خنجر.. ومولوتوف.. وتهديدات بالعنف وتعطيل القطارات والمواصلات العامة.. والهجوم على مؤسسات الدولة وحرقها.. وقتال الشرطة لو تدخلت لوضع حد لهذه الفوضى.. هذا هو التطور الطبيعى للسلوك الفوضوى اليسارى (الأناركية Anarchism)، الذى ظهر بعد ثورة 25 يناير بين بعض الشباب المقلدين لما يرونه على شاشة الكمبيوتر، ولكنه أصبح يسمى الآن (الكتلة السوداء BLACK BLOC)، وهى مجموعات فوضوية يسارية ترتدى الملابس السوداء، وتحمل العصى والخناجر وزجاجات المولوتوف، انتشرت فى أوروبا لتحطم زجاج السيارات والمحال التجارية، وتشوه الحوائط بالشتائم والسباب بدعاوى محاربة بطش الحكومات، وجاءت ببلاويها إلى مصر.. كأننا ناقصين! يوم الثلاثاء الماضى 15 يناير، ظهرت مجموعات قليلة من هؤلاء الشباب الفوضوى فى محطتى مصر فى رمسيس والإسكندرية لتعطيل كل القطارات بدعاوى غبية؛ هى الاحتجاج على حادث قطار البدرشين، (وكأن الاحتجاج على الكوارث يجب أن يكون بكوارث أخرى وتعطيل حال كل المصريين)، وقد عطلوا بالفعل عدة قطارات واشتبكوا مع الشرطة، فألقت قوات الأمن القبض ??? عدد منهم، وكانت المفاجأة أنه بدلا من تحويلهم للنيابة حضرت قيادات من وزارة الداخلية وأطلقت سراحهم! دخلت على صفحتهم على فيس بوك وتويتر التى يسمونها (الكتلة السوداء المصرية Egyptian black bloc)، فوجدتهم يقولون: "عشان بس الناس اللى بتقول احنا بتوع كلام وخلاص ومجرد صفحة.. احنا نزلنا وقفلنا المحطة وأوقفنا جميع القطارات الموجودة بالمحطة وكسرنا قطرين عشان كانوا هايدوسوا علينا". ويكتبون: "وعدناكم من قبل بمحاصرة القصر الجمهورى، ووعدناكم بحرق مقرات الجماعة، وأوفينا بوعودنا!!". ويقولون إن أفعالهم لن تكون مسيرات احتجاجية، بل ستكون إجراء مباشرا ضد الحكومة وضد الأجهزة الحكومية لإلحاق الخسائر المادية بالدولة، وأعلنوا تحديهم الصارخ للسلطة، قائلين: "نقف ضد النظام والقانون"، ويؤكدون أنهم يستعدون من الآن ليوم 25 يناير ب"قنابل الدخان" و"المولوتوف المبتكر" ومفاجآت أخرى!! بل إن صفحتهم تعهدت بنشر رسومات توضيحية حول تحضير أدوات القتال، مثل: أقوى أنواع المولوتوف.. طرق لتصنيع قنابل حارقة وقنابل جرثومية وقنابل سامة وقنابل دخان وقنابل صوت، وأحدهم (مهندس) نشر تفاصيل صناعة المولوتوف بالصور على صفحته، كما تعهدوا بتنظيم فرق فى كل المحافظات "من أجل إسقاط النظام الحاكم"!! الأغرب أننى تابعت تعليقات الصحف الصفراء -مثل الفجر والوطن وبوابة (الوفد) الإلكترونية، التى أفسدوها بعد وفاة مؤسسها الراحل العظيم (عادل القاضى)- فوجدتهم يهللون لهذه الظاهرة السوداء، ويروجون للشعارات المضللة التى يرفعها هؤلاء الشباب مثل: "المجد للمشاغبين.. رسالة للاستعمار.. سلمية ماتت ولن تعود.. وبدأ النضال المسلح"، ولا أعرف عن أى استعمار يتحدثون؟ وأى نضال مسلح؟ أم أنهم ينقلون مصطلحات اليسار الغربى كما هى "عميانى" وبجوارها قناع أسود وعلى يمينه خنجر! بالمناسبة : أين شرطة (الأمن الوطنى) ؟ وأين (شرطة الإنترنت) ؟ وأين (النيابة العامة)؟.. أليست هذه جرائم يعاقب عليها قانون العقوبات؟ وأليس هذا تحريضا على الفوضى فى ذكرى الثورة وإتلاف ممتلكات الدولة وقتل مصريين بدعوى إكمال الثورة ؟ أم أنهم يجلسون جميعا على دكة الاحتياطى حتى تقع الكارثة! على الرئيس محمد مرسى أن يتحرك ويعزل أى مسئول يغطى على هذه الجرائم، وأن يفضح هؤلاء المخربين الذين يعرقلون الاستقرار أمام وسائل الإعلام ويطلب من الشعب أن يتصدى لهم معه.