حكمت المحكمة واهتاج جمهور الأهلى فرحا بإنصاف العدالة للشهداء، ولكن فجأة ودون مقدمات وجدنا الألتراس أو بعضا ممن يرفعون راياته يتوجهون إلى مقر اتحاد الكرة المصرى ونادى الشرطة؛ ليضرموا فيهما النيران فى الوقت نفسه الذى كان ألتراس بورسعيدى يعزل بور فؤاد عن بورسعيد، معلنين عزمهم التوجه إلى قناة السويس.. ماذا تسمى هذا؟ تعبير عن الرأى؟ الإجابة خاطئة، وبكل صراحة ودون تردد هذه بلطجة وقلة أدب وخروج على القانون، وعلى الجميع إدانته بكل وضوح وصراحة، ولا يستخدم كلمة "ولكن" لأنها تبطل كل شىء. "ولكن" هى التى تعطى المبررات للبلطجية لكى يحرقوا ويدمروا، وهى التى تجعل ممن يقطع الطريق ويشعل النيران ثائرا يجب أن يعامَل على أنه فوق القانون، وممنوع لمسه أو الاقتراب والتصوير. "ولكن" جعلت من مجموعة من الخارجين على القانون أبطالا يجب حمايتهم وحراستهم وعدم إدانتهم، بل تتم إدانة السلطة والداخلية بوصفها قوة احتلال يجب مواجهتها ومقاومتها!! "ولكن" هى التى جعلت النادى الأهلى لا يدين ولو بكلمة ألتراس أهلاوى على حرقه مقر اتحاد الكرة، ولا مقر نادى الشرطة، ولا تهديدهم بحرق برج القاهرة، وكأنّ ألتراس أهلاوى فوق القانون وفوق المساءلة، وكأن الأهلى كإدارة غير راضٍ عن الأحكام، فأطلق العنان للألتراس أو بعض الخارجين عليه لكى يعيث فى الأرض فسادا! ماذا سيكسب الأهلى بتصرفاته الحمقاء تلك؟ لماذا لا يتبرأ من هذه الأفعال الشائنة؟ وهل يعتقد القائمون على أمر النادى أن مثل هذا الصمت سينجيهم من المساءلة الأخلاقية قبل القانونية؟ وهل جمع الملايين هدف؟ أم الأخلاق هى الهدف والغاية؟ صمت الأهلى على أفعال الألتراس أو من ينسبون إليه شبيه بصمت صباحى على أفعال بعض المنتسبين للتيار الشعبى، وصمت البرادعى على أعمال مَن يدعون أنهم من حزب الدستور الذين ملئوا الحوائط بعبارات حقيرة ووضيعة، وهذا أقل وصف يمكن أن أكتبه. ثم كلمة فى أُذن الجميع فى ألتراس أهلاوى وألتراس مصراوى، هل تعتقدون أن هذه رياضة؟ هل هذه أخلاق؟ إذا كنتم تعترضون على قضاة المحاكم فماذا ستفعلون بحكام الملاعب؟ هل ستحرقون الملاعب والحكام إذا ما هزم فريقك؟ هل هذه رياضة؟ هل أنتم حقا رياضيون؟ لقد علمتنا الرياضة أن هناك غالبا ومغلوبا.. وأنتم ترفضون حكم القانون؛ حيث لا غالب ولا مغلوب.. فماذا نقول لكم!