثعبان الحاوى ظهر فى غير موضع، خصوصا فى المقطم؛ حيث حمل البلطجية ومعهم بعض الحواة الحقيقيين ثعابين سامة ليهددوا بها الإخوان عند مقر مكتب الإرشاد، صحيح أن ثعبان الحواة لم يجد نفعا، لكن ما حدث يؤكد أن المعارضة المصرية بدأت تسلك طريقا مختلفا عما هو متعارف عليه فى السياسة. أعجوبة أخرى قرأت عنها فى موقع "اليوم السابع"، وهى نبوءة عرافة مصرية؛ إذ تعتقد السيدة -التى لا أشك أن جبهة الإنقاذ استخدمتها ضمن أدواتها الغريبة فى الحرب على الرئيس- خبيرة الفنجان أن جمال مبارك سيتسلم السلطة، وأن شخصية سياسية كبيرة سيتم اغتيالها فى مصر. بعدها بأيام وبعد القمة العربية فى الدوحة نشرت جريدة "الشروق" القطرية خبرا عن محاولة اغتيال مرسى فى قطر، وساعتها أدركت سر هروب البرادعى وحمدين وحمزاوى وممدوح حمزة، فربما يكون الأمر مدبرا بالفعل، حيث يتم اغتيال الرئيس وكلهم فى مأمن من العقاب. ما علينا.. الأعمار بيد الله، بالأمس قررت استئناف القاهرة عودة عبد المجيد الذى عين رسميا رئيس محكمة باستئناف القاهرة بعد إنهاء عمله كنائب عام؛ عملا بالإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس وحصّن به قراراته، ما يعنى أن المحكمة ليس من حقها النظر فى أمر رئاسى محصن، ولكن ماذا تقول؟! قضاؤنا شامخ! إذن، جراب الحواة به الكثير من اغتيالات إلى شغب إلى تمرد إلى أحكام قضائية.. فى أمور لا حكم للقضاء فيها، ومن ثم على الجميع أن يعلم أن المرحلة الانتقالية لم تنته بعد، وأن البعض فى الداخل والخارج لا يزال مصرا على مواصلة تمرده على السلطة المنتخبة والمؤيدة بأغلبية الشعب حين صوت على الدستور الجديد بكل مواده. لا أتصور أن حكم محكمة الاستئناف سيكون له أثر على أرض الواقع؛ لأنه -وكما أسلفت- غير ذى جدوى فى ظل حصانة قرارات الرئيس فى الإعلان الدستورى المشار إليه، ولكن أثره الوحيد سيظهر فى المصاطب الإعلامية التى تنعقد كلَّ ليلة من الثامنة مساء وحتى مطلع الفجر. بين قوسين (رحِم الله الدكتور عاطف البنا، فقد كان رجل قانون فى وقت كان الصبية -ولا يزالون- يعبثون بالقانون، وكان شامخا فى وقت انحنت فيه جِباه لغير الله، وكان قويا على الرغم من ضعف صحته، رحمه الله رحمةً واسعةً).