لو كان من يطلقون على أنفسهم جبهة إنقاذ مصر وغيرهم من النخب الإعلامية والسياسية يعرفون قيمه هذا الوطن لما حاولوا هدمه من أجل مطامع السلطة والمال، ولعل خطبة الداعية الإسلامى السعودى الدكتور محمد العريفى عن مصر تعرف هؤلاء قيمة هذا الوطن الذى قد لا يستحقون الانتماء إليه لو استمروا فى مخططهم المشبوه، والسطور التالية تحمل ملخصا لهذه الخطبة القيمة، حيث وصف مصر بأم الدنيا وبدأ خطبته بقوله "إنها اليوم شهادة فى بيت الأنبياء ومسكن العلماء، دعونى اليوم أتحدث عن مصر أم البلاد كريمة التراب". وأضاف العريفى "إذا ذكر المصريون ذكرت الكعبة والبيت الحرام"، منبها بأن كسوة الكعبة كانت تصنع فى مصر منذ عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه ولم تتوقف إلا فى وقت قريب. ووصف "العريفى" البعثة الطبية المصرية بأنها ملجأ وقبلة الحجاج من كل مكان فى موسم الحج لسنوات طويلة، وأنها كانت أبرز ما ينفع الحجاج فى حجهم، ووصف العريفى مصر بأنها بلاد العز وأم الحضارة، وأن الله ذكر مصر فى القرآن فى أربعة مواضع صريحة، وهو تكريم لم تصل إليه أية دولة فى العالم. وذكر "العريفى" أن مصر فيها خزائن الأرض، وأن الله جل وعلا لم يذكر قصة نهر فى العالم إلا نهر النيل، وأن الكندى قال: إنه لم يوصف بلد فى العالم مثل ما وصف الله مصر. وتحدث العريفى عن أقباط مصر، واصفا إياهم بأنهم أهل كتاب وذمة، مذكرا بحديث الرسول الكريم "إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا؛ فإن لهم ذمة وصهرا"، وأوضح أنه مسرور بهذا التآلف بين أهل مصر مسلمين وأقباطا، وذكر مقولة عبد الله بن عمرو بن العاص لقريش: "إن قبط مصر هم أخوالكم" مرتين. وخاطب العريفى المصريين قائلا: "إن الإسلام قد وجد فيكم أعياده" مذكرا إياهم بأن الوادى المقدس يوجد فى مصر وفيها كلم الله موسى تكليما. وذكر العريفى فضل مصر عليه وأنه استقى منها العلم ورواية الحديث، وأنه لا يوجد بيت فى العالم العربى إلا وكان فيه من تعلم على يد مصرى أو استقى العلم والحديث والتلاوة من مصرى، ونصح المصلين قائلا: "إذا أردت القرآن وتجويده فالتفت إلى أهل مصر، وإذا بحثت عن حلاوة اللسان فانظر إلى أهل مصر". وبحسب ما جاء فى صحيفة الأنباء الكويتية ذكر العريفى "رباط الإسكندرية" الذى رابط فيه العلماء والزهاد العباد والمجاهدون على حد قوله. ولم ينس العريفى فضل الأزهر وفضل علمائه على العالم الإسلامى كله، وأن مصر ظلت عاصمة الخلافة الإسلامية لمدة 256 سنة. وأضاف أن مصر موطن الأنبياء إبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وهارون ويوشع بن نون وأيوب والخضر وأشعيا وأرميا عليهم جميعا السلام. ووجه حديثه إلى نساء مصر قائلا: "يكفى المصريات فخرا أن أم موسى عليه السلام مصرية، وأن أسيا امرأة فرعون مصرية، وأن هاجر والدة سيدنا إسماعيل مصرية"، واصفا نساء مصر بأنهن "أرق نساء الدنيا طبعا"، وذكر مقولة الإمام الشافعى: "من لم يتزوج مصرية لم يكمل إحصانه". ووصف وعاظ مصر وعلماءها بأنهم خير العلماء وإليهم المنتهى، وذكر أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين سكنوا مصر أو مروا بها مجاهدين أو علماء أكثر من 350 صحابيا، منهم: الزبير بن العوام، وعبد الله بن الزبير، وعمرو بن العاص، وسعد بن أبى وقاص، وأنها مسقط رأس خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز. ادعوا لمصر مع إشراقة عام 2013 نرجو من جميع المصريين والعرب والمسلمين أن يوحدوا الدعاء لمصر، وأن يجعل الله يومها خيرا من أمسها، وغدها خيرا من يومها. اللهم اجعل دعواتنا مستجابة لرئيسها الذى شاءت إرادتك أن يتولى المسئولية فى ظل هذه الظروف العصيبة، ولكننا نثق بأن نصرك آت لا محالة، وأنك يا الله سوف تمن علينا بفضلك ورحمتك كما مننت علينا من قبل بنجاح ثورتنا فى 18 يوما فقط. اللهم إننا نستودعك مصر.. رجالها وشبابها نساءها وفتياتها.. أطفالها وشيوخها ممتلكاتها ومبانيها ومنشآتها نيلها وأراضيها وخيراتها أمنها وأمانها وأرزاق أهلها حدودها وبحورها وجنودها فاحفظهم بحفظك يا من لا تضيع عنده الودائع وأنت خير الحافظين.