أشاد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان له اليوم بوثيقة الأزهر الشريف الجامعة التي قدمها الشباب الحريص على شعبه ووطنه، والتي نالت رضا الجميع، ورحبت بها كل الفئات، ومطالبا الجميع من رئاسة الجمهورية والمعارضة بالالتزام الكامل بها، مشددا على ضرورة الوحدة والحفاظ على قوة مصر. ودعا البيان جميع المخلصين من قوى المعارضة والموالاة إلى الوقوف صفا واحدا لأجل مصر، لأجل الحفاظ على الثورة ومقاصدها، قائلاً:" فأنتم جميعا أصحاب الثورة، فلا تختلفوا، فإن استمرار الفوضى والاضطرابات والاعتداء على المؤسسات العامة والخاصة، يقضي على ما تبقى من موارد مصر، ويمنع الاستثمار فيها، فبالتالي يزداد الأمر سوءا ويتفاقم الوضع. فمن المستفيد عن كل ذلك؟". وكما دعا الاتحاد العلمي برئاسة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور علي القرة داغي، الأمين العام، جميع المتظاهرين إلى الحفاظ على السلمية ومنع الفلول والمجرمين من التسلل والعودة إلى الإجرام والفساد مرة أخرى. وقال البيان: "يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببالغ القلق والأسى، الأوضاع المأساوية في مصر العظيمة بشعبها، والعزيزة على أمتنا العربية والإسلامية، التي أدت إلى أعمال فوضوية وإجرامية بعيدة عن طبيعة الشعب المصري المتحضر، نتج عنها جرح ومقتل عدد من المتظاهرين والشرطة". وأكد الاتحاد العالمي أن الله تعالى يحب الرفق ويكره العنف، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما دخل الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه. وندد الاتحاد بشدة على اتخاذ الوسائل الإجرامية والعنف والقتل والاعتداء على الشخصيات، وعلى الممتلكات الشخصية، وعلى المنشآت العامة والخاصة، مؤكدا أن هذا من الفساد في الأرض ومحاربة الله تعالى. حذر الاتحاد من خطورة الوضع، ومن استغلاله من قبل أعداء مصر في الداخل والخارج للنيل من قوتها ومكانتها وهيبتها، ومن تسلل الفلول والمجرمين إلى داخل صفوف المتظاهرين، للعبث بأمن مصر ومنشئات مصر. فهذه المخاطر وغيرها تستدعي من الجميع وبخاصة قوى المعارضة أن تجعل مصلحة مصر فوق كل المصالح الحزبية، وتقبل الحوار الهادئ الهادف للوصول إلى بر الأمان، وحل المشاكل بطرق سلمية. وأشار البيان الي ان أجواء مصر المشحونة، ومشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية ليست وليدة اليوم، وإنما هي نتيجة الاستبداد والطغيان والفساد، والعناد الممنهج خلال أكثر من50عاماً، وإن مشاكل أكثر من نصف قرن لا تحل بأشهر، ولا بسنة، أو أكثر، وإنما تحتاج إلى خطة استراتيجية في ظل أوضاعٍ هادئةٍ مستقرةٍ، داعيا الجميع إلى الحفاظ على مصر وأمنها واستقرارها، مؤكدا أمن مصر وقوة مصر أمن وقوة للعرب والمسلمين جميعاً.