* مذيعو التوك شو: جماعة تحمل أهدافا نبيلة.. يتصلون بأحدث وسائل التكنولوجيا! * خبراء:استخدام المنابر الإعلامية فى الترويج للعنف والقيم السلبية "غير مقبول" إذا كانت جماعة "بلاك بلوك" تمارس فى الشارع إرهابا فعليا حينما تحرق المنشآت العامة والخاصة وتقطع الطرق وتحمل المولوتوف، فإن الإعلام مارس مع هذه الجماعة إرهابا من نوع آخر؛ إرهابا فكريا ضد كل من ينتقد بلاك بلوك أو يطالب بمحاكمتها.. إرهابا تهدف من ورائه بعض القوى الإعلامية المحسوبة على الفلول إلى خلط أوراق الثائر بالبلطجى كى يصنعوا ثورة جديدة تعود بالنظام الفاسد الذى تعملقوا فى عهده ولا يقوون على العيش فى مناخ سياسى نظيف بعيدا عن الفساد . على سبيل المثال لا الحصر، تعجب الإعلامى وائل الإبراشى من الضجة المثارة حول "بلاك بلوك"، ووصفها بالمجموعة الشبابية التى تتبنى أهدافا نبيلة، أما الإعلامى إبراهيم عيسى فقال إنها مجرد مجموعة شبابية نجحت فى إثارة ذعر الإخوان وإظهار مدى خوفهم ورعبهم من جماعة شبابية شديدة الاطلاع على أحدث الأساليب التكنولوجية فى العالم. مجلس الشورى اتخذ خطوات فعلية ضد هذه الظاهرة الإعلامية حينما فتح تحقيقا فى حلقة برنامج "الشعب يريد" على قناة التحرير الذى تقدمه دينا عبد الفتاح، واستضافت فيه مجموعة من شباب "بلاك"، وقالت إن الملثمين رفضوا الكشف عن هويتهم إلا أن فريق الإعداد يعرف من هم؛ لذلك طالب الشورى وزير الإعلام وهيئة الاستثمار بالتحقيق فى الواقعة وتحويل الفقرة للنائب العام للتحقيق فيها . يعلق الدكتور فاروق أبو زيد -العميد الأسبق لكلية الإعلام- على هذه الظاهرة قائلا: لن أتدخل فى الجانب القانونى لهذ القضية، ولن أعلق على تحقيقات النائب العام فى هذا الصدد، ولكن فيما يتعلق بالتشريعات الإعلامية فالمتعارف عليه فى العالم هو أنه لا تحاسب وسيلة إعلامية على مبدأ استضافتها شخصا أو جهة ما، ولكنها تحاسب على كيفية الاستضافة وكيفية توجيه الحوار وإدارته . وقال أبو زيد:من المتعارف عليه إعلاميا أن الإعلامى يوجه أسئلته من منطلق أنه يمثل الطرف الغائب فى الحوار وليس من منطلق الترويج لفكر أفراد "بلاك بلوك" الذين تم استضافتهم، وإلا تحولت الفقرة الإعلامية لفقرة إعلانية، وثارت الشبهات وعلامات الاستفهام حول ذمة هذا الإعلامى وضميره المهنى؛ فمن غير المقبول أبدا أن يستخدم منبر إعلامى أيا كان للترويج للعنف أو أى قيمة سلبية ضد الإنسانية، وفى الوقت نفسه ليس من الصحيح إعلاميا أن يتجاهل الإعلام ورجاله وجود مثل هذه الجماعات فى الشارع المصرى، ولكن العبرة كما قلت فى كيفية تناول مثل هذه الظاهرة المجتمعية الحساسة . يلتقط أطراف الحديث منه الخبير الإعلامى ياسر عبد العزيز الذى قال: أرفض تدخل أى جهة فى عمل الإعلام، وإذا كانت الدولة تريد تنظيم عمل الإعلام والحد من سقطاته خاصة فى مثل هذا التوقيت الحساس فى تاريخ مصر فعليها أن تعيد بناء المنظومة الإعلامية من خلال إنشاء جهة مستقلة تقيم الأداء الإعلامى بدلا من أن نصدر مشكلاته للجهات الرقابية . وتابع:دعونا نعترف بأن إحدى مهام الإعلام الرئيسة هى عرض مختلف الآراء والأفكار التى يشهدها المجتمع، ولكنْ بالطبع هناك قيود على تلك الحرية، وهى تلك القيود المتعلقة بقيام بعض القوى السياسية بتحويل المنابر الإعلامية لمنابر تستخدم فى التحريض على كراهية الآخر وممارسة العنف ضده، ولكن إذا كانت هناك ضرورة مهنية تحتم استضافة القوى التى تدعو إلى العنف لأنها ضليعة فى أحداث مهمة يشهدها الوطن فلا بد من أن يكرر الإعلامى من وقت لآخر ضرورة نبذ العنف والكراهية بدلا من أن يروج لهما، ومن ثم العبرة هنا فى كيفية التناول الإعلامى مثل هذه القضايا و الأفكار . وترى الدكتورة نيرمين عبد السلام -مدرس الإعلام بجامعة القاهرة- أن بعض وسائل الإعلام تجاوزت كل خطوط الحرية الحمراء حينما شاركت فى تهديد السلام الاجتماعى وروجت لأفكار العنف التى تتبناها مثل هذه الجماعات، ولم تكتف بهذا بل وصفت ميليشيات "بلاك بلوك" بالطلائع الثورية الجديدة، وهدف كل هذا هو تغذية نار العنف حتى تظل مشتعلة وتعوق استقرار هذا الوطن؛ لأن الاستقرار يعنى فتح ملفات فساد الكثير من رجال الأعمال؛ حيث أسفرت نتائج التحقيق الأولية مع المقبوض عليهم من بلاك بلوك أنهم متورطون بالتمويل والدعم من شخصيات متهمة بالفساد. واستطردت قائلة: هنا لا بد ألا نغض الطرف عن بعض القوى السياسية المعارضة التى لعبت دورا انتهازيا لا يقل عن دور الإعلام الانتهازى فى شىء حينما طبقت مثل "اللى تكسب به العب به" فانقلب الخطاب الإعلامى لهم من إدانة العنف ومرتكبيه إلى غض الطرف عنهم تماما بل وصفهم بالثوريين إذا لزم الأمر، ما دام هذا الوصف يخدم أهدافهم السياسية.