محمد مصطفى يكتب: العريفى.. وهيفاء!

يستكثر البعض أن يعامل الشيخ الجليل محمد العريفى، بنفس ما يتكرم به على هيفاء وهبى!
إذا جاء إلى مصر مطرب مغمور، أو فنانة صاعدة، أو مغنية "على ما تفرج"، تنزل فورا إسطوانة: مصر هوليود الشرق.. قِبلة الفن.. الريادة الإعلامية.. القوة الناعمة... الخ"، لكن إذا وفد إلينا شيخ جليل، أو عالم فقيه، أو إمام نزيه، أو داعية إسلامى، فيتحول "مؤشر الإرسال" نحو "استيراد المتطرفين"، "الأفكار الوهابية"، "إسلام الصحراء"، حتى "التنظيم الدولى"!.
لم أسمع من أحد المعترضين على زيارة العريفى لمصر فى السابق تحذيرا من "لبننة الغناء المصرى"، ولا "خلجنة الإنتاج السينمائى"، ولا "تركنة المسلسلات الدرامية"، لكن هؤلاء أنفسهم خرجوا يشقون الجيوب ويلطمون الخدود، خوفا وهلعا من "سعودة الدين"، و"أسلفة الأزهر"، وركبوا الشطط "حتى آخر الخط"، فاعتبروا أن خطبة العريفى التى أفاض فيها فى وصف مكارم مصر، وإثبات فضلها، والتذكرة بريادتها، ليست أكثر من "تكرار لا يعلم إلا .... "، وانتقدوا نداءه للمستثمرين العرب لضخ أموالهم فى مصر ومساعدتها على تجاوز أزمتها الاقتصادية مبررين ذلك بأنهم يرفضون "التسول"، بل عجزت أعينهم عن رصد أية فضائل للشيخ، فتذكروا فجأة جنسيته السعودية فهاجوا وماجوا رافضين"التدخل فى الشأن المصرى"!.
إذا غنت نانسى عجرم "إن سألتك إنت مصرى قول لى إيه" طالبوا أن تحصل الفنانة اللبنانية على قلادة النيل، على ما فى الأغنية من ركاكة وسطحية، وإذا أحصت "هيفاء": 80 مليون بحبك" فهى بذك جديرة بجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الإحصائية!
أما إذا عاد القرضاوى إلى بيته من "المنفى" القسرى، وارتقى منبر الأزهر الشريف –ومن يرتقيه غيره- فتخرج الديدان من شقوق الأرض شتما وتجريحا فى العالم الكبير، رغم إنه "مصرى وأبوه مصرى"!
مشكلة هؤلاء لم تعد مع "الإسلاميين"، ولكن مع "الإسلام"، وعداوتهم صارت واضحة ضد "الدين" وليس فقط ضد "المتدينين"، فإن ذهب الآلاف لحضور خطبة العريفى فى مسجد عمرو بن العاص فهو دليل على صدور أوامر ل "القطيع"، ويعكس "حالة فقدان ثقة بالنفس"، ويعبر عن "انسحاق ودونية تجاه الأجنبى"، أما إذا امتلأ استاد القاهرة بحفل فنى أو استعراض راقص، فيكون ذلك دليلا على أن مصر "حاضنة الفن العربى"!
بالمناسبة، ليست لدى أية دوافع عدائية ضد الفن ولا الفنانين، ولكنى أنتقد فقط ازدواج المعايير، والترصد ضد كل ما هو إسلامى، والكلام ب "ذمتين".
العريفى على رأسنا.. رغم أنف إعلام "واوا أح"!