تظل أحلام الطلبة محصورة فى النجاح، بينما تتسع أحلامهم أكثر بعد التخرج لتشمل حلم الحصول على وظيفة يبدأ بها مشواره ويوثق بها خبراته، لكن أولى خطوات الحصول على وظيفة هى كتابة السيرة الذاتية وهى بمثابة بطاقة تعريفية لا تزيد عن صفحتين يسجل بها الشاب بياناته بدءا من اسمه وعنوانه، ومرورا بمؤهله الدراسى ودوراته التدريبية، وانتهاءً بخبراته العملية. ولأهمية السيرة الذاتية والتى تعد فعلا المفتاح الأول للمقابلة الشخصية والوسيلة الوحيدة للترويج لصاحبها، وبالتالى لفت نظر صاحب العمل له، لذلك فكان لا بد من اتباعها لقواعد ومواصفات محددة. يقول مصطفى عاطف -المستشار فى الخبرات التدريبية والإدارية-: "تختلف طرق كتابة السيرة الذاتية من شخص لآخر فالطالب الجامعى أو حديث التخرج تختلف سيرته الذاتية عن صاحب الخبرات المتعددة، كذلك تختلف من بلد لآخر فخارج الوطن العربى لا تسجل الديانة، النوع، الحالة الاجتماعية، ولا ترفق الصورة الشخصية مع السيرة الذاتية؛ لأنها تضع فى اعتبارها أن كل ما يهمها كمؤسسة هى مهارته وكفاءته بالعمل بغض النظر عن النوع أو الديانة، بينما فى الدول العربية يهمها النوع والذى يترتب عليه إجازات الأمومة للأنثى مثلا، لكن هناك معايير أساسية فى الكتابة لا يمكن تجاهلها وإلا أثرت بالسلب على صاحبها مثل: المصداقية والوضوح، التوجه من الأحدث للأقدم، طريقة تنظيم وترتيب البيانات، العناوين، مراجعة السيرة الذاتية والتأكد من خلوها من أى أخطاء إملائية". تنظيم السيرة الذاتية يقول مصطفى عاطف: "للسيرة الذاتية المقدمة لجهات العمل طريقة ترتيب تعتمد على الأولويات، والتنظيم من الأحدث للأقدم، وتبدأ ب: • البيانات الشخصية: الاسم، تاريخ الميلاد، الجنسية، الحالة الاجتماعية، العنوان بالتفصيل، أرقام التليفونات أرضى وموبايل، البريد الإلكترونى. • الهدف: عبارة عن جملتين أو ثلاث على الأكثر يحدد فيها الهدف من الالتحاق بالوظيفة ولماذا يسعى إليها. • المؤهلات الأكاديمية: اسم الكلية والجامعة وتاريخ التخرج (والتقدير إن كان متميزا)، ويسجل أيضا إذا حصل على درجة ماجستير آو دكتوراه أو حتى دبلوم عالٍ. • المهارات الشخصية: يسجل فيها التدريبات العملية والصيفية التى حصل عليها كاللغات أو دورات الحاسب الآلى، ويتم التفصيل فى درجة إجادة كل منها (جيد - جيد جدا - ممتاز) مع ذكر الجوائز التى حصل عليها. • المهارات الفنية: يذكر فيها مهاراته ومستواه فى (العمل تحت ضغط - إدارة فريق – التكيف - علاقاته الاجتماعية بالزملاء). • الخبرات الوظيفية: يسجل فيها اسم الوظيفة ويفضل التفصيل فى المهام الوظيفية، وترتيبها بالطبع من الأحدث للأقدم وتاريخ الالتحاق وترك من الوظيفة. • الأنشطة: يسجل فيها إذا كان عضوا بأحد الجمعيات الخيرية أو الاجتماعية، ويحدد فيها اسم النشاط دون تفاصيل عن طبيعته. • الهوايات: يفضل خبراء التنمية البشرية ذكر الهوايات مثل تربية الحيوانات الأليفة؛ لأنها تضفى على صاحبها قدرا من الإنسانية والمسئولية خاصة إذا كانت السيرة الذاتية مقدمة لشركات أجنبية. توصيات - اطلع على المهام الوظيفية للوظيفة المتقدم لها وهل تناسب إمكانياتك وتخصصك أم لا. - لا تضع عنوانا للسيرة الذاتية مثل: "السيرة الذاتية أو"C.V لأن شكلها معروف بدهيا. - اعتمد الخط الرسمى المعتدل مثل ARIAL، ولا تستخدم غير اللون الأسود فى الخط، فلا داعى لاستخدام أى ألوان أخرى لأنها تشتت الانتباه عند قراءتها. - اطبع سيرتك الذاتية على ورق أبيض A4. - استخدم الصيغة الرسمية فى أسلوب الخطاب والبريد الإلكترونى، الصورة الشخصية حتى تضفى سمة الجدية على شخصيتك. - لا تسجل خططك المستقبلية المهنية مثل: سوف أحصل على دورة تدريبية فى تنمية المهارات، بل سجل ما حصلت عليه بالفعل. - لا تضع إطارا لورقة سيرتك الذاتية فهذا يبعدها عن الحرفية. - اعتمد أسلوب النقاط وليس الفقرات لأنه يسهل عملية القراءة. - راجع السيرة الذاتية جيدا وتأكد من خلوها من الأخطاء الإملائية. - تأكد من وسائل الاتصال بك وسجل كل السبل الموصلة إليك حتى لو كان رقم التليفون الأرضى. - يجب أن تكون الجمل مختصرة ومفيدة. - يفضل ألا تقل السيرة الذاتية عن صفحة واحدة ولا تزيد عن ثلاث صفحات. - لا ينصح بتسجيل الانتماء السياسى والحزبى (إلا إذا كان الجو العام بالبلد يسمح لذلك). - لا تذكر أسباب تركك للعمل السابق، ولا راتبك السابق. - لا تعتمد المبالغة فى التوصيف أو تحديد المهارات. - استخدم الحروف الكبيرة (فى الإنجليزية) وعلامات الترقيم بشكلها وموضعها الصحيح. - لو كانت السيرة الذاتية لخريج حديث/ طالب جامعى فيفضل تسجيل إذا كان عضوا فى كشافة، اتحاد الطلبة، الوظائف الصيفية. - يوصى بمراجعة وتحديث السيرة الذاتية كل 6 شهور مثلا، ومتابعة أنماط السير الذاتية وأساليب كتابتها من وقت لآخر.