"مبروك" للناجحين فى انتخابات نقابة الصحفيين نقيبا وأعضاء، وأتمنى أن يكونوا على قدر المسئولية ولا يلبسون النقابة فى حائط السياسة، وينسون أنهم منتخبون لخدمة الصحفيين ومطالبهم المهنية، ولى الملاحظات التالية: 1- أنها المرة الأولى فى انتخابات النقابة التى نرى فيها تطاولا على نقيب الصحفيين (ممدوح الولى) والاعتداء عليه من جانب صحفيين (أصحاب أقلام) وبلطجية من خارج النقابة دون أن نسمع عن التحقيق معهم، ما قد يدخل النقابة فى دائرة العنف ويدفع أى صحفى معارض للمشاجرة مع النقيب الجديد أو مجلس النقابة طالما ارتضينا العنف وتخلينا عن أقلامنا. 2- أن انتخابات النقابة الأخيرة لم ينافس فيها التيار الإسلامى، وكانت المنافسة بشكل أساسى بين مرشحين من التيار الناصرى واليسارى من أعضاء المجلس السابق مقابل صحفيين جدد من تيار الخدمات يشاركون لأول مرة، وفاز فيها الصحفيون أصحاب الخبرة فى الانتخابات من الناصريين واليساريين وسقط صحفيو الخدمات.. فهل يعنى هذا أن النقابة مقبلة على مرحلة "تسييس" وصراع سياسى، والبقاء لله فى الخدمات التى تقدم للصحفيين؟ أم سنشهد صحوة جديدة؟! 3- الزميل النقيب ضياء رشوان كان سياسيا منصفا للتيار الإسلامى قبل الثورة رغم انتمائه لحزب التجمع اليسارى سابقا، واستعان به نواب الإخوان بعد فوزهم عام 2005 –مع كاتب هذه السطور باعتبارنا دارسين للعلوم السياسية– لتقديم خبراته السياسية للنواب الجدد، ولكنه انقلب على الإخوان بعد فوز الرئيس محمد مرسى، بل وألمح إلى أن الفائز بالانتخابات هو أحمد شفيق لا مرسى، كما سمح لأنصاره بالهتاف (يسقط حكم المرشد) بعد فوزه.. فهل يعنى هذا أنه سيدخل بالنقابة فى صراع مع الرئاسة؟ أم سيركز على المهنية ومشاكل الصحفيين؟! 4- بعض المصرين على "تسييس" انتخابات النقابة انتهزوها فرصة للزعم أن النتائج تؤكد خسارة التيار الإسلامى (بعدما زعموا أن هناك قائمة سرية للإخوان أو مدعومة منهم) ليسوقوا لأنفسهم أن هذه دلالة على تقهقر التيار الإسلامى.. ولكنهم لم يقولوا لنا: ماذا يعنى فوز قوائم طلاب الإخوان ب52% على مستوى الجامعات المصرية، وخسارة التيار الناصرى وجبهة الإنقاذ! 5- قبل الانتخابات تورط النقيب الجديد وبعض أعضاء المجلس الفائزين فى تصريحات مدافعة عن الصحفيين "الإعلانجية" الذين يخالفون قانون النقابة ويعملون فى الإعلانات، بعدما أعلن جهاز الكسب غير المشروع إحالة 602 من الصحفيين للتحقيق وسجن اثنين بالفعل لتورطهم فى "كسب غير مشروع" من الإعلانات.. فهل سيستمر مجلس النقابة الجديد –بغالبيته اليسارية– فى الدفاع عن "الإعلانجية" ويخالف قانون النقابة؟ أم ينتصر للقانون وينظف النقابة من هؤلاء الذين حولوا القلم إلى سلعة تباع وتشترى؟! 6- فى ظل المجلس القديم شاهدنا النقابة تُختطف لصالح جبهة الإنقاذ المعارضة، وتصدر باسمنا بيانات، وتخرج مظاهرات تهتف ضد التيار الإسلامى، وتعلق شتائم وبذاءات داخل النقابة لمعارضى الإنقاذ، دون أن ينتبه أحد إلى أن هذا مخالف لقواعد المهنة والاختلاف الودى وطبيعة الصحفيين أنفسهم التى تميزهم عن غيرهم، لكونهم حملة أقلام يعبرون عن أنفسهم بالقلم لا بالعنف والسباب.. فهل سيستمر هذا النهج بعد فوز الأفراد أنفسهم أم سنشهد تصحيحا للمواقف المتشنجة؟! 7- لأول مرة منذ سنوات يصبح هناك نقيب ومجلس نقابة متجانس فكريا، وهو ما لا يجعل لهم عذرا فى حل مشاكل الصحفيين العالقة، وعلى رأسها مشكلة صحفيى جريدة الشعب الذين بدءوا يخرجون إلى المعاش دون أن يكون لهم معاش أو عمل(!)، بخلاف الصحف المغلقة وتحكم بعض رجال الأعمال فى صحفيى جرائدهم والتنكيل بهم. 8- من المفارقات أن النسبة التى فاز بها النقيب (52%) هى النسبة نفسها التى فاز بها الرئيس محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، وهى تتضاءل إلى 19% فقط من أصوات الصحفيين ال6600 أعضاء الجمعية العمومية (باعتبار من شاركوا أقل من ألفين فقط)، ومع أن كثيرين تندروا على فيس بوك وقالوا: إن "رشوان" لم يفز بأصوات كل الصحفيين وطالب بعضهم بإعادة الانتخابات؛ لأن رشوان وأعضاء المجلس فازوا "بأغلبية قليلة مقابل أقلية كثيرة" كما كان يقول حمدين صباحى، إلا أن هذا لم يكن اعتراضا بقدر ما هو رسالة ساخرة للنقيب رشوان وأعضاء المجلس الجديد كى يتذكروا أن هذه هى الديمقراطية وهذه هى نتيجة المشاركة الديمقراطية (لا رفع الكراسى على النقيب السابق وإهانته)، وهو ما يجعل الجميع يرحب بنتائج الانتخابات أيا كانت ويهنئ الزملاء الفائزين.. فهذه فى النهاية هى إرادة الصحفيين الذين شاركوا ولا عزاء لمن لم يشارك ومبروك للجميع.