أكد الشاعر والكاتب التركى على أورال أن الثقافة العربية تمتد لتظلل العالم الإسلامى بأثره حتى وإن اختلفت اللغات القومية فالآداب العربية ملهمة للأدباء الأتراك، حتى وإن كتبوا بالتركية لكن الثقافة والآداب العربية تبقى ملهمة لهم ترسخ الهوية الحضارية للأمة الإسلامية التى نهلت من معين التراث الإسلامي لأكثر من 14 قرن من الزمان. وأشار أورال خلال مشاركته فى برنامج ضيف الشرف على هامش البرنامج الثقافى لمعرض الكتاب بعنوان "الشرق الذى يبحث عن الأدب وهويته"، والذى إدارة د. سليمان سيزر مدير مركز "يونس إمره" للثقافة التركية إلى أنه بالرغم من أن لغته الأصلية هى التركية إلا أن اللغة العربية عزيزة مثل لغته تماما. وأضاف: يجب علينا أن نتحدث عن الأدب الذى يبحث عن هويته من أجل إمكانية الحديث عن الشرق الذى يبحث هو أيضًا عن هويته، فإن أى عمل إبداعى قبل كل شىء ما هو إلا حالة انفراد فى الابتكار. مستشهد بقول «بورجس أسطورة فى الأدب العالمى عندما أكد على أهمية النظرة المحلية الأدب: (لو كتبت عن حكاية الرجل الذى يعيش على القمر فهذه تكون حكاية الأرجنتينيين) باعتباره أرجنتيني الجنسية كان ينظر إلى الدنيا بل وإلى القمر باعتباره أرجنتينى. وانتقد كتاب الرواية العربية الذين يستلهمون الأدب الغربي فى كتاباتهم في حين أن لديهم مخزون تراثى متسع يمكن استلهامه. وحول تأثير الأدب الغربي على الهوية الإسلامية لشعوب العالم الإسلامي قال الأديب التركي لقد تغيرت وجهات نظرنا منذ أن تركنا حواديت أمهاتنا واستخدمنا بدلاً منها حواديت عوالم أخرى وأصبحنا ننظر إلى قيمنا وكأننا غرباء.. راحت الدول الإسلامية تنظر إلى بعضها البعض كدول أجنبية بينما تنظر إلى الأجانب الحقيقيين وكأنهم عائلاتهم الأصليين.. وهكذا العالم فقد توازنه، لا يوجد طريق غير الفن النابع من روحنا وأراضينا من أجل العودة من التبنى إلى البنوة. وتابع: ليست هناك سبل أخرى لكى نرى العالم الخارجى إلا من خلال العودة إلى عالمنا الداخلى، فكلما عاد الكاتب لنفسه ولأعماقه وتتبع قلب، كلما خفف ذلك من ظل التأثر؛ لأن كل ما يراه يكون قد رآه من نافذته الشخصية فنحن أبناء قطرين شاهدوا العالم من نوافذ الآخرين فى عصر ما من العصور للأسف الشديد.