فى حال السيولة الإعلامية الحالية لا تصدق أى شىء يقال، وأرجوك اسمع الكلام من هنا وفوته من هنا لو بتحب تسمع، أما إن كنت تفضل عدم السماع وهذا ما أفضله فعليا فعليك أن تضع ودن من طين وودن من عجين. الشائعة لم تعد تنطلق من الشارع كما كان أيام زمان، الإشاعات أصبحت جزءا من الحرب الإعلامية النفسية ضد الرئيس وكل من يعمل معه. آخر تلك الشائعات هو خطبة بنت رئيس الوزراء ذات الأربعة عشر ربيعا لابن الرئيس ذى السبعة عشر ربيعا، هكذا ببساطة، وللتأكيد تنشر صورة للرئيس وهو يمر على طاولات المعازيم، تبين فيما بعد أنها طاولات يجلس عليها الأخوة مصابى الثورة فى لقائهم معهم. ماذا فعلت الصحيفة المجرمة، قامت بتغطية البانر الذى يبين طبيعة اللقاء ووضعت عليه لصقة وقالت للناس "زواج ابن الرئيس من بنت رئيس الوزراء.. والدليل أهه". ولمزيد من التأكيد، فإن أسرة العريس وأسرة العروسة ومجموعة من الحبايب سافروا إلى منتجع "طابا" لقضاء شهر الإشاعة!! فى الخلاء وبعيدا عن أعين الحساد. فجأة خرجت كل القنوات "اللى بالى بالك" تنشر الخبر، وتطلب تعليق المعلقين، ناهيك عن مقدمى البرامج الذين لا تعييهم الحيلة فى التعامل مع كهذا خبر. تم تكذيب الخبر بواسطة الرئاسة وعبر رئيس الوزراء شخصيا، ولكن لا أحد يهتم بالتكذيب حتى الجهة التى تعمدت الكذب، وربما يلجأ الرئيس ورئيس وزرائه إلى عقد مؤتمر صحفى موسع لتوضيح ما التبس على الناس، وتكذيب ما لم يحدث فعليا، وبعدها بدقائق ستخرج "أم أربعة وأربعين" لتقول عبر برنامجها اليومى "يا سيادة الرئيس، لماذا تضيع وقت الدولة فى الرد على أمور شخصية"، وستكمل متسائلة "هو الرئيس ما وراهوش حاجة عشان يقعد كل شوية ينفى ما نقوله". تصوروا لو أن الرئيس رفع قضية على الصحيفة والقناة أو القنوات التى نشرت أخبارا كاذبة، ألن يخرج علينا أبو قويق وأبو حمالات وأبو دراع فى النقابة ليقول لنا "مرسى لا يطيق النقد". الإعلام يتعامل مع الشائعات على أنها حقائق وعلى الآخرين تكذيبها، ويتجاهل الحقائق المثبتة، مثل تثبيت محافظ كفر الشيخ وسرقة سيارته قبل يومين، والسبب هو أن الحقيقة لدى هؤلاء مزعجة ومؤلمة وما "بتأكلش عيش". --------------- د. حمزة زوبع [email protected]