قبل أيام من الذكرى الثانية لثورة 25 يناير المباركة وفى ظل استمرار المؤامرات الخارجية والداخلية التى تمولها دول عربية وأجنبية لإجهاض ثورتنا وإفشال أول رئيس مصرى منتخب احتضنت نقابة الصحفيين التى حولها التيار الناصرى العلمانى لفرع لما يسمى بجبهة الإنقاذ الوطنى مؤتمرا غريب الأطوار، حيث "لم الشامى على المغربى" كما يقولون، والطريف والمثير هو الحضور القوى لأحزاب وشخصيات محسوبة على فلول النظام السابق، لدرجة أننا كصحفيين من كافة الاتجاهات كنا نطلق عليها: "أحزاب الفلول"، وهى الأحزاب التى سمح المجلس العسكرى بخروجها للحياة السياسية، ومنها -على سبيل المثال- حزب مصر الحرية، وحزب المصريين الأحرار. والغريب أن أحد أعضاء مجلس نقابة الصحفيين الذى يقدم نفسه بوصفه من طليعة ثوار 25 يناير هو الذى سهل غزو أحزاب الفلول لنقابتنا، بدعوى رفضه حكم الإخوان، ومن ثم فالمناضل الناصرى الذى يحصل على عشرات الألوف من صحف وقنوات الفلول سنويا مقابل سب الإخوان والتطاول على الرئيس المنتخب لا يمانع أن يتحالف مع رجال مبارك نكاية فى الإخوان! ليت تحالف الأحزاب العلمانية واليسارية والفلولية الذين اجتمعوا فى نقابة الصحفيين قد أعلنوا عن تدشين مبادرة قومية للنهوض بمصر بدلا من أن يثبتوا يوما تلو الآخر أنهم مجرد مقاولون للهدم، فهم لا يجيدون البناء أو حتى رفع الأنقاض التى تسبق عملية البناء نفسها! خطة تحالف الهدم والثورة المضادة للتظاهر يوم 25 يناير، هو رفض الدعوة للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة، ردا على مبادرات جماعة الإخوان؛ لجعل هذا اليوم عيدا للعمل والبناء. تحالف الهدم قالوا إن مصر وصلت إلى الفقر والغلاء والانفلات الأمنى وسوء الإدارة، فى عهد الإخوان وحكمهم، لافتين إلى أن الثورة نجحت بشبابها فى تنحية المجلس العسكرى، فى تحريض خبيث لإسقاط الرئيس مرسى، الذى كان فوزه فى انتخابات الرئاسة منة أخرى من الله عز وجل؛ لأن فوز شفيق كان يعنى شيئا واحدا هو إجهاض الثورة، ولعل هؤلاء تناسوا أن الإسلاميين كانوا الفيصل الأكبر والأهم فى نجاح ثورة يناير، وأنا بوصفى شاهد عيان أستطيع أن أقول شهادة أمام الله عز وجل: إنه فى ذورة هجوم الخيل والبغال والجمال على الثوار فى موقعة الجمل قام شباب التيار الإسلامى والألتراس بصد العدوان، فى الوقت الذى كان فيه الناصريون والعلمانيون -كعادتهم- مشغولين بالشو الإعلامى! لقد دعا تحالف الهدم الشعب لأن ينتفض من جديد مدافعا عن ثورته، قائلين: "سنخرج فى اليوم نفسه لإكمال ما بدأناه، وشعارهم: "لا لدولة الإخوان"، "الثورة مستمرة"، و"الجماعة التى تريد الاستئثار بالحكم"، "دستور مختصر باطل لا يكفل الحقوق الاقتصادية". وادعوا أن النظام الحالى ارتضى لنفسه التبعية لأمريكا وإسرائيل، وتناسوا أنهم أنفسهم من هاجموا الرئيس مرسى عندما تدخل لأول مرة منذ 30 عاما لوقف العدوان على غزة بدعوى أن الرئيس يهتم بفلسطين على حساب مصر، ولو كان هؤلاء لديهم شىء من الأمانة لتحاشوا هذا الادعاء، خاصة أنهم قاموا بالتنسيق مع السفيرة الأمريكية لإسقاط النظام، فإذا كان الرئيس تابعا لأمريكا فلماذا تسعى لإسقاطه أو حتى الجلوس مع أعضاء جبهة الخراب الوطنى؟ ولا يخفى على أحد أن أول أمانى هذا التحالف هو إسقاط النظام لمصالح سياسية وشخصية دون مراعاة لمصير ملايين الفقراء الذين أفقرهم نظام مبارك، وهم الذين دشنوا تحالفهم معه فى نقابة الصحفيين، ولا يسعنى إلا أن أذكر بقوله تعالى: {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. دعاء المخلصين بمناسبة الذكرى الثانية لثورتنا المباركة أدعو جموع المصريين والعرب والمسلمين أن يوحدوا الدعاء لمصر، بأن يجعل الله يومها خيرا من أمسها، وغدها خيرا من يومها. اللهم اجعل دعواتنا مستجابة لرئيسها الذى شاءت إرادتك أن يتولى المسئولية فى ظل هذه الظروف العصيبة، ولكننا نثق بأن نصرك آت لا محالة، وأنك يا الله سوف تمن علينا بفضلك ورحمتك كما مننت علينا من قبل بنجاح ثورتنا فى 18 يوما فقط. اللهم إننا نستودعك مصر.. رجالها وشبابها. نساءها وفتياتها.. أطفالها وشيوخها. ممتلكاتها ومبانيها ومنشآتها. نيلها وأراضيها وخيراتها. أمنها وأمانها وأرزاق أهلها. حدودها وبحورها وجنودها. فاحفظهم بحفظك يا من لا تضيع عنده الودائع وأنت خير الحافظين. اللهم آمنا فى أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأيد بالحق إمامنا وولى أمرنا. اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده فى نحره، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار، اللهم احفظ بلادنا من عبث العابثين وكيد الكائدين وعدوان المعتدين.