أشاد الداعية الإسلامي السعودى الدكتور محمد العريفي بمصر، لافتا إلى أن فضلها وكرمها وجودها على الأمة الإسلامية كبير، كما أشاد بأهل مصر واعتبرهم أحفاد الأنبياء والصحابة والتابعين. وعدد د. العريفي خلال خطبته الجمعة اليوم في مسجد عمرو بن العاص، بمصر القديمة مناقب مصر ومحاسنها، وكيف ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم، ومدحها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لها في أحاديثه، مشيرا إلي أن أهلها أهل عافية لا يتعاركون ولا يتصارعون، ومن يحاول النيل منها فحسابه عسير. كما ذكر ما نقل عن الصحابة والتابعين عن فضل مصر وفضلها على الأمة كلها، خاصة أن التاريخ يشهد بالعلاقة القوية بين مصر والعالم الإسلامي، مشيرا إلي أن المصريون إخوان العرب منذ بدء الخليقة، عندما تزوج أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم من السيدة هاجر التي تفجرت تحت قدميها ماء زمزم، الذي يشرب منه العالم كله حتى قيام الساعة. وأوضح د. العريفي أنه تقديرا لأهل مصر وكرمهم وكرامتهم، كانت الأمثلة في القرآن الكريم تضرب من أهل مصر، الذين هم أهل النصيحة والكرم. وأشاد بالمرأة المصرية التي ضربت أروع الأمثال على مدار التاريخ، كما أعتبر ان أهل مصر نصروا أحفاد الأنبياء والصحابة، فهي الدولة التي مر بها الأنبياء، وجاءت منهم أمة إبراهيم نتاج زواجه بالمصرية السيدة هاجر. وتابع: "كما أننا لا ننسى أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة ماريا وأنجب منها ولده إبراهيم". وأضاف د. العريفي: "سكن مصر ما يقرب من 350 صحابي من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم"، مشيرا إلي أن منهم من تزوج بها، كما أن التابعين وتابعي التابعين رحلو إلي مصر من أجل العلم والتعلم، مشيرا إلي أن مصر حتى الآن يأتي إليها الطلاب صغارا ويخرجون منها علماء، وقال إنه يكفى أنها جمعت أئمة الفقة كالشافعي، وكبار الشعراء كالمتنبي. وقال موجها كلامه للمصريين قائلا: "أنتم تسكنون أرض الطيبين وأرض الكرم، ولكم في خطاب عمر بن الخطاب أمير المؤمنين لعمرو بن العاص والي مصر، الذي طلب منه العون والغوث من أهل الكرم، لترسل لهم مصر قافلة أولها في المدينة وأخرها في مصر". وتابع: "أنه في كل موسم حج، كان يأتي المصريون إلي مكة ومعهم "تكية" من الطعام تكفيهم وتكفي المئات غيرهم، فيأكل من خير مصر كل الحجاج من أهل العالم". وشد على أن المصريون هم أكثر الناس كرما وإجلالا واحتراما لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الماضي والحاضر. وخاطب د. العريفي أهل ام الدنيا قائلا: "لا تجد في أي دولة في العالم إلا وبها مصريون مدرسين ومهندسين وعلماء في كل المجالات"، مشيرا إلي أن أول المدارس الحكومية التي انشئت في السعودية عمل بها مصريون، وأول جامعة نشأت في المملكة ترأسها مصري، كما أن المناهج التي تم تدريسها أشرف عليها مصريون، وأن الوحيدين الذين صلوا بالحرم المكي كانوا مصريين كالشيوخ محمد عبد الرزاق حمزة وعبد المهيمن أبو السمح، وأن الشيخ المصري عبد الرزاق عفيفي كان له الفضل على كثير من الأئمة والعلماء في السعودية ودول الخليج. وقال د. العريفي أن للمصريين دور بارز مع كل المسئولين في دول الخليج، سواء كانوا مسئولين في إداراتهم أو مستشارين يمهدون لهم الطريق السليم لاتخاذ القرارات. وشدد د. العريفي على ضرورة أن تعود مصر لدورها الريادي في العالم الإسلامي، حيث أنها كانت مركزا للخلافة لمدة تزيد عن 250 سنة، كما انها كانت مركزا للعلم طيلة 400 سنة، تؤلف فيها الكتب وتطبع بها المجلدات، مشيرا إلي أن حفيد محمد عبد الوهاب احد أكبر شيوخ وعلماء السعودية جاء إلي مصر لمدة 4 سنوات ليطلب العلم، ومن ثم نشر ما تعلمه في مصر بالسعودية. وتذكر دور المصريون في وقف زحف التتار والحملة الفرنسية، والحروب مع اليهود، مشيرا إلي أن جنودها قاموا بدور بطولي في خدنة الدين. وأضاف: "مصر ليست أقل من الدول المتقدمة، كونها هي الركن الركين الداعم للدول العربية والإسلامية، شريطة أن تستثمر طاقات أبنائها وتتوحد وجهتهم، وتصان كرامتها". وقال أن مصر بها قوى كثيرة تريد الخير لمصر، سواء كانت مدنية أو إسلامية، وهو ما يتطلب منهم التكاتف والترابط والاجتماع من أجل التقدم والريادة، وحذرهم من الاختلاف، وقال لهم: "وحدوا كلمتكم، وأصبروا، فالنعيم يأت متدرجا، وفوتوا الفرصة على المتآمرين عليكم، ففي الغرب عيون وعقول وقلوب تنتظر خطأكم وفشلكم". وطالب د. العريفي كل المستثمرين والتجار ورجال الأعمال في مصر والعالم، أن يقبلوا ويستثمروا في مصر، لما فيها من يد عاملة متقنة، وعقول نيرة، مشيرا إلى أن أهل مصر أولى بالأموال والاستثمارات من البنوك ومن الدنيا كلها. وقال أنه يعلم الآلاف من التجار يحبون مصر ويسعون إلي الاستثمار فيها، وبدءوا بالفعل في تكوين لجان لتسيير الاستثمار، وخطب المصريون قائلا: "أبشروا بالخير، ولا تلتفتوا لإعلام ضال مضل يسعى وراء مصالحه فقط". وقال لحكماء مصر أن أجمعوا شمل المصريين وتواصوا على حماية مصر، واحرصوا على أن تكون بلادكم قائدة للأمة. واختتم د. العريفي خطبته بالدعاء لمصر أن يحفظ مصر، وأن يجعل هذا البلد قائدة للأمة، وأن يجمع المصريين على كلمة سواء، وأن يجهض كل محاولات المتربصين بها. كما دعا إلي إخواننا في سوريا بالنصر والتمكين، وأن يرينا قدرته في الظالمين وعلى رأسهم بشار، وأن يمزق ملكه، ويفرق جمعه. وشهدت ساحة المسجد قبيل الصلاة، توافد عشرات الآلاف من المصلين الذين حضروا من عدة مناطق في القاهرة وضواحيها، والتي امتلأ بهم ساحة المسجد والمنطقة المحيطة به، حتى الشارع الرئيسي أمام المسجد، في مشهد أقرب بصلاة العيدين. كما امتلأت الشوارع المحيطة والطرق المؤدية للمسجد بالسيارات، وتوقف شارع صلاح سالم ونفق الملك الصالح تماما، كما شهدت محطتي مترو الملك الصالح ومارجرجس تكدسا كبيرا من المصلين.