قام الكاتب الصحفى محمد عبد القدوس بتكريم المخرج المسرحى خالد جلال خلال صالون إحسان عبد القدوس الشهرى، الذى أقيم بنقابة الصحفيين مؤخرا، وقدم عبد القدوس شهادة تقدير لجلال؛ تقديرا لما يقدمه من فن هادف. وذكر الكاتب محمد عبد القدوس 3 صفات فى المخرج خالد جلال تحتاج إليها مصر فى الوقت الراهن؛ الأولى: إنه فنان محترم، فالفن هبة من الله، فجلال يصنع الفن بشكل مركز دون الظهور كثيرا فى الفضائيات، بالإضافة إلى أنه شخص محترم، ويفعل كما فعلت جدتى روزاليوسف، التى كانت تعمل بالفن المحترم وتركت المسرح لتقيم مجلة لتحارب فكرة الجمهور عايز كده. والثانية: إنه ملك لمصر كلها، فهو ليس منحازا لفئة أو تيار، فهو يتكلم فى السياسة من خلال الفن، ومن خلال عمله، وليس من خلال الخطب، فهو فوق كل الخلافات السياسية. والثالثة: إنه صاحب مدرسة خاصة به. وشكر خالد جلال الأستاذ محمد عبد القدوس على هذا التكريم، وأعاد جلال الفضل لما هو فيه لوالده الذى علمه فكرة الاطلاع والقراءة فى فترة كان الجو العام السائد فيها هو قراءة الأدب، وأضاف أن السبب الحقيقى الذى أجج موهبته الفنية هو عمله فى المسرح الجامعى، الذى يعود له الفضل على الغالبية الكبرى من النجوم الآن، فقد تعرف على كبار أساتذة المسرح من خلاله التى كانت إدارة الجامعة تكلفهم بإخراج مسرحيات للطلبة، فنتعلم منهم الكثير، أمثال الأستاذ سعد أردش، وفهمى الخولى، وكرم مطاوع، بعكس الآن، فالطلبة يخرجون لبعضهم دون توجيه جيد. وأضاف: بعد تخرجى فى الجامعة أنشأت فرقة مستقلة اسمها "لقاء"، ثم التحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية لأتعلم على يد أساتذة عظام، وكنت متفوقا دائما فى المعهد، وبعد تخرجى تقدمت لنيل جائزة الدولة للإبداع الفنى، وحصلت على جائزتها التى كانت عبارة عن السفر لمدة عامين إلى الأكاديمية المصرية للفنون بروما، وبالفعل سافرت عام 1996 لأحتك بالفنانين الأوروبيين، وعندما عدت عام 1998 توليت إدارة مسرح الشباب لأكون أصغر مدير مسرح يتولى إدارة مؤسسة مسرحية. وذكر جلال عن تجربته مع مسرح الشباب، قائلا: لم تكن لنا دار عرض مخصصة للفرقة، ولا قاعات للتدريب، بل كانت إدارة دون إمكانات، ولكن تمكنا من تكوين فريق عمل للموهوبين، واستخدمنا المسارح فى الوقت الذى لا تستغله فيه الفرق التابع لها لتنفجر الطاقات الشابة فى عروض قوامها الممثلون الشباب. وتابع جلال مسيرته الفنية لتكون محطته التالية هى إنشاء مركز الإبداع بالأوبرا عام 2002، وهو لتدريب الممثلين على أولويات العمل الفنى، بالإضافة إلى مادة السلوكيات والإتيكيت، ووصف جلال نفسه بالمحظوظ لخلو مركز الإبداع من البيروقراطية التى فى الكثير من الأماكن التى فشلت بسبب الموظفين الذين أصبحوا عالة، ويجب إعادة توظيفهم، واستشهد جلال بواقعة رفضه أن يتولى إدارة البيت الفنى للمسرح، فهذا الكيان لن يساعده فى تحقيق ما يريد، وفضل أن يظل رئيسا لمركز الإبداع. ويضع جلال روشتة للعودة للريادة المسرحية فى عودة مسرح الجامعة، قائلا: منذ منتصف التسعينيات وحتى الآن بدأ الانهيار فى المسرح الجامعى، فهو بلا إدارة أو منهج عمل، والعلاج يجب أن يبدأ من المسرح المدرسى، فهناك حالة من السطحية بين أبنائنا، الذين لا يجدون الاهتمام الكافى بتدريس وتعليم الفنون منذ الصغر. وأكد الدكتور مصطفى سليم -أستاذ الدراما بالمعهد العالى للفنون المسرحية- أن خالد جلال صاحب خيال مرن ويعتمد على التلقائية، ولديه القدرة على التواصل مع كافة أطياف البشر، وذكر سليم أن أول مبلغ مالى حصل عليه من الفن كان مبلغا رمزيا من عمل مع المخرج خالد جلال فى الجامعة، مضيفا أنهم لم يتناقشوا أبدا فى الأمور المادية. وقال الأب بطرس دانيال -رئيس المركز الكاثوليكى للسينما-: إن مهنة الفن مهمة للجميع، خاصة الفن الهادف الخلّاق المبدع، فالفن له تأثير كبير، ونتمنى أن يدعم المسجد والكنيسة الفن النظيف.