حاولت وسائل الإعلام افتعال أزمة بين حزبى النور والحرية والعدالة خلال الأيام الماضية بعد سجال بين مؤسسة الرئاسة والدكتور خالد علم الدين، مستشار الرئيس لشئون البيئة، وتحول الأمر من شأن خاص بإدارة مؤسسة الرئاسة إلى اشتباك بين حزبين افتعلته وسائل الإعلام وحاولت تضخيمه وتصويره وكأنه معركة. هل كان لهذه الأزمة تأثير على أرض الواقع على شباب الحزبين؟ رغم غضب عفاف رشاد -عضو بحزب النور- نتيجة استبعاد الدكتور خالد علم الدين؛ لكنها تتفهم أن استبعاده يتعلق بأمر سياسى، وتقول: "لا أرضى أن يكون استبعاد الدكتور خالد بسبب موقف سياسى، ولكن بعيدا عن الموقف السياسى شباب الأحزاب فى الشارع لم يتأثروا بما حدث كثيرا؛ لأنهم جيران وأصدقاء وزملاء فى العمل". وتضيف: لا أريد أن تنال هذه الخلافات من العلاقة الطيبة بين شباب الإخوان والنور؛ لأننا فى حاجة إلى الاتحاد أكثر من الخلاف، محذرة من أن يتصيد كل منهما أخطاء الآخر. وأكدت أن حزب الحرية والعدالة يجتهد ليتواصل مع كل الأحزاب لكن ينبغى عليه أن يقدم تنازلات. وترى سامية سلطان -عضو بحزب الحرية والعدالة- أن ما حدث مؤخرا لم يؤثر على شباب الحزب؛ لأنهم على قناعة أن للرئيس صلاحيات يتعامل فى إطارها، وما حدث ليس له علاقة بالانتماء الحزبى. ويؤكد شقيقها سامى سلطان -الذى ينتمى إلى حزب النور- أن إقالة الدكتور خالد كان لها تأثير واضح على شباب الحزب، مطالبا بضرورة تجاوز هذا الخلاف من أجل مصلحة مصر. وقال: من المفترض ألا يكون هناك خلاف بين أحزاب التيار الإسلامى حتى لا نعطى فرصة للمؤامرات الخارجية والداخلية. بينما نبيل لاشين -أمين حزب الحرية والعدالة بجنوب الجيزة- رغم علمه بحالة عدم الرضا داخل حزب النور قبل الأزمة، بسبب بعض ممارسات الحكومة، سواء من أعضاء النور أو الحرية والعدالة أو أى حزب آخر. وأعرب عن اعتقاده بزوال الأزمة بعد إطلاع الدكتور محمد عبد المقصود على الموقف وتفهمه لما حدث قائلا: "العلاقة بين شباب الحزبين جيدة ومتميزة؛ حيث نشارك فى حوارات مفتوحة، ففى المخيم الأخير للحزب فى 6 أكتوبر تم التواصل من خلال ورش العمل مع المواطنين والأحزاب، ومن خلال إجراء استبيانات لمعرفة آراء الناس عن الحزب وتقييمهم لأدائه، فضلاً عن ترسيخ مبدأ أدبيات الحوار، بالإضافة إلى اقتراح فكرة ائتلاف للجان شعبية وترتيب صالون ثقافى يجمع مختلف الأحزاب من أجل الحوار والتواصل، ولكن الإعلام يحاول أن يبرز الأزمة بشكل واضح". الحوار المستمر وقال على خفاجى -أمين الشباب بحزب الحرية والعدالة بالجيزة-: "إننا بوصفنا شبابا داخل الحزب أدركنا أن الأمر يخص الرئيس وأحد مستشاريه، وليس هناك مشكلة مع حزب النور، فقد تحالفنا معه فى الانتخابات البرلمانية وانتخابات الرئاسة والاستفتاء على الدستور، والآن ليس لدينا أى مشكلة فى أن نتواصل معهم". ووصف الدكتور طلعت مرزوق -رئيس اللجنة القانونية وعضو الهيئة العليا لحزب النور-: ما حدث إثر إقالة الدكتور خالد علم الدين بأنه مجرد سحابة صيف، مؤكدا أن العلاقات بين الحزبين ستعود أقوى مما كانت عليه، وقال: كانت هناك مشكلة بالفعل، لكن حاول البعض تداركها، مطالبا القيادات بالعمل على إزالة هذه الخلافات.