أكد د. علي جمعة مفتي الجمهورية، أنه في ظل التحديات الكبرى التي تحيط بنا في مصر، فقد آن الأوان أن نصطف جميعا صفا واحدا من أجل مصر قوية مستقرة، وشدد في بيان وزعته الإفتاء المصرية اليوم مواكبة مع نشر وكالة روتيز مقالا للمفتي حول الأوضاع في مصر، أن الخلافات ستستمر بين كافة الأطياف السياسية كنتيجة طبيعية للديمقراطية التي نشهدها، وطالب الجميع بإعلاء مصلحة البلاد والعباد. وأوضح المفتي الجمهورية أن الاستقرار السياسي وتحقيق الأمن من شأنه أن يعود على البلاد بنمو اقتصادي وتنمية شاملة في شتى القطاعات . وفيما يتعلق بالمؤسسة الدينية الإسلامية أكد مفتي الجمهورية أن الفترة الماضية شهدت تعزيزا لدور الأزهر الوطني في المشهد المصري بقيادة الإمام الأكبر، وأصبح الأزهر مظلة تجمع كافة الأطياف تحت رايته الوسيعة، وأشار فضيلته إلى أن من أبرز النتائج المحورية لمرحلة ما بعد الثورة هو استعادة هيئة كبار العلماء ككيان مكتمل الأركان له لائحته الداخلية المنظمة لأعماله مما سيمكنها من توسيع دورها ليس فقط في مصر وحدها بل في العالم كافة، مضيفا أن جميع أعضاء هيئة كبار العلماء وعلى رأسهم الإمام الأكبر عازمون على تحويل الهيئة إلى مؤسسة ذات ثقل عالمي . وكشف جمعة أن الأزهر اتخذ خطوات ملموسة لإطلاق قناة فضائية تتحدث بلسان الدين الحنيف، وتنشر الرسالة الحقيقية للإسلام، وتضبط إيقاع الخطاب الديني الذي يواجه شيئا من الانفلات . وأكد أن مشيخة الطرق الصوفية ركن مهم من أركان المؤسسة الدينية في مصر بحكم التاريخ والواقع، وسوف يكتمل دورها المحوري في الحياة الدينية بمصر عن قريب، من خلال منظومة من التطوير تعكف قياداتها على تفعيلها الآن . وأوضح المفتي أن عملية انتخاب مفتي الديار المصرية التي تمت من خلال هيئة كبار العلماء بطريقة مهنية نزيهة تعد بحق علامة فارقة فى تاريخ المؤسسة الدينية. ووجه الدكتور علي جمعة رسالة إلى الدكتور شوقي عبد الكريم علام مفتي الجمهورية الجديد بمناسبة توليه المنصب خلفا له، وقال: "أود أن أغتنم هذه الفرصة لتهنئة أخي الأستاذ الدكتور شوقي عبد الكريم مفتي مصر المقبل، وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في أداء هذا الدور المهم والأساسي في الحياة اليومية والدينية لتوجيه الملايين وإرشادهم إلى صحيح الدين في مصر والعالم".